بغداد
نبيل محمد سليم
اليوم تطفىء بغداد شمعتها 1262 منذ بناها المنصور.إنها عميدة العواصم فهي أقدم من واشنطن بأكثر من 500 سنة،ومن لندن(العاصمة) بمئتي سنة،ومن باريس بثلاثمائة سنة،ومن موسكو بمئة سنة،ومن طوكيو بستمائة سنة.سُميت المنصورية أو مدينة المنصور،والمدورة،والزوراء،ومدينة السلام،ومدينة الخلفاء،وعاصمة الرشيد، أما أنا فأسميها الناهضة. فكم تكالب عليها الغزاة والطغاة لكنها كانت لا تموت بل تمرض، وتكبو لكن سرعان ما تنهض.بناها أبو جعفر في موقعٍ بين العطيفية والكاظمية حالياً.
نُسب العلم لها فكانت مصنع العلماء،ونُسب العمران لها فكانت قبلة المهندسين.ونُسب الغنى لها فكانت قبلة وصفة المتبغددين.
مدينةٌ ليس المكان احلى ما فيها ولا الهواء انقى ما فيها،ولا دجلة أبهى ما فيها،بل اهلها أروع مافيها. شوارعها تتنفس المجد،وارضها تضجّ بالتاريخ،وواقعها لا ينبىء عن ماضيها ولا مستقبلها. لم يحبها فقط من وُلد فيها،ولا حتى من عاش فيها،بل احبها كل من جاءها متعلماً أو مسترزقاً أو زائراً أو حتى غازياً.الشموع لا تكفيها،والورود لا تغنيها،والكلمات لا تفيها. بغداد ايتها الجميلة،البهية،الصابرة الودودة،الشامخة المتكبرة،المتجددة بتاريخك وأهلك وماضيك وغدكِ ان شاء الله.
عن مجموعة واتساب