واشنطن تحذّر من إستثمارات بكين
الرئيس الصيني يدشن ميناء شانكاي الضخم
ليما, (أ ف ب) - رحب الرئيس الصيني شي جينبينغ بظهور «ممر بري-بحري جديد» بين آسيا وأميركا اللاتينية، وذلك خلال افتتاح مرفأ شانكاي الضخم الخميس الذي تموله الصين قرب ليما في البيرو.وقال شي “من شانكاي إلى شانغهاي، ما نشهده ليس فقط مبادرة +الحزام والطريق+ التي تتجذر وتزدهر في البيرو، لكن أيضا ولادة ممر بري-بحري جديد بين آسيا وأميركا اللاتينية في هذا العصر الجديد».يندرج الميناء ضمن مبادرة «طرق الحرير الجديدة» التي أطلقتها الصين عام 2013 والقاضية بتشييد بنى تحتية وتطوير شبكات الملاحة والطرق والسكك الحديد ولا سيما في الدول النامية، بهدف ربط آسيا وأوروبا وإفريقيا بالصين.وانضمت دول عدة من أميركا الجنوبية هي البيرو والأرجنتين وتشيلي وبوليفيا والإكوادور وفنزويلا، إلى هذه المبادرة المعروفة رسميا باسم «الحزام والطريق» والتي تشكل محور استراتيجية الرئيس الصيني لنشر نفوذ بلاده في الخارج.وافتتح الزعيم الصيني مرفأ شانكاي الضخم افتراضيا إلى جانب رئيسة البيرو دينا بولوارتي من القصر الرئاسي، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول أسيا والمحيط الهادئ (ابيك) في ليما.
بناء ميناء
وقال شي “يجب أن نعمل معا لبناء ميناء شانكاي وإدارته وتشغيله»، مضيفا أنه يريد «تعزيز التواصل بين أميركا الجنوبية والصين».من جهتها قالت الرئيسة البيروفية “نحن شريك موثوق به، واليوم، مع افتتاح ميناء شانكاي العملاق، إننا نؤكد ذلك».سيكون ميناء شانكاي الواقع على مسافة حوالى 80 كلم من عاصمة البيرو، أول ميناء صيني في أميركا الجنوبية، وسيتألف في مرحلة أولى من أربعة أرصفة أقيمت لقاء استثمار قدره 1,3 مليار دولار، على أن يضم في شكله النهائي 15 رصيفا باستثمار إجمالي قدره 3,5 مليارات دولار.وسيكون بإمكان الميناء المقام في المياه العميقة (حوالى 18 مترا) والذي بدأ إنشاؤه في 2021، استقبال أكبر حاملات الحاويات في العالم البالغة سعتها 24 ألف حاوية.واختيرت مدينة شانكاي الصغيرة البالغ عدد سكانها حوالى 57 ألف نسمة لموقعها الاستراتيجي في وسط أميركا الجنوبية.ويُتوقع أن تمر مليون حاوية عبر المرفأ خلال السنة الأولى من تشغيله، حسب تقديرات كوسكو شبيبينغ بورتس التي تملك امتيازا لمدة ثلاثين عاما لتشغيله، على أن تبلغ مساحته عند اكتمال بنائه 141 هكتارا.و دعت الولايات المتحدة بلدان أميركا اللاتينية لتوخي الحذر من الاستثمارات الصينية وافتتح شي الذي يزور البيرو إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن في إطار قمة أبيك، أول ميناء بتمويل صيني في أميركا الجنوبية، وهو مجمّع بكلفة 3,5 مليارات دولار في تشانساي شمال ليما مصمم ليكون مركزا تجاريا إقليميا.وقال وكيل وزير الخارجية الأميركية لشؤون أميركا اللاتينية براين نيكولز «نعتقد أنه من الضروري أن تضمن البلدان عبر نصف الكرة الأرضية بأن أنشطة جمهورية الصين الشعبية تحترم القوانين المحلية وتحافظ على حماية حقوق الإنسان والبيئة».وفي إشارة إلى العلاقة التاريخية بين الولايات المتحدة والبيرو، قال نيكولز «سنركّز على بناء هذه العلاقات وضمان أن البيروفيين يفهمون تعقيدات التعامل مع بعض المستثمرين الآخرين.
مساعدة الشرطة
فيما يمضون قدما في ذلك».ولفت إلى أن الولايات المتحدة قدمت مؤخرا الدعم للبيرو، بما في ذلك التبرّع بقطارات لمدينة ليما والتنسيق في مجال الفضاء بقيادة ناسا والتبرع بتسع مروحيات من طراز «بلاك هوك» لمساعدة الشرطة على التعامل مع الجريمة العابرة للحدود.وقال وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا دان كريتنبرينك إن الولايات المتحدة تأتي بـ»أجندة إيجابية» ولا تسعى لإجبار البلدان على الاختيار بين القوى المتنافسة.وأفاد الصحافيين «نريد التأكد من أن البلدان لديها إمكانية الاختيار وبأنها قادرة على القيام بخياراتها بحرية ومن دون إكراه».واعتبرت الولايات المتحدة على مدى قرنين أميركا اللاتينية ضمن دائرة اهتمامها لكنها واجهت منافسة متزايدة حول العالم، خصوصا في الجانب الاقتصادي، من قبل الصين.يشير صانعو السياسات في الولايات المتحدة عادة إلى الديون المرتبطة بالمشاريع الصينية واعتماد الصين على عمالها في المشاريع الكبرى.من شأن الميناء أن يسمح لبلدان أميركا الجنوبية بتجاوز الموانئ في المكسيك والولايات المتحدة لدى التعامل تجاريا مع آسيا.من المقرر أن يجتمع شي السبت في ليما مع بايدن في آخر لقاء على الأرجح بينهما قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.