مواطنون ضحية عصابات مهمتها التلاعب بالعملة و الإحتيال
(كلام الناس) في حلقة إستقصائية عن غسيل الأموال
بغداد - سعدون الجابري
ظاهرة غسيل الأموال في البلاد أصبحت بتزايد نتيجة الجهل و عدم الإلتزام في هذه الأمور ، و برنامج (كلام الناس) من قناة(الشرقية) تابع في حلقة إستقصائية الأشخاص الضالعين بهذه الجرائم ،و بين مقدم و معد برنامج (كلام الناس) علي الخالدي لـ( الزمان ) : (الكثيرين منا أصبحوا متورطين بغسيل الأموال و هم لا يعلمون ، و البعض منا أصبحوا ضحايا عصابات من خلال المواقع الألكترونية ، لها سنتعرف على الكثير من الخفايا و الجوانب التي لها علاقة بغسيل الأموال ( القضايا المالية ) ، من خلال لقاءات بالجانب القضائي و الأمني لأجل الوصول للهدف المراد توضيحه للمشاهدين ).
و خلال تواجدنا في قسم التحقيق في مديرية مكافحة الجريمة المنظمة ، كان لنا لقاء مع متهم بارز كان قد حصل على أموال طائلة خلال فتره قصيرة ، من خلال أستغلالة بعض المواطنين بطرق حديثة للسرقة .و قال المتهم : من خلال موقع الفيسبوك تعرفنا على شركات للصرافة و التحويل المالي ، أنا و صديق لي قررنا فتح منفذ وهمي للصرافة بعد نشر أسماءنا الوهمية و أرقام هواتفنا بتلك المواقع ، و التي سنقوم بتغييرها بعد كل عملية ناجحة لنا ، حيث نقوم بأستدراج بعض المسافرين الذين يقومون بتصريف مبلغ 3 ثلاثة آلاف دولار بالسعر الرسمي الذي حددة البنك المركزي ، لغرض تصريفها و تحويلها للدولار من الدينار العراقي .
مضيفاً : كون منافذ البنك المركزي و مصارف الرافدين و الرشيد عليهم زخم كبير من المسافرين و تصرف المبالغ المحولة للدولار مرتين بالاسبوع ، و نحن عرضنا للمسافرين عروض و تسهيلات نغري فيها المسافر التحويل يومياً ، لذلك يلتجئ لنا المسافر بعد الأتفاق معه و جلب مبلغه بالدينار لكي نحولة له بالدولار و بأسرع وقت .مبيناً : الكثيرين من المسافرين أتصلوا بنا حول تحويل أموالهم للدولار ، و بدورنا نعطيهم أرقام الڤيزا كارت العائدة لي و لصديقي ، نتفق معهم و نستحوذ على المبالغ و نغير أسماءنا و نذهب لمكان آخر و هكذا ...!
اللقاء الآخر مع القاضي المختص بقضايا غسيل الأموال في رئاسة محكمة الإستئناف ببغداد / الرصافة أياد محسن ضمد الذي بين لنا قائلاً : من خلال هذة الحلقة الإستقصائية عن غسيل الأموال ، نأمل من المواطنين تجنب التعامل مع أشخاص غير معرفين في شركات للصرافة و التحويل المالي بعموم العراق ، كي لا يكونون ضحايا لهذه العصابات ، و عملية غسيل الأموال هي أستحواذ مبالغ مالية من مسافرين بطرق وهمية ، و غشهم بمنفذ الشركة للتحويل المالي ، و جريمة غسيل الأموال جريمة خطرة ، و أكثر من بقية الجرائم التي أنتشرت بالبلاد .لافتاً : إلى أن المواطن ممكن يقوم بغسيل أموالهو هو لا يعلم ، و نحن حددنا الخلل الذي يحدث لغسيل الأموال ، و أكثر هذه القضايا هي قطاع العقارات .. و على الحكومة أن تشدد على هذا القطاع ، من خلال عمليات بيع و شراء العقارات في المناطق الراقية التي تباع بمبالغ كبيرة جداً ، و بعدها يأتي قطاع المصارف و شركات الصيرفة التي من خلالها أن يصاب المواطن بالضرر ، و أكثر المتضررين هي مؤسسات الدولة ، و كذلك جرائم الأتجار بالمخدرات و تهريب المشتقات النفطية ..موضحاً : هناك ناس و شخصيات يقعون ضحايا هذه العصابات من خلال مواقع التواصل الإجتماعي ، حيث وجهنا رسالة للمواطنين أن لايقعوا ضحية بيد هؤلاء المجرمين ، كذلك هناك مواقع وهمية لمصرفي الرافدين و الرشيد الحكوميين ، من خلالها يوهمون الناس انهامصارف حكومية رصينة .
