أول متحف تفاعلي تفتتحه اليونسكو في مقرها بباريس
معرض سجون داعش يسرد قصة الجريمة ويدعو لمعرفة مصير المفقودين
باريس - افراح شوقي
اكتضت صالة العرض الكبرى في منظمة اليونسكو، بباريس ، الاربعاء الماضي بحفل افتتاح متحف سجون داعش وهو اول متحف رقمي تفاعلي يوثق جرائم داعش ويستمر المعرض حتى 14 من تشرين الثاني الجاري،تحت عنوان “ثلاثة جدران: حكاية المكان في الموصل القديمة”.
المتحف الافتراضي حمل عنوان : ثلاثة جدران سرد مكاني للموصل القديمة، يقدم جولات ثلاثية الأبعاد لمبانٍ في الموصل القديمة، حوّلها التنظيم إلى سجون بعد إعادة بنائها افتراضياً، لتوثيق جـــــرائمه ودعم جهود العدالة والمساءلة وشرح لقصص المغيبين في سجون التنظيم في كل من سوريا والعراق، اضافة الى تحقيقات وشهادات حية للضحايا.
ويستعرض المعرض ثلاثة مواقع رئيسية في الموصل القديمة - مسجد، كنيسة، ومنزل - لإبراز كيف حول داعش هذه المباني من مواقع تاريخية وثقافية إلى سجون خلال فترة احتلاله للمدينة.
شارك في حفل الافتتاح وزير الثقافة والاعلام والسياحة احمد البدراني البدراني وسفارة جمهورية العراق في باريس، والممثلية الدائمة لجمهورية العراق لدى اليونسكو في مقر منظمة اليونسكو في باريس بحضور نائب المديرة للعامة لمنظمة اليونسكو جينغ كيو، وشخصيات تمثل الخارجية الألمانية والأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وعدد من الأيزيديين الناجين من سجون وإرهاب داعش. اضافة إلى أبناء الجالية العراقية و العربية في باريس.
هوية ثقافية
ويُظهر المعرض كيف أن الحفاظ على التراث الثقافي يتكامل مع جهود اليونسكو لإحياء الهوية الثقافية المتعددة للموصل واستعادة مكانتها كمركز حضاري متنوع، كما يُبرز المتحف الجانب التوثيقي عبر أرشيف يضم أكثر من 70 ألف وثيقة، بالإضافة إلى مقابلات مع الناجين. من خلال هذا التوثيق الرقمي، يسعى المتحف إلى الحفاظ على الذاكرة الجماعية لهذه الفترات المظلمة والتوعية الثقافية بأهمية حماية التراث العمراني الذي تعرض للتدمير.
وعن اهمية هذا المتحف اكد البدراني ل(الزمان) ان « المشاركة العراقية مهمة جدا في تسليط الضوء على جرائم داعش الارهابية ومدى التعسف الذي قامت به بعد ان فتحت الكثير من البيوت والموسسات وحولتها الى سجون ودمرت وقتلت الكثير من الابرياء، بل تفننت في قتل الناس لانهم عارضوا وجودهم، والاكثر منه انها دمرت حضارة الموصل ومتاحفها).واكد ان (المعرض مهم لانه يسلط الضوء على جرائم داعش ويحاكي المجتمع الدولي لاجل عدم ايواء هذه العصابات كونها تشكل خطرا على الجميع),وعن دور الجهات الحكومية في احياء واعادة اعمار الخراب الذي حل بالمدن المحتلة قال ( العراق يعود متعافيا من جديد ، والقوات الامنية تفرض سيطرتها الان وهناك نسب جيدة في مجال اعادة الاعمار وماتبقى فقط المدينة القديمة في نينوى ، لان معظمها مبان قديمة وملكيتها تعود للاجداد والحكومة اليوم مستعدة لتعويض الجميع والبدء ببناء المدينة على الطراز الموصلي القديم).
ساهم في مشروع «متحف سجون داعش نحو 100 صحفي استقصائي وفنان ومهندس معماري وصانع أفلام توثيقية وخبراء في التصميم ثلاثي الأبعاد، والقانونيين، والعاملين في الأرشيف، والمترجمين، والمحللين، والباحثين. واستطاع المتحف توظيف التقنيات ثلاثية الأبعاد تمكن زوار المتحف من رؤية البيوت التي حولها تنظيم داعش إلى سجون يمارس فيها شتى أنواع التعذيب واغتصاب النساء والإعدامات العشوائية، ويسعى المتحف إلى زيادة الوعي العربي والعالمي بجرائم «داعش» بعد 10 سنوات على إقامة «دولته» المزعومة في المنطقة، وإلى المساهمة في تحقيق العدالة والمساءلة، كما يوجّه جهوده لدعم عائلات المفقودين في مساعيهم لمعرفة مصير أحبائهم، وتكريم الضحايا، واحتفاءً بحضارة الموصل العريقة.
وفي جولة لاهم ماتناوله المعرض الذي استقطب اهتمام الحضور هو تأريخ مدينة الموصل العريق وتراثها المعماري الغني والتركيز على إعادة بناء الفضاء المعماري الرقمي للموصل القديمة من خلال تقنيات السرد الرقمي والجولات الافتراضية ثلاثية الأبعاد.
بدوره شكر ممثل مؤسسة سجون داعش الجهات الممولة للمعرض والمشروع ومنها وزارة الثقافة العراقية ووزارة الخارجية الامريكية ووزارة الخارجية الالمانية وتحدث عن تفاصيل هذا الجهد الطموح والهادف للترويج لتراث وثقافة العراق واعادة بناء ماهدمته يد الارهاب الداعشي.
وفي ختام اليوم الاول للمعرض، وفي القاعة الرئيسية لليونسكو، استمتع الحاضرون بمعزوفات موسيقية على الة العود احياها الموسيقار نصير شمة وفرقته الموسيقية عزف خلالها الحان تراثية موصلية وبغدادية من وحي التراث الموسيقي الذي يعكس تنوع الثقافة العراقية واصالتها وتحدث قبلها بايجاز عن اوائل الفنانيين العراقيين الذين كان لهم دورا كبيرا في تطور الالحان من بينهم الملا عثمان الموصلي وجميل ومنير بشير وصانع العود الذي انجبته الموصل محمد فاضل.