الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شمس الدين بلعربي يقاوم بريشته الطباعة الإلكترونية: التكنولوجيا الرقمية تتغلّب على رسم ملصات الأفلام التقليدية

بواسطة azzaman

شمس الدين بلعربي يقاوم بريشته الطباعة الإلكترونية: التكنولوجيا الرقمية تتغلّب على رسم ملصات الأفلام التقليدية

 

الجزائر - الزمان

تعد الملصقات من الفنون المرئية، وهي الفنون التي نطلق عليها في عالمنا العربي اسم الفنون التشكيلية، أي تلك الفنون التي يتم تلقيها عن طريق حاسة البصر،ويمكن تعريف ملصق الفيلم بأنه مساحة من الورق مطبوعة تعلن عن فيلم. ورغم تعدد أنماط الفيلم إلى ثلاثة أنماط أساسية، هي: الروائي، والتسجيلي، والتحريكي، إلا أنها تحتاج جميعاً إلى التعريف بها والترويج لها لذا فإن ملصقات الأفلام تعتبر هي أهم وسائل الدعاية للأفلام.

هذا ما يقوله الفنان والباحث الجزائري شمس الدين بلعربي ويضيف موضحا لـ(الزمان):( هذا الفن كانت بدايته في الغرب وأصبح تصميم الملصقات شائعا عند الفنانين الأوروبيين في القرن التاسع عشر. ففي حوالي عام 1866 بدأ الفنان الفرنسي جول شيريه بإنتاج أكثر من ألف ملصق ملون كبير الحجم، باستخدام الطباعة الحجرية الملونة التي كانت حديثة الاختراع. وفي التسعينات من القرن التاسع عشر، اكتسب الفنان الفرنسي هنري دو ـ تولوز لوتريك شهرة بسبب تصميماته الجميلة الواضحة للملصقات التي صممها للمسارح وقاعات الرقص. وصمم عدد من الفنانين في القرن العشرين ملصقات تم جمعها على أنها أعمال فنية.ويرى احد المختصيين العرب في هذا الفن أن الفضل في صناعة الأفيش في الدول العربية بالتحديد في العراق لأن العراقيين اعطو الكثير لهذا الفن . فكان العراقيون هم عرابي فن البوستر بعدها دخل هذا الفن للمصر ، اما بالنسبة للغرب يعد اليونانيين هم من قاموا بتطوير فن الأفيش إلى مستويات عالية، إضافة الى أن هؤلاء حملوا تلك الصناعة من بلادهم، وكانت لهم علاقة قوية بفني التصوير الفوتوغرافي والرسم. و مع مرور الزمن طغت التكنولوجيا الرقمية على السينما وفي ايامنا بقي المتحف هو مكان الافيش المرسوم بالطريقة التقليدية) .

لمسات عصرية

وعن حبه لهذا الفن ومسيرته معه قال ان (فكرت انا في تطوير هذا الفن و اضافت لمسات عصرية عليه و عرضته علي المتخصصين العراقيين و المصريين من خبراء و دارسين لتاريخ هذا الفن  التقليدي كلاسيكي القديم حيث بقي المتحف هو المكان الوحيد لرؤية هذا النوع من الفن وسبب اندثاره هو التكنولوجيا الحديثة الرقمية التي أصبحت في مكان الفنان التشكيلي .و فكرت في إعادة هذا الفن الي مكانته بطريقة عصرية لمواكبة الموجة الرقمية و واجهت مصاعب كبيرة جدة أولها كيف اتمكن من عرض الفكرة علي المنتجين و إقناعهم أن هذا الفن يمكن أن  يكون فن معاصر ويمكن أن يكون مميز فكانت بدايتي ، في مرحلة الطفولة كنت مهتم بالرسم وتدفعني موهوبتي الي الرسم في كل وقت خاصة في المدرسة عندما كانت اعود من المدرسة  في الطريق اجد الجرائد مرمية على جانب الطريق كانت تجذبني الصور البراقة لنجوم السينما فكنت التقط هذه الجرائد من علي الارض و اخذها معي الي البيت و اعيد رسمها،

وبدأ المعلمون يكتشفون موهبتي وبدات اعطي الأهمية لمادة الرسم اكثر من باقي المواد مثل الرياضيات والفيزياء).

موضحا (كنت من عائلة جد فقيرة  واضطررت الي التوقف عن الدراسة والخروج الي الشارع لامتهان الرسم كحرفة مثل تزيين المحلات التجارية والديكور لكن الشارع كان قاسي جدا،وتعرضت للاستغلال من قبل عديمي الضمير الذين امتصوا طاقتي الفنية و في بعض الأحيان كنت اعمل عند أشخاص لا يعطوني اجر مقابل عملي و يتهربون وبالعكس التقيت باشخاص ساعدوني و شجعوني وواصلت العمل لمدة طويلة.