هيئة الضرائب
مؤكداً : على كافة المواطنين أن لا يتعاملوا مع صفحات بأسم هيئة الضرائب ، التي من خلالها يستحوذون على مبالغ طائلة من المواطنين ، و عدم الإجابة على أي رابط يصل اليهم .مشيراً : لنا خدمة طويلة في التحقيق بجرائم غسيل الأموال التي من خلالها يوهمون الناس البسطاء و الباحثين عن العمل ، و يأخذون مستمسكاتهم لأي شخص يرغب بالعمل و يتصرفون فيها من بعد ، و المواطنين هؤلاء يصبحون الضحية وفق المادة 36 غسيل الأموال ، و جريمتها هذه الحكم عليها 15 سنة سجن و يهربون الأموال بتلك الأسماء ، و على المواطنين أن لا يسلموا أي مستمسك لأي شخص. محذراً : أصحاب الشركات المالية و المصارف بعدم التعامل مع بعض السياسيين و الأشخاص المزيفين ، و التعامل معهم يكون بحذر و رقابة مشددة من خلال تعاملاتهم المالية المشبوههة ، و بالتأكيد هناك شخصيات يحملون الدرجات الخاصة ضالعون بعمليات غسيل الأموال ، و توجد الكثير من القضايا ضدهم و لا يمكن الآن أن نفصح عنهم كون القضايا غير منجزة .
من جانبه بين مدير التحقيقات محمد تركي : أن البنك المركزي خصص شركات معتمدة و معروفة و هي التي يمكن من خلالها تحويل عملة الدولار للمسافرين لغرض السفر ، و الحذر من أي شخص غير معروف أن يطلع على رقم الحساب ( الڤيزا كارت ) لأي مسافر ، و أن لا يرد على مكالمات لا يعرف المتصل به ، و الذي يطلب من المسافر أرسال أرقام المستمسكات و الڤيزا كارت و لا أي مستمسك اخرى.
و بين أحد المتهمين الموقوفين : أن مبلغ الڤيزا كارت يصل إلى 50 مليون دينار ، و نحن لم نصل لهذا الرقم خوفاً لفضح أمرنا .. حيث يومياً نسحب حوالي مبلغ 5 ملايين دينارا .مؤكداً : لقد مضى على عملي بالأحتيال على المسافرين بحدود 5 أشهر ، و حصلت على أكثر من 400 مليون دينار لأكثر من 40 مسافر .
و أكد لنا متهم آخر قائلاً : أنا حكمت سنتين سجن لقيامي بالتعامل بالعملة المزيفة ، و بعد أنتهاء محكوميتي و خروجي من السجن بشهر أو أكثر بدأت بطريقة أحتيال لسرقة أموال الناس ، حيث أنا و من معي يعمل نستفيد مبلغ الف و مائتين دولار بكل ( شدة ) يعني دفتر من عملة الدولار المزيفة ، حيث الشدة الواحدها للعملة المزيفة نشتريها بمبلغ 3500 $ دولار و نبيعها ب 5000 $ دولار ، كذلك عملت بطريقة تصريف عملة 3000 $ دولار للمسافرين حتى تم القبض علينا من قبل مفارز مديرية مكافحة الجريمة المنظمة.
و لقاءنا مع المتهم الأخير الذي قال : في يوم جاء لي شخص قال لي أنك عاطل لاتعمل أنطيني جوازك و سأفيدك بـ 25 الف دينار عن أستخدام جوازي ، أنا جمعت له سبعة جوازات لناس أعرفهم كي أفيدهم ب مبلغ 25 الف دينار لكل جواز ، بعدها ضاعفوا المبلغ لنا بـ 50 الف دينار لكل جواز ، و قمنا بالبحث عن جوازات ناس محتاجين و هكذا ..
من جهته أوضح لنا مدير التحقيقات في مديرية مكافحة الجريمة المنظمة محمد تركي : هناك أشخاص يعملون بطرق ملتوية بتحويل مبالغ المسافرين إلى 3000 $ دولار لكل مسافر بالسعر الرسمي للبنك المركزي ، و تمكنا من القاء القبض على العديد من هذه عصابات غسيل الأموال ، من خلال الجهد الأستخباري و مصادرنا الخاصة ، حيث أفراد هذه العصابات يقومون بتهريب العملة خارج البلد .
و ختم مقدم البرنامج قائلاً : هناك عصابات تمارس العديد من الجرائم و منها غسيل الأموال ، و على المواطن أن يكون حذر من الأشخاص الذين يتصلون به أو يلتقي بهم بقصد تحويل مبالغ السفر ، و هذه الأمور هي دخيلة و جديدة على المجتمع العراقي ، و للأسف الكثير من المواطنين أصبحوا ضحايا لتلك الجرائم .
و شكر الخالدي :(رئاسة محكمة الإستئناف ببغداد/ الرصافة و كذلك الشكر لوزارة الداخلية / مديرية مكافحة الجريمة المنظمة لتسهيل تصوير هذه الحلقة من البرنامج) .
*فريق برنامج (كلام الناس) ضم :الأعداد و التقديم : علي الخالدي،مخرج منفذ و مدير التصوير : عمر الجابري ،تصوير : حسين الخفاجي و حسن عصام،درون : عبود رحيمة،م . إضاءة : مصطفى الموسوي،المتابعة الصحفية : سعدون الجابري ،المونتاج : عمر مظفر و أدريس الكعبي .