فاتح عبد السلام
سفينة عسكرية تحمل علم “إسرائيل” مرت أمام الحوثيين في البحر الأحمر من دون ان ينتبه اليها « المقاومون»، في حين يجري استهداف السفن على شبهة الذهاب الى موانئ إسرائيلية وتحمل اعلام دول أخرى. لكن هذه السفينة عبرت ايضاً من قناة السويس في مصر فثارت الاعتراضات، ومصر أولاً واخراً لم تعلن أي قرار بشأن نيتها اعتراض عبور سفن إسرائيلية أو سواها، لأنها مرتبطة بمعاهدة سلام، تراها حافظة للحقوق المصرية وينظر اليها بعض العرب والمصريين على انها معاهدة مذلة كبّلت مصر بقيود وحولتها من الدور القيادي للعرب الى زاوية ضيقة وسط غرق بمشاكلها الاقتصادية مع الهبوط المستمر لقيمة عملتها أمام الدولار.
هنا أصف الصورة ولا أذهب مدافعاً عن دولة كبيرة بحجم مصر لها ما تملكه لتوضيح مواقفها لكن بدت مرتبكة في ردودها الرسمية المخجلة.
في الجانب الآخر هناك محور المقاومة الذي تتزعمه ايران تحت شعار تحرير المسجد الأقصى، وهو شعار مَن لا شعار له اليوم في سوق السياسة والنفوذ في الشرق الأوسط، إذ وجدنا ايران تعلن انّ الرد العسكري على إسرائيل جراء ضرباتها الأخيرة يمكن ان يكون مرونة فيه اذا توقّف القتال في قطاع غزة، وسبق أن قالوا انّ حزب الله اللبناني ذراع المحور الإيراني المتقدمة سوف يوقف هجماته اذا توقفت حرب غزة، فالمسألة اذن، عمليات عسكرية خرجت عن السيطرة وتبحث عن مبررات للتوقف تحفظ ماء الوجه ، فلا احد يأتي في كلامه عن موجبات إيقاف الحرب على “المسجد الأقصى» الذي كان اكبر عناوين هذه الحرب التي دفع قطاع غزة ثمنا باهظا لها اكثر من احد عشر شهراً، ولم يبقَ فيه حجر على حجر وسط عشرات الالاف من الشهداء قبل ان يبدأ دور هجوم “المساندة” من جبهة حزب الله بشكل صاروخي مكثف في الثالث والعشرين من أيلول.
في الاعلام الموجّه، يجري تكبير الأخطاء وتصغيرها بحسب تطورات المفاوضات والاتصالات الجارية تحت الطاولات وفي الكواليس، وما يجري اليوم من اثارة لقضية السفينة كاثرين، وقد مرّت قبلها عشرات السفن الإسرائيلية في الأشهر الماضية من دون ضجة، يؤكد ان هناك تغيرات تحت الطاولات لها انعكاسات في حملات إعلامية هنا وهناك، فيما الحرب تدخل اخطر مراحلها.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية