الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الجذر التاريخي لقتل الأطفال

بواسطة azzaman

الجذر التاريخي لقتل الأطفال

حسين الصدر

 

-1-

)بسر بن أرطاة ) أحد كبار المجريمن الغِلاظ القساة الذين لا يعرفون معنى للرحمة والرأفه .

بَعَثَهُ معاوية والياً على الحجاز واليمن فتتبَع مُحِبي أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) ووقع فيهم قَتلاً وفَتْكاً ونهباً لاموالهم ،

وسبي النساء المسلمات من ( هَمْدان )

-2-

ومن فظائعه :

ذبحُهُ لابنيْ ( عُبيدِ اللهِ بن العباس ) بَيْنَ يديْ أمهما ، التي هامت على وجهها مذعورة  مألمومة ،

ومما قَالَتْهُ فيهما :

يا مَنْ أحسَّ بابنيَّ الذين هُما

كالدُرتَيْنِ تشظّى عنهما الصَدَفُ

يا مَنْ أحسَّ يا بنيَّ الذين هُما

قلبي وسمعي فقلبي اليومَ مُخْتَطفُ

نُبِئْتُ بسراً وما صدّقتُ ما زعموا

مِنْ إفكهِم ومِنَ الإثمِ الذي اقترفوا

أنحى على وَدَجَيْ ابنيَّ مُرْهَفَهُ

مشحوذةً وكذاك الإثمُ يُقْتَرَفُ

نعم :

لقد ذبَحَ بسر بن أرطاةَ ولديْ ( عبيد الله بن العباس ) كما تُذبح النعاج غيرَ مبالٍ لا بدينٍ ولا بِنَسَبٍ ولا بِخُلق ولا بِعُرفٍ حيث لم يجر العرف بقتل الأطفال الأبرياء .

ان رسول الله (ص) قال :

" علي مع الحق والحق مع علي " –   فالواجب على كل المسلمين ان يكونوا معه لا أنْ يكون حبَّه جريمة يُعاقب عليها المحبون الأبرار .

-3-

وكما كان قتل بسر بن أرطاه لأبنيْ ( عبيد الله بن العباس ) جريمةً فظيعة، فانّ التحاق أبيهما ( عبيد الله بن العباس ) بمعاوية إثر إغراءٍ مالي كبير هو الآخر جريمة كبرى اجترحها (عبيد الله بن العباس) بعيداً عن اخلاقيات الهاشميين وما امتازوا بهم من وفاء وإباء وشمم وثبات على الحق .

وكان التحاق (عبيد الله بن العباس) الذي ولاّه الامام الحسن (ع) قيادة جيشه الزاحف لمحاربة معاوية فخانه والتحق بمعسكر الاعداء سبباً من أسباب انعدام الروح القتالية في جيش الامام الحسن (ع) مما اضطره لقبول الصلح مع معاوية بشروط كفيلة بارجاع الأمر الى نصابه بعد معاوية ، ولكنّ معاوية لم يلتزم بتلك الشروط وخاطب أهلَ الكوفة حين دخلها قائلا :

اني لم أحاربكم لتصلوا او تصوموا او تحجوا وانما حاربتكم لأتأمر عليكم وأنّ كل شرط اعطيتُه للحسن أضعه تحت قدمْي ..!!

أليس غريباً من أبٍ يُذبح ولداه ذبحَ النعاج مِنْ قِبل أحد جلاوزة معاوية ثم

يؤول أمره في نهاية المطاف الى أنْ يصطف مع معاوية ضد سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (ص) بعد أن اعتمده وأسند له أخطر المناصب ؟

تلك هي احدى العِبر التاريخية المهمة فحاذِرْ من الأطماع فانّها تسوق الى القاع.

اللهم اعصمنا من الزلل ووفقنا لصالح القول والعمل انك الناصر والمعين وأنت الهادي الى النهج الأمين ولعنة الله وملائكته ورسله والناس أجمعين على من خذل أهل البيت (ع) ووالى أعداءهم من الأولين والآخرين .


مشاهدات 633
أضيف 2022/09/04 - 5:12 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 4:56 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 287 الشهر 7855 الكلي 9369927
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير