الفهمُ العميق والتمييز الدقيق
حسين الصدر
-1-
الفوارق بين نظرة الرجل الفهيم الى الأشخاص والأحداث وبين نظرة غيره كثيرة وكبيرة .
-2-
فما يحيط « بالوزير « من حمايات وحُرّاس وما يقترن باسمه من أُبّهة تجعل عادي الناس مبهوراً به ..!!
أما صاحب الفهم العميق فلا يكترث بكل ذلك ويقول في وصف أحد الوزراء وقد سئل عنه :
« رأيتُه يابسَ العُود ،
ذميم العهود ،
سيءُ الظن بالمعبود «.
ويقول أيضا :
الدولة غير السؤدد ،
والسلطنة غير الكرم ،
والحظ غير المجد ،
أين الزوار والمنتجعون ؟
وأين الآملون والشاكرون ؟
وأين الواصفون الصادقون ؟
وأين المنصرفون الراضون ؟
وأين الهبات ؟
وأين التفضيلات ؟
وأين الخلع والتشريفات ؟
وأين الهدايا ؟
وأين الضيافات ؟
هيهات هيهات لا تجئ الرئاسة بالترهات ولا يحصل الشرف بالخزعبلات .
-3 –
انّ المناصب لا تخلعُ على الرجال المواهبَ والسماتِ العالية .
ومن هنا :
يظل ذوو المواهب والمناقب أصحابَ شخصيات متميزة ، لها في وجدان الناس وقلوبهم مكانتها الكبيرة .
وأنْ لم تكن في عداد السلطويين .