الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العجائب لا تنقضي

بواسطة azzaman

العجائب لا تنقضي

حسين الصدر

 

 

-1-

لم يعتد كاتب السطور على أنْ يقرأ في ورقة مكتوبة ما يُريد أنْ يُخاطب به المستمعين حتى في أهم المؤتمرات .

-2-

انك حين تقرأ خطابك المكتوب في ورقة تكون قد حجبتَ نفسَكَ عن المستمعين، حيث تنشغل بما ضمته الأوراق لا برصد حالة المستمعين ومقدار تفاعلهم مع خطابك .

-3 –

ولا أنسى انني شاركت في تجمع للمعارضة العراقية في لندن في تسعينيات القرن الماضي وألقيتُ في المجتمعين خطابا يتناسب مع خطورة المرحلة، فما كان مَنْ احد المشاركين في ذلك التجمع - وهو رجل مخضرم ، ويعد نفسه من ذوي الشأن والتجربة – الأ انْ يلتفت الى بعض الاخوة المشاركين في التجمع ويقول لهم بالحرف الواحد :

ما أدري مَنْ الذي كَتَبَ له الخطاب ؟

انه يراني أرتجلُ الخطاب، ولا أحمل بيدي أيةَ ورقةٍ، ومع ذلك يسأل ببلادة: من الذي كتب له الخطاب ؟

قد يكون عجزه عن ارتجال الخطاب المناسب واضطراره الى كتابة ما يريد

أنْ يقرأه هو الذي دعاه الى هذا التساؤل البليد .

انّ مَثَلَ هذا البَليد مَثَلُ مَنْ يرى ابنك يمشي الى جانبك فيلتفت ويقول متسائلا هل أنت متزوج ؟-

-4-

واذا كانت البلادة قد وصلت الى هذا الحدّ عند مَنْ يرى نفسه من رجال المجتمع الكبار ، فما ظنّك بالأميين الذين لا يحسنون القراءة والكتابة ؟

انّ الفهم السقيم من أكبر الآفات .

وهذه أحدى المصائب .


مشاهدات 146
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/12/01 - 9:44 PM
آخر تحديث 2024/12/26 - 4:45 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 377 الشهر 11446 الكلي 10067541
الوقت الآن
الخميس 2024/12/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير