الإعلامي شليمون أوراهم معد ومقدم برنامج حوار خاص على السريانية: برنامجي نخبوي معلوماتي توثيقي وأسعى للانطلاق إلى رحاب أوسع
سامر الياس سعيد
احتفى برنامج (حوار خاص ) الذي يعد من البرامج الحوارية المتفردة كونه يبث باللغة السريانية من على شاشة العراقية السريانية بعام على انطلاقه حيث قدم طيلة هذا العام عددا من الحوارات التي اجراها معده ومقدمه الاعلامي شليمون اوراهم واشتضاف من خلالها نخب من ميادين الثقافة والمجتمع ليتطرق من خلال تلك الحوارات الى الكثير من القضايا وعن هذه المناسبة تحدث اوراهم للزمان عن برنامجه فقال عبر حصيلة اللقاء :
{ تقدم من على شاشة العراقية السريانية برنامج (حوار خاص)، وهو من البرامج الحوارية وقد أكمل مؤخرا عامه الأول، كيف تقيم البرامج الحوارية التي تبثها الفضائيات؟، وهل هنالك مساحة جيدة من أفق الصراحة من جانب الضيف على بعض الأسئلة التي تطرحها عليه؟.
ـ هناك تباين واضح في مستوى البرامج الحوارية التي تبثها الفضائيات العراقية وحسب كل قناة فضائية ورصانتها ونهجها العام ورسالتها، وكذلك حسب المعد والمقدم والضيف وطبيعة موضوع النقاش، ولكن في العموم هناك هامش أوسع من الحرية اليوم.
وفيما يتعلق بصراحة الضيف في برنامجي فإن له بالتأكيد كامل الحرية في الحديث، وضمن السياقات الإعلامية المعروفة وما توفره الحرية المسؤولة للصحافة والإعلام في بلد ما يزال يخطو خطواته الأولى على طريق الديمقراطية وحرية التعبير المسؤولة، مع الأخذ بنظر الاعتبار أيضا أن البرنامج يُعرض في فضائية هي جزء من الإعلام الرسمي للدولة، وبالتالي.. فإن مساحة الصراحة المسؤولة وفق هذه المعطيات.. موجودة ومتاحة.
{ تتنوع نخب ضيوفك في سياق البرنامج، ما هي الثيمة الرئيسة التي يمكن النفاذ منها في إبراز خصوصية كل ضيف والمديات التي يتوجب تنظيم الأسئلة الخاصة بنطاق عمله؟.
ـ باديء ذي بدء.. أنا أعتمد على المعلومات عن الضيف وعلى سيرته الذاتية في مجال العمل أو التخصص، لصياغة الأسئلة الموجهة إليه، وضيوفي نخبويون يتم انتقائهم وفق أحد ثلاثة عوامل، إما أن يكون مسؤولا حكوميا كبيرا، أو رئيسا لمؤسسة نشطة وفاعلة، أو موهوبا ومتميزا في مجال معين.
ولكي أتمكن من إبراز شخصية وإمكانية كل ضيف فإنني أتقصد أن أطرح عليه نوعين من الأسئلة، الأول ضمن اختصاصه ومجال عمله، والثاني عن أحداث الساعة وأمور عامة وهامة لمختلف شرائح المجتمع.. قد تكون بعيدة عن مجال اختصاصه، فضلا عن طرح أسئلة آنية أحيانا وذلك من أجل ضمان عدم الرتابة في الأداء إنما التشويق وانسيابية الحلقة ، وأنا أسعى للانطلاق بالبرنامج قريبا إلى رحاب أوسع في التغطية وطبيعة الضيوف النخبويين.
{ لكل برنامج كواليس يمكن أن تـُبرز الشخصيات المستضيفة على حقيقتها، هل يمكن أن نسلط الأضواء على تلك الكواليس بمعزل عن ذكر الأسماء؟.
ـ بما أن (حوار خاص) برنامج جاد ورصين فإن كواليسه لا تتضمن ما يمكن أن يكون أمرا غير تقليدي، إنما فقط أشرح للضيف الإطار العام للبرنامج وما إذا كانت لديه أية ملاحظات أو استفسارات، مع الاتفاق المبدئي معه على المدد الزمنية التقريبية للإجابات قبل التسجيل وبما ينسجم ووقت البرنامج، ويحدث أحيانا أن لا يلتزم الضيف بهذه المدد فأضطر إلى بذل جهد إضافي لمعالجة الموقف.
هذا إضافة إلى التوقفات الطريفة المعتادة التي تحدث أثناء التصوير كالخطأ أو التعثر في الكلام من قبل أي من الطرفين، أو انقطاع التيار الكهربائي، أو صدور صوت منبه عالٍ مجاور لموقع التصوير، أو حدوث خلل فني طاريء بسيط في الصوت أو الصورة.
{ حظيت البرامج الحوارية باهتمام بالغ كونها تميط اللثام عن خفايا وحقائق وأسرار، لكن مع تنوع الشخصيات التي تحاورها هل من الممكن أن تصعد وتهبط كل حلقة من حلقات البرنامج؟.
ـ كمبدأ عام، فإن البرامج الحوارية التي تكون مسجلة ويتم عرضها لاحقا.. ليست كالبرامج المباشرة على الهواء، لأن الأولى تكون تحت السيطرة الكاملة من خلال المونتاج. لكنني مع ذلك لم أستغل هذه الميزة بشكل مكثف إنما أكتفي مع كادر البرنامج بالمنتجة المتعلقة بمعالجة الأخطاء أثناء التسجيل.
