أفراح دهوك

سامر الياس سعيد

شهدت مدينة دهوك الشمالية افراحا كبيرة غامرة بتاهل فريقها بكرة القدم لمنافسات الدوري الممتاز بعد غياب امتد لسنوات حيث عبر الفريق الذي يدعى بصقور الجبل فريقين جنوبيين احدهما الناصرية ومن ثم فريق امانة بغداد ليستطيع حجز تذكرة التاهل لمنافسات الدوري الممتاز التي شهدت احدى نسخه غبر السنوات السابقة تميزا من جانب الفريق الذي عادة ما يرتدي الفانيلة الصفراء حتى اعتلى احد المراتب المتقدمة في البطولة الكروية العراقية ..

ولايختلف اثنان على ما قدمه فريق نادي دهوك في حقبة استغرقت اعوام تزامنت مع تولي المحافظة للشخصية الكردية المعروفة تمر رمضان كوجر والذي قدم الكثير من الدعم والاسناد للفرق الرياضية عبر منصبه الذي خدم فيه المحافظة لاسيما في المجال الرياضي حينما نجح فريق السلة من الوصول الى مراتب متقدمة اضافة لمشاركته المتميزة باحدى البطولات العربية ممثلا لاندية العراق كما حقق فريق الكرة مثلما اسلفنا تميزا لافتا في خضم المنافسات الخاصة بمسابقة الدوري قبل ان يتلاشى كل هذا الانجاز مع توالي الاعوام بانتهاء استحقاق المحافظ في منصبه والازمة المالية التي احتنقت فيها الاندية عموما لنجد ان فريق الكرة قد هبط لدوري الدرجة الاولى وفريق السلة اختفى تماما من شريط الاخبار وغاب اي ذكر عنه او مجرد الاشارة للاسماء التي تمكنت من تحقيق تلك الانجازات السابقة ..

وقد تبدو قصة فريق نادي دهوك في هذا المجال ابراز لما تشهده الاندية العراقية بشكل عام حينما يتوفر لها الدعم فتجد في اروقتها خلية نحل دؤوبة تتمكن من مواصلة تعبيد طرق فرقها بالانجازات والنتائج الجيدة وعادة ما تلمس ان هنالك من شخصية يعود لها الفضل فيما تحقق قبل ان تتفاجا مجددا بغياب تلك الشخصية لظروف شتى حتى تكاد تختفي من ناظريك اي متابعة يمكن ان تعيد ذلك الفريق للاضواء او تسهم بسماع اي خبر يمكن ان يجسد ما كان عليه الفريق او ما انتهى اليه في خلاصة الايام ..

لقد احتفلت المحافظة بالالعاب النارية يوم اعلن عن تحقيق الفريق الشمالي بالفوز على نظيره فريق نادي الامانة بهدفين للاشيء مما اعاد بعض الذكريات المقترنة بهذا المحافظة التي تبدو كل متطلباتها مثالية واجوائها ملبية للطموح في ان يكون لموقع الرياضة وانشطتها قصب السبق نظرا لمناخها المعتدل الذي يساعد على تحقيق الجاهزية المطلوبة حيث تقصدها فرقنا الرياضية للتجهيز الاعداد مستفيدة من الملاعب والقاعات التي تشهدها المحافظة والتي انشئت في تلك الفترة التي يمكن عدها بمثابة الفترة الذهبية للفرق الرياضية في مدينة دهوك..

ولكن ما بين احتفال الجماهير الرياضية بتلك النتيجة التي اسهمت بتاهل الفريق تبدو الاسئلة حاضرة فيما مدى ابقاء الفريق على تلك الروحية المناسبة للحفاظ على زخم الفوز والتجهيز لمنافسات الدوري واعادة توهج الفرق الرياضية في المدينة التي استقر فيها منذ قرابة الثمانية اعوام بعد طردنا من مدينتنا الاصلية الموصل بعد سيطرة تنظيم داعش عليها وادين للمدينة بكونها كانت الحاضنة المناسبة لنا حيث ستعزز مثل ذلك الحضور في الوقوف على استعدادات فرق النادي وتجهيزهم للاستحقاقات القادمة مع انقشاع غيوم الازمة المالية واستقطاب المحترفين ممن لهم القدرة والمنافسة في تمكين النادي من البروز كاحد اقطاب المنافسة في الدوري العراقي الممتاز الى جانب الاندية التي تتمتع باستقرار نسبي يمكنها من المضي الى ابعد الحدود في اجواء المسابقة المحلية ..

ويعول فريق نادي دهوك على وفاء نجومه ممن استنبطوا ذلك الانجاز الذي تحقق قبل عقد من الاعوام لاستنهاضه من جديد ورسم طموحات مماثلة تمكنه من تحقيق النتائج الجيدة في خضم بطولة الدوري ومن هولاء النجوم كابتن الفريق جاسم حاجي الذي يشرف على الفريق الحالي ويمتلك رؤية مناسبة في تمكين الفريق من ان يستلهم روح الامس للاستفادة بتوظيفها في مسيرة الفريق في حاضره ومستقبله ولعل عودة فريق نادي دهوك لوري الاضواء الخطوة الاولى التي يجدها جمهور الفريق الشمالي مناسبة لابرازها مع مجموعة الاحلام والطموحات التي تعتمر قلبه .