صحراء رأس السنة
مجيد السامرائي
لاني حاورتهم فردا فردا من ذوي الاختصاصات المتعلقة بالاستشعار عن بعد هو ذاته التحسس النائي وعلوم الارض وما فوقها وما تحتها فقد خبرت جغرافيا حياتهم شبرا واربعة اصابع واشرت بلغة الجسد على الشاشة (وثمة من لم يدفن حتى الان رغم رحيله منذ شهر ) .. رجل متحفي غير متخف نشاطه جد معلن وله بقعة ارض في شارع ابي الطيب .. المتنبي ببغداد. لما اشرت باصابعي فهم اللعبة .. وراح يعدد علي من زار قبورهم في بقاع مجهوله نائيه عن مساقط رؤوسهم ؛ تتباعد مراقدهم تحت عصف الرياح وقصف المطر ...
مطرمطرمطر ، كأنّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينامْ:
بأنّ أمّه ـ التي أفاق منذ عامْ ،فلم يجدها، ثمّ حين لجّ في السؤالْ
قالوا له: (بعد غدٍ تعودْ .. ) ،لابدّ أن تعودْ
وإنْ تهامس الرفاق أنها هناكْ ،في جانب التلّ تنام نومة اللّحود
نال صاحبي الدكتوراه بامتياز في علم الخرائط ويمكنه وفق مثابات في السماء ان يهدي التائهين في الهزيع الاخير من الليل جمعا من قوافل التائهين : فكلّ علامة استدلّ بها الناس على طرقهم ، وفجاج سبُلهم ، فداخل في الارض المسبولة: الموطوءة، علامة للناحية المقصودة، والجبال علامات يهتدى بهن إلى قصد السبيل، وكذلك النجوم بالليل. غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية أن تكون العلامات من أدلة النهار، إذ كان الله قد فصل منها أدلة الليل بقوله ( وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) .
يقول لي : تعال يابعد (عيونتي ) صحراؤنا ترحب بك عين غطا وعين فراش .. جرب نوعا من السياحة الصحراوية وتعال نوقد شمعة الميلاد في جوفها !
الصحراء سر، تلقي عباءتَها عَليَ، حَفيَفها ...
لغة النجوم الافله، تِيهٌ ؛ وقافلةُ تُضيعُ قافلة
جمع من علماء الارض المستقبليين قالوا تعال : نذبح لك حوار(ابن الناقة ) ماحال عليه الحول ... تذكرت اغنية لوديع الصافي عشقناكي عن مية ميل .. وصوبك صار القلب يميل منذ بح لك أكبر جميل .. لولا ترفقتي فينا:
ضحكت ماذنب روح تزهقونا وانا نباتي آكل من حشيش الارض لاخشاشها
هو مثلنا له آذان وانف وعيون ؟
ومازالت الدعوات تترى على الفيس بوك: تعال تعال
فكان ردي: كل المسافات من جهات العراق الاربع تناديني،ولي قدمان اثنتان فقط فدعوة من ألبي؟ غابات أسئلة في ثغرها ازدحمت لم يدر آخرها من جاز أوّلها ،ماذا أقبّل ثغري واحد وأنا أحتاج خمسين ثغرا كي أقبّلها.