تصويبات حمدي في إعترافات سياسي أممي
قاسم المعمار
في ظل نوبة مرض الكورونا الظالمة التي سادت مجتمعنا العراقي الماً وموتاً بطيئاً وآهة مستديمة تحظر النفس ليس لنا الا التذرع للخالق الكريم الرحمة والشفاء برد هذا الوباء الهجين الكاسر . كم من العذابات احاطتنا لاستذكار من فارقونا الحياة من احبة وضعفاء على مدى ثلاثة سنوات او اكثر سوداء في لياليها ..
حتى بدا شفائي منها مستحيل فكنت مهلوساً وفاقد الذاكرة ومنقطع الكتابة في جريدتي «الزمان « الا ان رحمة ربي القدير اضحيت متدرجاً بالشفاء من هذا الكرب فجاءت زيارتي للجريدة حاملاً مواضيع لنشرها وانا جاداً في استعلاماتها اذا بي افاجأ برجل وسيم مهاب الطلعة تغمره ابتسامة مرحة لتحيتنا حاملا حزمة من الكتب .
وبعد مضي دقائق انتظار لمقابلة الدكتور احمد عبد المجيد رئيس التحرير دار بيننا حديث ودي انتهى باهدائي نسخة من هذه الحزمة من كتابة الجديد الاصدار الموسوم بـ (اعترافات سياسي اممي) بقلم حمدي العطار .
كنت شاكراً له هذا التكريم الجميل من شخصية ادبية وسياسية وصحفية مرموق كنت من المعجبين بكتاباته الجريئة وفعلا بعد فترة قدمت عرضاً لهذا المؤلف الا انني فوجئت بفقدان حقيبتي وفيها كل شيء ومنها هذا الموضوع ولكنني وبعد سنوات طوال صدفة اعثر على نسخة من هذا العرض الذي فرحت بوجوده مع اجراء تعديلات بسيطة فيه مشغوفاً بالاعتذار والاسف لحالة النسيان التي لازمتني بهذا المرض الخبيث .
- بداية الاستاذ حمدي العطار في كتابه يعطينا تصوراً ذاتياً وتسجيلياً مشهوداً ذاتياً لمسيرة الحزب الشيوعي العراقي كنموذجاً وما يشكله رجالاته من اثراء تراثي في مسار الحركة الوطنية حيث يستعيد بنا الذاكرة لأيام حملت الكثير من الحيرة والتأثيرية والملاحقة والتصفيات فلقد بدء حمل هذا الكتاب اهداء بين طياته صدقية الواقعية الذاتية التي عاشها مؤلفنا وهو الساكن الانيق على مراتع سجايا مسيرة نضالات من صناع وبناء من ارادوا مجد حياة شعوبهم الا ان الماضي خذلهم والحظ خالفهم.. بهذا النوع من المراثي يحلق هذا المترنم نحو التطلع الى مستقبل رغيد ..
- من الجميل ان تزدهر مكتبتنا الوطنية بكنوز الثقافة والآداب والسير والتراجم السياسية فلا زالت الاقلام الوفية تتألق في الوصف التخصصي في البحث والتدقيق والنقد والنقد الذاتي وكشف الخلل والتفرد والخروج عن الاجماع والمشورة والوفاء للعقيدة والمبدأ .
فصول مبوبة
- هذا ما حفلت به تراثيات وادبيات المراجعات الحزبية وتقييم ادائها سلباً او ايجاباً وذلك عبر اربعة فصول مبوبة لاكثر من (250) صفحة مع مجموعة صور توثيقية لهذا الانجاز الذي يعد سجلاً تاريخياً لمسيرة الحزب الشيوعي على عمر يزيد (90 سنة) مالهم وما عليهم من مراسيل الحياة حزناً وسعادة وتأثراً وتأثيراً تقرباً ونفوراً ما بين القيادات الرئيسية وسط تفاعلات واصطراعات ايديولوجية فكرية معاصرة قومية ودينية وعرقية حقق المؤلف تأطيراً ذلك فلسفياً وسايكولوجياً في ولوج وتعريف وشرح ما جاء بمفاهيم الحرية والاممية واليسار واليمين وآفاق العلاقات الخارجية مع الاحزاب الاخرى .
- يقول الباحث الاعلامي حمدي العطار منذ سنوات وانا انشر مقالات تحت عنوان (اعترافات سياسي اممي) في جريدة الزمان وكذلك مجموعة مقالات مبوبة (انا والحزب الشيوعي) وهما يشكلان الفصلين الاول والثاني من هذا الكتاب اما الفصل الثالث فهي مجموعة المقالات المعاصرة لإحداث جرت بعد سقوط النظام 2003 ومجموعة في ندوة حضرتها في اتحاد الاوباء واما الفصل الرابع فقد خصص الى لقائين صحفيين مع سكرتير الحزب الشيوعي الاسبق عزيز محمد حول العمل التنظيمي والعلاقات العامة والمطبات المرافقة لمسيرته .
- اعتمد الاستاذ حمدي العطار في كتاباته الدقة والوضوح والارقام والاسماء والتواريخ كما تطرق بصورة بينة الى الجمود العقائدي لفكر اليسار الاممي ومتاهات التنظير الخيالي البعيدة عن الواقع والتي ادت في كثير من الاحيان الى فشلها في تحقيق اهدافها .
ومن مؤلفات الباحث حمدي العطار :-
• سكين في الخاصرة
• زنكه زنكه
• مسافر زاده الخيال
• الامريكان والدجاجات الخمس
- ان مسك الختام – تحية ود واحترام لهكذا شخصية نكهة التألق وعذبة الاسلوب والتحاور همه الوحيد الوفاء لهذا الوطن الجميل .