شط العرب .. طوبوغرافيا متحركة

جمعة الدراجي

يردد البعض ان تسليك التصاريف العذبة لمياه شط العرب في الخليج العربي هدرا للمياه ، لكنه نظام هايدروليكي طبيعي يساهم بإزاحة اللسان الملحي الذي يحدث نتيجة الظاهرة الكونية للمد والجزر  وينتج عنها عملية توازن بين المياه العذبة واللسان الملحي القادم من البحر ، وتوازن آخر للبيئات المائية الإحيائية سواء كانت نباتية او حيوانية ، واهمية أخرى للتخلص من الرواسب والمياه التي قطعت آلاف الكيلومترات حتى انحدارها عند ملتقى النهرين دجلة والفرات والمصب الآخر القادم من الأراضي الإيرانية نهر الكارون وما طرئت عليها من متغيرات فيزيائية او ما تشكله من أهمية بتكوين طوبوغرافيا في موقع حدودي مع جارة تشاركية بالمياه و في قاع النهر او ما يطلق عليه خط (التالوك) المتأثر بتلك الرواسب . ذلك الخط الحدودي الخطأ الذي وضعته سياسات  النظام السابق نتيجة ظروف جيوسياسية في ذلك الوقت  . وهناك ظاهرة أخرى يجب الوقوف إزائها بعدم ثبات اجزاء من حافة النهر نتيجة جريان النهر هذا الجريان الذي يتفرد به شط العرب ذهابا وإيابا ( المد والجزر ) وهناك اجزاء من الحافة اليمنى من عمود النهر  تتشاطى ، فأن الخط الحدودي ( التالوك ) يتبع زحف الحافة المبتعدة عن مركز عمق النهر  وبالتناظر تقابلها حافة النهر القائمة او شبه قائمة اي (الكهفة) او ما يطلق عليها محليا (بالجالي ) وهذه الظاهرة تحددها طبيعة التربة التي يمر بها النهر ، وهي مقاطع ممسوحة ومثبتة الإحداثيات عند الحافة اليمنى التي تزحف باتجاه الأراضي العراقية  

وهناك تصاميم لدى وزارة الموارد المائية تحدد مقدار

  الزحف السنوي وقاعدة بيانات لتمكن المعالجة بالتبطين او الإكساء الحجري في الجانب العراقي . ويبقى السؤال هل تمت معالجة كافة الأجزاء الزاحفة باتجاه الأراضي العراقية؟

ام ما زال النهر يتميز بعدم الاستقرار ويهوى التوجه نحو العراق ؟.