لكن الضغوط الاجتماعية والظروف اثرت كثيرا علي مساري الفني بحيث كنا عائلة مكون من ستة أفراد  كنت اكبر ابن سنا في العائلة وثلاثة من اخواتي نعيش في منزل واحد و كان سقف المنزل مكسور وكنا نعاني كثيرا في فصل الشتاء بحيث ان الكثير من رسوماتي اتلفت بسبب الامطار التي تسيل من السقف،وكنت دائما في فترة المساء اذهب الي قاعات السينما اذ كنت معجبا بالافيشات والصور الضخمة لنجوم السينما  عند ابواب القاعة.و كانت السينما بالنسبة لي حافز كبير لكي ارسم ملصقات و لقطات الأفلام و قررت بناء ورشة صغيرة في احد الغابات المجاورة لمنزلنا).

 تقنيات الرسم

وعن محاولات تطوير العمل في هذا الفن قال(كانت عندي بعض المجلات التي كانت تحتوي علي عناوين  فنانين مصريين مختصين في مجال تصميم ملصقات الأفلام . ارسلت لهم طلبات لكي ينصحوني ويوجهوني و يعطوني بعض تقنيات رسم الملصقات ، و ردوا علي رسائلي ولم يبخلوا و ساندوني و اعطوني التوجيهات و بعض العناوين و هم مشكورين .فكنت امضي وقتي في ورشتي المظلمة ارسم  كل ما شاهدته في قاعة السينما.و بعد مدة ارسلت رسوماتي الي شركات الانتاج السينمائية الامريكية لكن تلك الرسومات كانت مرسومة بادوات شبه بدائية (الطباشير والالوان المائية المخصصة للاطفال ) لاني كما ذكرت من عائلة فقيرة ولم استطع شراء ادوات الرسم الخاصة بالمحترفين،و بدأ بعض الناس ينعتوني بالمجنون و لكني كنت اقول في نفسي  : توكلت على الله لانه هو من اعطاني هذه الموهبة .وواصلت العمل لسنين طويلة، ومرت السنوات و لم أتلقي اي رد، وواصلت العمل في الشوارع لمدة طويلة لكن بدأت ظروفي المعيشية الصعبة تؤثر علي مساري الفني بشكل كبير و تأثرت صحتي كثيراً ودخلت الي المستشفي لمدة شهر بسبب مرض في المعدة و بعدها غادرت المستشفي وبدأت حالتي الصحية تستقر تدريجياً وعدت إلى ورشتي والى ممارسة فني. وفي احد المرات وصلتني رسالة  من المنتج أرجنتيني اسمه خوان مانويل اولميدو  رئيس شركة  الانتاج يعمل بالشراكة مع استوديوهات هوليود حيث اعجب باعمالي و قدمها الي المنتج والممثل السينمائي الايطالي جورج هيلتون الذي يعتبر من عمالقة السينما الهوليودية في سنوات الثمانينات وعرف بأعمالي في اوروبا و امريكا ،و بدأت الطلبات تصلني من المخرجين و المنتجين من كل أنحاء العالم بحيث صممت 14 ملصقا لافلام عالمية،و بدأت المجلات والصحف العالمية تسلط الضوء على مسيرتي و تجربتي الفنية وكانت وسائل الإعلام العراقية هي اول من كتبت عن مسيرتي في العالم العربي والأشقاء العراقيين دائما سباقون في احتضان الابداع العربي، وتم تسجيل اسمي  في القاموس العالمي للسينما و بهذا تم دمج فن الرسم التقليدي مع التكنولوجيا الحديثة و بهذا أصبحت اخر عربي وافريقي مازال يصمم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية عن طريق الرسم). مؤكدا ان (من هنا نقول ان الفن التقليدي الكلاسيكي لا يمكن الاستغناء عنه مهما تطورت التكنولوجيا الحديثة ومن جهة أخرى نري أهمية الاتحاد بين الفنانين العرب ويمكن من خلال هذه التجربة  أن نبني اتحاد فني عربي الذي سيشكل قوة كبيرة تساهم في تطوير  الكثير والكثير في المجال العلمي والتربوي والتشييد والبناء ونشر رسالة المحبة) .


مشاهدات 1027
أضيف 2022/07/29 - 9:02 PM
آخر تحديث 2024/11/23 - 12:51 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 106 الشهر 9577 الكلي 10052721
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير