الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الفوضى صفة غير جينية

بواسطة azzaman

الفوضى صفة غير جينية

نزار محمود

 

أكاد أجزم بأن هذه الاشكالية المتشعبة والمعقدة هي السبب الأساسي في تخلفنا وضعفنا وعدم تمتعنا بالحياة.

كما وأنصح الساسة والباحثين والدارسين تولية الاهتمام الكبير لتناول هذه الإشكالية في جوانبها التربوية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية والثقافية.

ولقد كان لي في ربط الفوضى بهدر الزمن، في عنوان المقال، هدف ابراز خطورة استغلال الزمن في العمل والانجاز، فليس هناك من معيار تمييز بين التخلف والتقدم اكبر من استغلال الزمن في تعلم أو تدرب أو عمل صالح نافع، الى جانب الخلق الكريم والنخوة الإنسانية.

كما وأستطيع أن أؤكد أن سياسات وخطط الأعداء الأشرار لا تستثني تعطيل زمننا عن العمل البناء، لا بل وتركز عليه في إبقائنا متخلفين ضعفاء.

أسباب الفوضى في العراق:

لا أعتقد أن ما يعيشه المجتمع العراقي من فوضى هو صفة جينية لا يمكن الهرب من قدرها، بدليل ان هذا الشعب كانت له من الانجازات الحضارية العملاقة في فترات زمنية ما عجزت عنه شعوب أخرى في أضعاف ذلك الزمن.

وفي بحثنا لأسباب تلك الفوضى ارتأيت تبويبها في المحاور التالية:

- السياسية: سواء المتعلق منها بسوء اختيار الساسة في اخلاقياتهم وامكاناتهم وحرصهم وأمانتهم وقدراتهم في استخدام الزمن المتاح ومؤشراته في قيمة ما ينتجه وينجزه ذلك الشعب من سلع وخدمات في وحدة الزمن السنوية وقيمته المضافة الى ثروات البلد من مادية وبشرية، من ناحية، أو وعيهم في ما يتعلق باستغلال الزمن في التعليم والتربية والثقافة من ناحية أخرى.

- التربوية والتعليمية: ان التعامل مع الزمن هي مسألة تربوية في وعيها وقيمها وسلوكياتها، وتعليمية في انجازيتها.

- الاجتماعية: وهنا تلعب العادات والقيم والأعراف والاصول في كيفية التعامل مع الزمن واستخدامه دوراً هاماً وخطيراً.

- الثقافية: المتعلقة بالمعارف والآداب والفنون والسلوكيات وفهم حضاري للحياة، من ناحية، والتعامل مع الموروث الثقافي في اعتبارات انجازاته الزمنية من ناحية أخرى.

- الاقتصادية: وربما كانت هي الاكثر تأثراً ووضوحاً في الاستخدام الاقتصادي لوحدة الزمن في الانتاج والقيمة المضافة.

- الادارية والتنظيمية: كم من الوقت والزمن نضيع في عمل غير منتظم واجراءات لا طائل منها، وفوضى في التنظيم.

تداعيات فوضى التعامل مع الزمن في العراق:

ان التأمل في ما تقدم في أسباب فوضى واساءة استخدام الزمن يجد، للأسف، ظواهره المتعددة في العراق، فنخسر مليارات الساعات شهرياً كان يمكن أن تكون زمناً منتجاً. ان هذا الهدر في الزمن  قد دفعنا الى استنزاف مواردنا الطبيعية واستهلاكها بدلاً من تثميرها واضافة قيم اقتصادية والتمتع بالحياة.

لا أبالغ اذا قلت أننا، وبسبب ما ذهبت اليه في فوضى استخدام الزمن، نخسر سنوياً مئات المليارات من الدولارات لو كنا تمكنا من حسن استخدام الزمن في تربيتنا وتعليمنا وادارتنا واقتصادنا واجتماعنا وثقافتنا عموماً!

أترك الخيال والتأمل للقارىء والمختص لتصور توفير زمن للانتاج والابداع في المجال الذي يلم به بدلاً من هدره دون طائل. حتى اوقات فراغنا ولهونا الساذج أحياناً بحاجة الى مراجعة حضارية إنسانية!

 


مشاهدات 114
الكاتب نزار محمود
أضيف 2024/12/04 - 11:13 PM
آخر تحديث 2024/12/11 - 11:26 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 332 الشهر 5000 الكلي 10061095
الوقت الآن
الخميس 2024/12/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير