الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وردة ذابلة وقمر حزين

بواسطة azzaman

وردة ذابلة وقمر حزين

عبد الجبارالجبوري

 

الوقتُ...

قبل إشتهاء تفاحتها...

كان الليل بيننا...

 يغزل عباءة البحر..

والنجمة غافية على وسادة الاسى..

وكان الأسى...

 يفيضُ أسىً على جسد القصيدة المشتهاة...

الريح تعوي بأعماق النخيل..

والسماء ترحلُ...

 الى سماء لاتراها العيون...

وأنا احمل صخرة سيزيف على ظهري... وأصعدُ...

 جلجلة الألم الى مراقي الندى...

والندى غافٍ وغافلٌ...

كانت تباهل اهلة تتراقص على وجه البحر..

أراها...

من وراء الليل..

تلبس شالا أحمر مثل شفتيها...

وشعراً يتطاير كاغنية لفيروز (بكبر البحر بحبك)...

كان نهداها يهربان من الصيد..

وكانت شفتاي عطشتان الى لثم وجه البحر..

وكان البحر صديقي...

صوتها...

موسيقا لاتشبه الموسيقا...

يعزف على وتر الحزن..

أغاني الفرح الأخير في اعلى القيروان..

وقلبي الجريح...

ينام ويصحو..

 يحلمُ بها كلَّ يوم..

 يقبّلُ شفتيها، ويمشّط في الحلم شعرها.يلهو بضفائرها، وهي مستسلمة لتنهداتي.وأنا مشغول بهمهمات قلبها،

يمررُّ اصابعه على شفتيها، فيسيل العسلُ، وتسبل عينيها وتغيب..

 يلهج بآسمها كل آنٍ..

فلها طولٌ فارعٌ...

 وعينان أجمل من كل العيون الحسانْ...

يضيئنان لي قلبي..

فمتى أيها القلبُ تستريح...!

تجيؤني في الحلم البعيد..

وأركض وراء السراب لأمسك السراب...

ولا سراب خلف تلك الغيوم...

غير صدى السراب..

أنا وجع ذلك السرابْ..

وانا وجعُ النسيان...

 فوق غيمة تحمل المطر الحزين....

وهي ذلك النور الذي يغوص في أعماق عيوني..

إنها لحظة الحضور في الغيابْ..

حين ينأى..

وجهُ مَن أحبّ..

ولا أرى غير ذلك السراب الذي كنّته...

إنها لحظةٌ النسيان ..

وهي تدنو من فم القمر..

ترددُّ..

أغنيةَ العشاق في يوم الأحد..

فيغيب عن وجه السماء ذلك السراب..

ويموت على شفاهي...

معنى الأبد...

الموصل...

 


مشاهدات 471
الكاتب عبد الجبار الجبوري
أضيف 2024/11/19 - 3:28 PM
آخر تحديث 2024/12/05 - 7:46 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 124 الشهر 1881 الكلي 10057976
الوقت الآن
الخميس 2024/12/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير