الرباط – عبدالحق بن رحمون
قال الشاعر البحرين قاسم حداد لـ (الزمان) الدولية جوابا على سؤال كيف يرى جنة الشعر ؟ إن “جنة الشعر أرحم من جحيم الحياة.” وأبرز الشاعر قاسم حداد في حواره مع (الزمان) جوابا على سؤال هل تعتقد أن العبارة ممكن أن تغير العالم في ظل الظروف التي تعيشها الإنسانية اليوم ؟ وقال “أعتقد أن على الشاعر أن يتحمل مسؤولية التغيير إنها مسؤولية كبيرة تحتاج إلى قدر كبير”
ويأتي هذا الحوار خلال اختفالية بهيجة أقيمت بالمكتبة الوطنية بالرباط، تسلم خلالها الشاعر البحريني قاسم حداد السبت جائزة الأركانة العالمية للشعر لسنة 2024 في دورتها الـ 17 ، وهي أرفع جائزة تمنحها مؤسسة بيت الشعر في المغرب، بشراكة مع مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل.
وعرفت هذه الاحتفالية ، حضور عدد من الشخصيات الفكرية والثقافية والأدبية والإعلامية وفنية وسياسية. وفي جواب قاسم حداد لـ (الزمان) كيف يرى مهنة الشعر ، هذه المهنة الصعبة..؟ وقال “هي ليست مهنة في الحقيقة ، أنا أعتقد أن عندما الانسان يمتهن الانسان الشعر يكون مفتعلا حينما يحاول التعبير عن نفسه بالوصف والشعر هو هواية وليس مهنة. وأظن أنه مرشح لأن ينجز شيئا مهماً”.
وأضاف أنه “ينبغي أن لا يشغل الشاعر نفسه بأن يكون كونيا.. حيث ينبغي عليه أن “يعبر عن الحياة بالصدق والجمال وهذه هي المهمة.”
وفيما يخص انشغال الإنسانية بثورة الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الأدب والفنون والشعر قال “أنا لا أجد نفسي مهيأ للإجابة عن هذا السؤال الكبير، أنا أحاول أن أعبر عن نفسي وعن حياتي. “
من جهة أخرى ، وخلال تسلمه الجائزة ، دعا قاسم حداد في كلمة ألقاها بالمناسبة “شعراء العالم أن يكتبوا بعيدا عن أي وصاية أو سلطة .” وقال إنه يهدي الجائزة إلى زوجته موزة التي “كانت إلى جانبه في الكتابة والحياة” كما يهديها أيضا إلى كريمته الشابة طفو ، وإلى كل الفلسطينيين واللبنانيين والشعراء العرب. من جهته ، قال الشاعر حسن نجمي، الأمين العام لجائزة الأركانة خلال تقديمه ، إن قاسم حداد ابن الجزيرة العربية وابن البحر الذي خبر تجربة السجن ، حافظ على مهنة الكتابة لعدة عقود وظل حاضرا ومحافظا على الصداقات التي نسجها مع الوسط الثقافي المغربي والعربي ، وظل صوتا مغايرا ومجددا في كتاباته الشعرية والنثرية.
وإلى جانب القيمة المادية لجائزة الأركانة ، تسلم قاسم حداد درع رمزي لشجرة الأركانة، وشهادة تقديرية، من المدير التنفيذي لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، محمد الكيماخ، ورئيس بيت الشعر في المغرب، مراد القادري، ورئيس لجنة تحكيم الجائزة، عبد الحميد بن الفاروق.
من جهته، أكد رئيس بيت الشعر في المغرب، مراد القادري، أن الجائزة و منذ تأسيسها “تواصل سيرتها في الإنصات المرهف إلى الشعر في لحظة قدومه من غابات الدهشة، وانتصاره للمشترك الإنساني، وانخراطه في نثر بذور الفرح في منعرجات سيرنا.”
وقال القادري إن الشعر “وحده القادر على جمعنا سنويًا، تحت شجرة مغربية أصيلة، اسمها «الأركانة»، الزيتونة التي لم تختر تربة مغربنا للحياة فحسب، ولم تنجح، فقط، في كونها عنوانا لإنتاج زيت يعتبر من أندر الزيوت في العالم، حتى أنه استحق صفة «الذهب السائل»، بل نجحت في الانغراس في الذوات الحالمة بالفرح، والنفوس الساعية إلى التحليق في سماوات الجمال، وذلك عندما أضحت اسما لجائزة عالمية للقول المدهش والملهم، تجوب الآفاق، وتحط الرحال في جهات الشعر وتقيم الحوار بين الشعرية المغربية والعربية والعالمية”.
من جانبه أكد المدير التنفيذي لمؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير أهمية تكريم التجارب الشعرية المغربية والعربية الدولية التي تنتصر للجمال وللدهشة وتصنع الفرح الإنساني الذي يحققه الشعر والشعراء ويرعاه العشاق والمحتضنون والمهتمون بهذا اللون الأدبي.
وإلى جانب العروض والكلمات التي قدمت بمناسبة هذه الاحتفالية تطرق الشاعر وعضو أكاديمية المملكة المغربية محمد الأشعري إلى تجربته في الشعر والسجن والصداقة المشتركة مع الشاعر المحتفى به قاسم حداد مسلطا الضوء على التجربة الشعرية عند حيل السبعينيات التي مر بتجربة الاعقال في سبيل الكلمة والحرية. فيما تناول الناقد الألمعي نجيب العوفي محطات بارزة في تجربة قاسم حداد والاضاءات التي ميزت تجربته.
يذكر أن لجنة تحكيم الجائزة في دورتها الـ 17، تكونت من عميد كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بالمحمدية عبد الحميد بن الفاروق رئيساَ، والشاعرة وفاء العمراني، والكاتب والصحفي المصري سيد محمود، والشاعر نجيب خداري، والشاعر منير السرحاني، فضلا عن الشاعر حسن نجمي، الأمين العام لجائزة الأركانة العالمية للشعر.
وتعتبر جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي انطلقت سنة 2002، جائزة للصداقة الشعرية، يقدمها المغاربة لشاعر يتميز بتجربة في الحقل الشعري الإنساني ويدافع عن قيم الاختلاف والحرية والسلم.