الغيب لا يعلمه الاّ اللـه
حسين الصدر
-1-
لا ينقضي العجب ممن يدّعي الثقافة والحصافة وهو يبحث عن من يكشف له اخبار المستقبل ، مشيراً عليه بما يفعل ومخبراً عما سيلقى من أحداث..!!
-2-
انّ الغيب لا يعلمه الاّ الله أو من أطلعه الله على غيبه، وما يدعيه المنجمون ما هو الاّ أكاذيب وخرافة .
-3 –
وجدير بكل مسلم أنْ يقف على ما روي في هذا السياق عن احد المنجمين وكان يسمى (مسافر بن عفيف الأزدي) الذي قال لأمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) حينما خرج لقتال الخوارج في النهروان :
يا أمير المؤمنين :
لا تَسِرْ في هذه الساعة ، وَسِرْ على ثلاث ساعات مضيْنَ من النهار ، فانْ سرتَ في هذه الساعة أصابك وأصحابك أذىً وضُرّ شديد ، وانْ سرتَ في الساعات التي أمرتًك بها ظفرتَ وظهرتَ وأصبت ما طلبتَ
فقال له (عليه السلام) :
أتدري ما في بطن فرسي هذه أَذَكَرٌ هو أم أنثى ؟
قال :
إنْ حسبتُ علمتُ
فقال علي (ع) :
مَنْ صدّقك بهذا فقد كذّب بالقرآن .
قال تعالى :
{ انَّ الله عنده علم الساعة ويُنزّلُ الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأيّ أرض تموت }
لقمان / 34
ثم قال له الامام (ع)
{ أما والله لئن بلغني انّك تعملُ بالنجوم لأخلدنَّك السجن ابدا ما بقيتُ ، ولا حرمنك العطاء ما كان لي سلطان }
وخالفه الامام (ع) فسار في الساعة التي نهاه عنها فظفر باهل النهروان ثم قال :
لو سرنا في الساعة التي أَمَرَنا بها المنجمُ لقال الناس :
سار في الساعة التي أمرنا بها المنجم لقال الناس :
سار في الساعة التي أمر بها المنجم فظفر وظهر ،
اما انه ما كان لمحمد (ص) منجم، ولا لنا مِنْ بَعْدِهِ حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر
أيها الناس :
توكلوا على الله ،
وثقوا به فانه يكفي ممن سواه .
-3 –
لو كان المنجمون قادرين على الاهتداء الى أحسن الحلول، وكشف الطرق الموصلة الى الفوز المؤزر ، لكانوا احسن الناس حالا بينما هم في الواقع لا يختلفون كثيرا عن سائر الناس .
-4-
ان اللجوء الى الله سبحانه – وهو الذي بيده الأمور كلها - هو المتعين على كل حال، وليس غيره قادراً على أنْ يقول للشيء كن فيكون .
Husseinalsadr2011@yahoo.com