الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العراق‭..‬ورطة‭ ‬الفلول

بواسطة azzaman

العراق‭..‬ورطة‭ ‬الفلول

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

البداية‭ ‬كانت‭ ‬صحيحة‭ ‬ومطمئنة،‭ ‬حين‭ ‬أعلنت‭ ‬الإدارة‭ ‬السياسية‭ ‬الجديدة‭ ‬انّ‭ ‬العفو‭ ‬عام‭ ‬عن‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الشخص‭ ‬مواليا‭ ‬بحكم‭ ‬عمله‭ ‬او‭ ‬توجهاته‭ ‬مادامت‭ ‬الايدي‭ ‬غير‭ ‬ملوثة‭ ‬بالدماء‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬القرارات‭. ‬وبرغم‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬الفرز‭ ‬صعباً‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬معينة‭ ‬عند‭ ‬تسوية‭ ‬أوضاع‭ ‬الضباط‭ ‬والطيّارين‭ ‬ومنتسبي‭ ‬المخابرات‭ ‬الذين‭ ‬أوغلوا‭ ‬في‭ ‬القمع‭ ‬وضرب‭ ‬التجمعات‭ ‬المدنية‭ ‬بالبراميل‭ ‬المتفجرة‭ ‬والمدفعية‭ ‬العشوائية‭. ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬قتالاً‭ ‬فعلياً‭ ‬مستمراً‭ ‬مع‭ ‬التنظيمات‭ ‬الكردية‭ ‬المتمترسة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬عرفت‭ ‬بالإدارة‭ ‬الذاتية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكي‭.‬

في‭ ‬المرمى‭ ‬ذاته،‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يستحق‭ ‬وصفه‭ ‬بفلول‭ ‬نظام‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬من‭ ‬الحلقات‭ ‬الأمنية‭ ‬والمخابراتية‭ ‬والخاصة‭ ‬الضيقة،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬يعرفون‭ ‬انفسهم‭ ‬وما‭ ‬اقترفوه‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬عن‭ ‬سابق‭ ‬إصرار‭ ‬بشكل‭ ‬متعطش‭ ‬للدماء‭ ‬والقمع،‭ ‬وقد‭ ‬هرب‭ ‬معظم‭ ‬هؤلاء‭ ‬عندما‭ ‬شعروا‭ ‬انّ‭ ‬طوق‭ ‬الحرية‭ ‬ينكسر‭ ‬عن‭ ‬رقبة‭ ‬الشعب‭. ‬هرب‭ ‬الفلول‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭ ‬وقسم‭ ‬منهم‭ ‬تسرب‭ ‬الى‭ ‬مناطق‭ ‬معينة‭ ‬داخل‭ ‬سوريا‭.‬

لبنان،‭ ‬كان‭ ‬الوجهة‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬وصلها‭ ‬اتباع‭ ‬النظام‭ ‬المنهار،‭ ‬ومن‭ ‬هناك‭ ‬تفرقت‭ ‬بهم‭ ‬السبل‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يمتلكونه‭ ‬من‭ ‬جوازات‭ ‬سفر‭ ‬‮«‬حقيقية‮»‬‭ ‬بأسماء‭ ‬بديلة‭ ‬او‭ ‬اقامات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬انطلقوا‭ ‬اليها‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬اعلنه‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬موجزة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬اللبناني،‭ ‬ويقال‭ ‬انّ‭ ‬بعضهم‭ ‬لجأ‭ ‬الى‭ ‬حلفائه‭ ‬من‭ ‬اللبنانيين‭.‬

لكن‭ ‬المثير‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬لجوء‭ ‬ماهر‭ ‬الأسد‭ ‬صاحب‭ ‬القرار‭ ‬العسكري‭ ‬والأمني‭ ‬الأول‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الى‭ ‬العراق،‭ ‬وقالت‭ ‬تقارير‭ ‬انّ‭ ‬هؤلاء‭ ‬الهاربين‭ ‬انتقلوا‭ ‬لاحقاً‭ ‬الى‭ ‬روسيا‭ ‬او‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬ايران‭ ‬بحكم‭ ‬الحدود‭ ‬الجغرافية،‭ ‬وذهبت‭ ‬تقارير‭ ‬للقول‭ ‬انهم‭ ‬في‭ ‬ضيافة‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ “‬السليمانية‭”‬،‭ ‬وقال‭ ‬اخرون‭ ‬انّ‭ ‬ماهر‭ ‬الاسد‭ ‬انتقل‭ ‬الى‭ “‬جبل‭ ‬قنديل‭” ‬العراقي‭ ‬حيث‭ ‬المعقل‭ ‬الآمن‭ ‬لمقاتلي‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬الكردستاني‭ ‬التركي‭ ‬المصنف‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الإرهاب‭. ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الاحتمالات‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬تسريبات‭ ‬التمويه‭ ‬أيضا‭ ‬،‭ ‬وانه‭ ‬لو‭ ‬صحّ‭ ‬واحد‭ ‬منها‭ ‬فإنّ‭ ‬هناك‭ ‬تورطاً‭ ‬عراقياً‭ ‬فيها،‭ ‬لا‭ ‬ندرك‭ ‬مدياته‭ ‬الان‭ ‬لاسيما‭ ‬انّ‭ ‬أي‭ ‬تنقل‭ ‬داخل‭ ‬العراق‭ ‬باتجاه‭ ‬مناطق‭ ‬عصية‭ ‬معينة‭ ‬هو‭ ‬امر‭ ‬بالغ‭ ‬الصعوبة‭ ‬ومحفوف‭ ‬بمخاطر‭ ‬جمّة‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬جهة‭ ‬عادية‭ ‬تستطيع‭ ‬التكفل‭ ‬به،‭ ‬الا‭ ‬انّ‭ ‬الميدان‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬انّ‭ ‬بعضهم‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬لعبة‭ ‬استخبارية‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬ورقة‭ “‬الفلول‭” ‬في‭ ‬مساومة‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬والعراق‭ ‬بلد‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬ان‭ ‬ينخرط‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة‭.‬

‭ ‬من‭ ‬الصحيح‭ ‬التوجه‭ ‬السريع‭ ‬لمعالجة‭ ‬ملف‭ ‬مئات‭ ‬العسكريين‭ ‬السوريين‭ ‬الذين‭ ‬عبروا‭ ‬الى‭ ‬داخل‭ ‬العراق‭ ‬واعادتهم‭ ‬ضمن‭ ‬افق‭ ‬العفو‭ ‬المعلن‭ ‬والضمانات‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬ارواحهم‭.‬

عندما‭ ‬نتحسب‭ ‬من‭ ‬ارتدادات‭ ‬الوضع‭ ‬السوري‭ ‬على‭ ‬العراق،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬انّ‭ ‬احتواء‭ “‬الفلول‭” ‬الموغلين‭ ‬بالجرائم،‭ ‬لأغراض‭ ‬سياسية‭ ‬واستخبارية‭ ‬هو‭ ‬وقوع‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬تلك‭ ‬الارتدادات‭.‬

 

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 46
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2024/12/21 - 12:52 AM
آخر تحديث 2024/12/21 - 6:21 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 364 الشهر 9078 الكلي 10065173
الوقت الآن
السبت 2024/12/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير