فم مفتوح .. فم مغلق
إلى زملائي وأصدقائي المسيحيين.. عذراً
زيد الحلي
ساعات قليلة قادمة، يبتهج العالم، في كافة الارجاء، بسنة ميلادية جديدة، حيث تتصاعد الألعاب النارية في فضاء المعمورة تعبيرا عن فرح تحتفظ به الصدور، ولاسيما بالدول التي تستخدم التقويم الميلادي، المستعمل مدنيا في أكثر دول العالم، ويسمى بالتقويم الميلادي لأن عدَّ السنين فيه يبدأ من سنة ميلاد السيد المسيح، وهو تقويم شمسي شائع في معظم دول العالم سواء في حساب مواقيته أو الأسماء التي عُرفت بها أشهره.
لقد اعتدتُ في السنين الخوالي، القيام بزيارات شخصية وعائلية لأخوتي المسيحيين، مهنئاً بالسنة الجديدة، وكم كانت الاحتفالات بهذه المناسبة، بهيجة في بيوتهم ونواديهم الاجتماعية التي تزدان بالزينة، حيث يتواصل الفرح حتى غبش صباح العام الجديد.
لكن، تلك الاعراف الجميلة، بحميميتها، ضيعها الزمن، فأين ( إنعام كجه جي، رياض شابا، سمير حنا، عامر بطوطة، إيمان كوركيس، كمال نعيم، مال الله فرج) وغيرهم.. فمن ازور.. ومع من اتبادل التهاني ؟
لم يتبقى من شدة الورد، إلاً اوراق قليلة، وهذا القليل اشعر امامهم بالخجل، والاسباب معروفة. لقد خنقنا هؤلاء الاخوة المسالمون، الطيبون، وهم بناة حضارة العراق، وأطفأنا شموع افراحهم، بدل ان نهيئ لهم هواء المحبة، لقد غاب الحلم في وجدانهم، وكأني، اشعر بما يجول في دواخلهم من اسئلة : لماذا لم نرم لهم طوق النجاة في لحظه الغرق.. ونبني لهم جسر الأمان في لحظات الخوف ؟
احبتي الذين ذكرتُ اسماءهم، وغيرهم كثير... أن حبكم هو محنتي وعذابي، ومحنة وعذاب كل الطيبين من اخوانكم في ربوع عراقكم.. ومازالت في عيوننا الحزينة قبلة على جباهكم المضيئة بالصدق والطيبة.. وهنا اود ان اخبركم ان عراقكم يمر حاليا بمرحلة انفتاح واسعة، حيث شهدنا احتفالاتٍ واسعةً بمناسبة أعياد الميلاد المجيد للسيّد المسيح (ع) وان شاء الرب الرحيم، ان تتسع هذه الاحتفالات، واكيد ان الاحتفال الاهم، هو عودتكم، لتلامس العيون رؤيتكم البهية.. وثقوا ان الزمان لن يقهركم.
ومع كل شروق شمس في العام الجديد، أتمنى أن تشرق حياتكم بالفرح والسعادة، السعادة عندي هي في القلوب التي تحب وتسامح.. وآمل ان تسامحونا .
Z_alhilly@yahoo.com