المعلم والطالب والسلوك

صلاح الدين الجنابي

السلوك من أهم مخرجات العملية التعليمية التي تهتم المناهج التربوية (لمختلف المراحل) والبرامج الأكاديمية (لمختلف التخصصات) بإحداث تغيير ملموس يضمن الأثر الإيجابي على المجتمع والتطوير للعملية التعليمية والبحثية والارتقاء باخلاقيات المهن وصولاً للابداع والابتكار والتميز والتنافس الإيجابي، لخلق بيئة مجتمعية مستقرة ترتكز على النزاهة والشفافية والاخلاص وتعتمد الولاء والانتماء وحب الوطن كأساس لمنح الفرص والمنافسة، السلوك الانساني والاجتماعي والتنظيمي والمهني بينهما مشتركات كثيرة مع أهمية وخصوصية السلوك المهني؛ لأنه العامل الحاسم والأكثر تأثيراً على بقية أنواع السلوك بل يعمل على تشكيلها، أخطرها السلوك المهني للمعلم (معلم، مدرس، تدريسي جامعي) لأن أثره كبير ومباشر من حيث الحجم والفترة الزمنية لأن أكثر من نصف المجتمع على مقاعد الدراسة (الابتدائية، الثانوية، الجامعية الأولية والعليا)، فلا قيمة لأي شيء (لا للمنهج ولا النظام التعليمي ولا الأبنية ولا ....) إذا لم تكن هناك قواعد ومعايير تصمم هذا السلوك وتعمل على مراقبة آثاره لدراستها والعمل على تحديث وتعديل هذه القواعد والمعايير لتقويم السلوك بما يتناسب مع معارف ومهارات واتجاهات الطلبة والمجتمع لتشكيل ثقافة المجتمع والتي هي انعكاس مباشر لثقافة مؤسساته التربوية والتعليمية.هنا نحن نتكلم عن موضوع غاية في الأهمية والخطورة ويحتاج إلى وعي مهني ومؤسساتي ومجتمعي عالٍ لإدراك أهمية السلوك المهني للمعلم والاثر المباشر وغير المباشر على كل مفاصل المجتمع، هذا يقودنا إلى أهمية العناية الفائقة بعملية اختيار المعلم وتدريبه وتطويره وتحصينة لتمكينه أو الاستغناء عن خدماته بالنقل أو تحويله إلى وظائف إدارية. قد يسأل سائل أو يتحدث أحدهم بعدم قانونية هذا الاجراء، والجواب أن ثقافة المجتمع التي هي انعكاس لثقافة المجتمع التربوي والاكاديمي أهم بكثير من الوقوف عند جزئية يمكن تعديلها أو تشريعها من جديد لأن الأثر مباشر على النظام والمجتمع وسمعة البلد.

# سلوك المعلم عامل حاسم في تغيير سلوك الطالب الذي يلعب دوراً مهماً وجوهرياً في تغيير ثقافة المجتمع.