الإرهاصات الأولى للخصخصة
جوزيف زيتون
أول من أطلق فكرة الخصخصة ( بيع القطاع العام للقطاع الخاص ) هي سميرة توفيق عندما غنّت ( بيع الجمل يا علي ..واشتري مهرٍ إلي ) بالمناسبة هذه هي أول عملية خصخصة حدثت في تاريخ الوطن العربي .
لاحظوا أن سميرة توفيق لما غنّت أغنيتها الجميلة طالبت علي بأن (يبيع) الجمل الذي هو مصدر دخله ورزقه و وسيلة تنقلّه الوحيدة ،ليشتري لها مَهْرٍ بحجّة أن ( كرمها لوّح واستوى..والعنب طاب وحِلي ) كما تقول في الشطر الثاني من الأغنية.
وهذه واحدة من أخطر وسائل الترغيب للبيع الذي اتبعتها سميرة توفيق واتبعها فيما بعد كل اتباع الخصخصة العربية وهي استراتيجية ( الإغراء الممنهج) .
وبمجرّد سماع علي لهذه الكلمات طار ضبان عقله وقرّر أن يبيع الجمل بما حمل فورا ً، ليلحق بالكررم الذي لوّح واستوى لكن سميرة توفيق لم تفِ بوعدها و لم تكتفِ بهذا القدر من البيع..
فطالبته بالشطر الثالث من الأغنية :
(بيع النعجة والحمل أنا ما عندي أمل إلّا حبك يا علي)
وبقيت مصرّة على توريط علي حتى طالبته ببيع أي شيئ
(ويا علي أبويا طمّيع .. شو عندك يا حبيبي بيع)
وبقي أفراد جوقة الغناء مصدقين لما تقول ويردّدون وراءها بدون تفكير : بيع..بيع..بيع..بيع..ولك بيع الجمل يا علي وأخيراً استجاب علي وباع الجمل وباع النعجة والحمل ولم ينل حبّة عنب واحدة من ذلك الكرم... بل أكل خازوق لا يزال يعاني وتعاني منه الأمة حتى اللحظة.
□ عن مجموعة واتساب