شهادات للبيع
عبد الحكيم مصطفى
يقول الدكتور رياض مزهر ,العضو السابق في اللجنة الفنية في الهيئة التطبيعية المنحلة ، ان الشهادات التدريبية الاسيوية بمعظم درجاتها ( تُشترى ) من اللجنة المختصة في الاتحاد الاسيوي لكرة القدم ، وجاء هذا التصريح الخطير في سياق حوار مع العضو السابق في اللجنة الفنية اجرته معه وسيلة اعلام مرئية .. وحاول مقدم البرنامج ان يستوضح الامر ، وقال للدكتور رياض مزهر ، يعني ( ماكو رسوب )، تشارك في الدورة وتحصل على الشـــهادة .. قال مزهر نعم رسم الاشتراك يعني ضمان الحصول على الشهادة التدريبية . .
المدربون العاملون في الاندية الرياضية المحلية ، والمهتمون بالشان التدريبي ، على علم بالمعلومة التي سربها اللاعب الدولي السابق الدكتور رياض مزهر لوسيلة اعلام مرئية قبل مدة زمنية وجيزة ..هذا الاعتراف المتأخر بقيمة الشهادة التدريبية الاسيوية ، من قبل جهة رسمية متمثلة بعضو سابق في اللجنة الفنية للاتحاد ، لا يغير من واقع هذه الدورات شيئا ، واقول ربما تكون كل الشهادات التدريبية ذات قيمة فنية ، ولكن هل من المنطق ان يكون كل المشاركين في الدورة ، ناجحين .. نعم الشهادة التدريبية الاسيوية لعدد من المدربين ، هي مجرد تكملة اوراق ثبوتية تدعم موقفهم الاداري عند الاتحاد المحلي او الاتحاد القاري ، لمنحهم رخصة عمل مع فريق هذا النادي او ذاك ، وهنا الموقف سليم لان حامل الشهادة التدريبية الاسيوية بمختلف فئاتها ، مدرب بالفعل ..ولكن ماذا بصدد الذين يحملون الشهادة التدريبية الاسيوية وهم غير مؤهلين لقيادة فريق شعبي .. قد يقول قائل لماذا هذا التحامل على عدد من الملتحقين بهذه الدورات التدريبية الاسيوية ، والحاصلين على شهاداتها ، المشارك حر في التصرف بماله ، وهو يدفع ( 750 الف دينار) للجهة التنظيمية القارية ، ويحصل على الشهادة لاي هدف كان.. ثم ان ادارات الاندية الرياضية في الدرجات الممتازة والاولى وحتى الثانية ، وبحكم خبرتها الميدانية ، تعلم ان هذا المدرب جيد ، والاخر ليس كذلك .. وعليه فانه ليس كل من لديه شهادة تدريبية اسيوية ، يستطيع ان (يتسلل) الى الاندية ، أو يحظى بفرصة عمل ..
ولكن هل ينتهي الامر عند هذا الحد .. اقول كلا ..الاتحاد العراقي لكرة القدم باعتباره جهة منسقة ومتعاونة مع مرجعه القاري ، بوسعه فرض شروطا محددة ، لانتقال اي حاصل على الشهادة التدريبية القارية ( فئة سي) الى الفئة الاعلى ، وذلك بالعمل الميداني في موقع رياضي كأن يكون (نادي ، منتدى شباب ، اكاديمية غير الحكومية ) لمنح الشهادة التدريبية الاسيوية من ادنى درجة الى اعلاها ، الاعتبار الفني المطلوب ، وفي هذه الحالة سيبذل المتدرب جهدا عملياً لكي يضمن الانتقال الى الدرجة الاعلى ، ويكسب المتدرب في الوقت عينه ، معلومات حيوية و لا اقول كاملة عن علم التدريب .. الاتحاد الاسيوي مطالب هو الاخر ، بعدم الاكتفاء بتنظيم الدورات التدريبية (الصاعقة) عبر محاضرات نظرية وعملية قصيرة ، ومنح شهادات (لا) تساعد المتدرب على الفوز بفرصة عمل في المستقبل ، وانما يجب ان يبذل جهدا استثنائيا لتأهيل عدد جيد من المدربين في القارة الاكبر في العالم ، برفع درجة صعوبة الدورات ، وعدم منح الشهادة التدريبية الا لمن يستحقها ، اذ ان الملاعب بامس الحاجة الى مدربين مثقفين تدريبيا ، ليقوموا بادوارهم في تدريب الجيل الصاعد على أتم وجه ، والحرص على ان تكون الدورة التدريبية بمستوى عنوانها القاري ، أسم وفعل .