أما الصعود والهبوط في وتيرة كل حلقة وما تشهده من حوارات، فهذا يتوقف على الضيف وإمكانياته وطبيعة المجال الذي يعمل أو ينشط فيه، وبالتالي يمكن أن يشهد الأمر بطبيعة الحال صعودا أو انخفاضا في نسق الحوار.
وفيما يتعلق بالخفايا والأسرار، فإن برنامجي لا يهدف بالضرورة إلى انتهاج أسلوب الإثارة في عرض مثل هكذا تفاصيل، إنما يمكن أن يتضمن الكشف عن معلومات وأحداث ومواقف قد لا تكون معروفة سابقا بل يتم الإعلان عنها في البرنامج للمرة الأولى.
{ مع العشرات من حلقات برنامج (حوار خاص) هل هنالك حلقات صعبة في الإدارة وأخرى يسيرة، وهل هناك حلقة محددة تعتز بها وتعتبرها من الحلقات التي تفتخر بتقديمها؟.
-صعوبة وسهولة إدارة الحلقات تكمن في إمكانية الضيف في الحديث وما إذا كان متحدثا لبقاً أم قليل الكلام، حيث أضطر في الحالتين.. إلى بذل جهد مضاعف لضبط انسيابية الحلقة ووقتها في ظل الأسئلة المعدة والمستجدة وتشعبات الحوار.
وقد تكون هناك حلقات متميزة عن أخرى، والأمر يعتمد أيضا على الضيف ومدى فصاحته في الكلام وطبيعة مجال عمله، لكنني أعتز بكل الحلقات على حد سواء وبالبرنامج عموما لكون ضيوفي كما قلت نخبويون ومنتقون بدقة وهم شخصيات لها وزنها في موقع المسؤولية وفي المجتمع.
{ هل يبدو برنامج (حوار خاص) قمة طموح الإعلامي شليمون أوراهم أم أن هناك أفكارا إعلامية أخرى تسعى لتجسيدها على أرض الواقع وعلى شاشة الفضائية العراقية السريانية؟.
-من المعروف أن لا حدود للطموح كمبدأ عام على أن يكون الأمر موضوعيا ومنطقيا، ومن هذا المنطلق أعتقد أنني، من ناحية، حققت طموحي مهنيا.. والمتمثل في أن أصل للعمل في الوسيلة الإعلامية الرسمية لجمهورية العراق، ومن ناحية ثانية، يبقى هناك ثمة طموح آني محدد بشأن هذا البرنامج، وهو تحقيق أوسع إنتشار ممكن له سواءً بنسخته الحالية (بالسريانية) أو ربما بنسخة ثانية منه (بالعربية) تـُعرض على العراقية العامة، أو بالأحرى العراقية الإخبارية.. طالما تعلق الأمر بنفس المؤسسة الإعلامية (شبكة الإعلام العراقي)، حيث سأعتبر ذلك إنجازا هاما لي.
{ مارست العمل الصحفي بالعمل والكتابة في عدد من الصحف إضافة لترؤسك تحرير مجلة الأفق (أوبقا)، وتضطلع اليوم بمهام مُعد ومقدم برامج في الفضائية السريانية ومسؤول التحرير اللغوي فيها، هل يمكن أن تؤشر قواسم مشتركة بين العمل الصحفي والإعلامي التلفزيوني، إضافة للفوارق التي يمكن أن تلمسها بينهما؟.
-القواسم المشتركة عندي وكما أعتقدها عند الصحفيين والإعلاميين الملتزمين، إنما هي المباديء العامة المتمثلة بالمهنية والمصداقية والدقة وإبراز الحقيقة لا تحريفها، وامتلاك أدوات العمل والتطوير المستمر للأداء والإمكانيات الشخصية، والحرص على مواكبة التطور في مختلف المجالات، أما الفروقات.. فإن لكل مجال من المجالين أعلاه، كما تعلم، أدواته التي تختلف عن الآخر مهنيا وتقنيا، وربما طبيعة جمهوره أيضا وما يتطلبه ذلك من أخذ العديد من الأمور بنظر الاعتبار.
{ هل من كلمة أخيرة للقراء والمتابعين؟
-فاتني أن أذكر أنني أسعى أيضا لتوظيف كل حلقة من البرنامج وبقدر الإمكان لتعليم أو لزيادة الخزين اللغوي السرياني لدى من يرغب من المشاهدين، وذلك من خلال قيامي بترجمة العديد من الكلمات والجمل السريانية التي أوردها في كلامي إلى العربية أيضا.
وكلمتي الأخيرة تتمثل في نقطتين، الأولى هي أن فكرة البرنامح ابتداءً من اسمه إلى مضمونه إلى الملاحظات القيمة على الحلقات الأولى منه كانت للدكتورة مارلين أويشا عضو مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي.. انطلاقا من رؤية مهنية إعلامية قائمة على خبرتها ومسيرتها الأكاديمية المتميزة في مجال الإعلام.
والنقطة الثانية هي أن هذا البرنامج وإلى جانب تسليطه الضوء إعلاميا على المسيرة المهنية والعملية للضيوف بمختلف عناوينهم.. وإبراز عطائهم وموهبتهم وتميزهم، فهو أيضا بمثابة توثيق وأرشفة لهذه المسيرة ستبقى وتدوم وتكون في متناول الأجيال القادمة التي ستلينا في العقود المقبلة من الزمان، وشكرا لكم