مــــيــســي بين مدرجات البرلمان
عباس الجبوري
بين الشطارة ..ومهارة اللاعب..ومرونة الاداء..وارهاق المنافسين .. وطول الاشواط الاضافية ..استطاع (ميسي ) ان يراوغ الوسط لتسقط امامه الدفاعات المنهكة ..فيسجل الهدف (القاتل ) الذي ألهب الجماهير .. لينهي الماراثون وينجز المهمة ..ليعتلي المشهداني منصة التتويج ..الذي تتذكره من قبل.. وتذكر حكاياه الشعبية .. واحياناً (الخارجة عن النص) بأريحية بغدادي في مقهى قديم.. وأحياناً يمازح بها الاخرين بوصفها (مشي على الترابي) الذي يثير غبار الايام..
١-الجميع ربح في بطولة فوز المشهداني..ولكن هناك من ركز على (الحلبوسي) الذي كانت فرحته طافحة ..وربما لها اسبابها المختلفة عن فرحة الاخرين..
٢- الحلبوسي ..فاز حين أبعد كل ( منافس) يريد السباق على رمال الانبار المتموجة..
٣-هناك من يعتقد ان الحلبوسي كسب البطولة حين اصبح خليفته (درويش) مشغول بتسبيحاته وتهجداته.. وقصائده العربية والوطنية ..وذكرياته الجميلة..
٤-لم يتمكن مجلس النواب من انتخاب (البديل) و(المتفق عليه) في الجولة الاولى من المنافسة… وقبل بداية الشوط الثاني وصل (الحلبوسي) لينظم الى (العامري )لتتم عملية (التنشيط) والشحن الخاص والعام ليندفع الجميع بتسابق واضح لصناعة الفوز .. ويبدو ان الكثير كان ينتظر الحلبوسي ليمنح بطاقة المرور للمشهداني..
٥-استطاع العمل الجماعي للكتل السياسية ان ينجز المهمة .. وهذا درس في السياسة .يدعو (لعدم الاستغناء او تجاهل) الاخرين في المهمات الكبيرة والمشتركة … وان كان مطلوباً في كل الاوقات..
طروحات وطنية
٦-بدأ الجو السياسي يتعافى من (الاعراض الجانبية الطائفية) ليقترب (عبر هذا المخاض الطويل) من (الطروحات الوطنية) التي يتباهى بها الجميع ..
٧-نظرية (الكل القائد) تبلورت لوحة سياسية نادرة تستحق ( التعليق) على جدران الاحزاب والكتل السياسية وكليات العلوم السياسية..كأضافة وطنية الى جانب النشيد الوطني الذي يقف له الجميع ..احتراماً وتواضعاً ..بعد ان تراجعت نظريات الفرد الوحيد.. والزعيم الاوحد..والرمز والضرورة..كنتيجة طبيعية للتزاحم والتنافس وحجم القدرات والمواهب وتداخل الخاص والعام والمحلي والبعيد في تشابك مذهل ومرهق ..محسوب وغير محسوب
٨-(لا أحد يحب الجلوس في المقاعد الخلفية) ..هذا درس آخر من دروس المخاض الطويل قبل انتخاب المشهداني..وهنا يتجلى (الانصاف) رائعاً ومناسباً للجميع.. بعد أن آمنوا بالاولى.. ولابد من فسح المجال لجلوس الاخرين (ولو) ضايقوكم ببعض التفاصيل ..لان من لايجد مكاناً هنا سيذهب الى مدرجات الجمهور ليهتف بسقوط (ال….)
٩-كان فصلاً طويلاً ..تم فيه بذل وصرف أكوام من الكلام والحماس.. والكهرباء والاثارة والمكياج والتجريد والهمس والتغريد والولائم والحماقة واللباقة.. وكلها جديرة بالتأمل .. وكلنا جديرون بالمراجعة..لان القصة كلها تدور في باحة الرأي والنظر والاحتمال ..وكلها ميادين رحيبة ..يمكن امطارها بغيث المحبة..وتعطيرها بمسك الايثار…انها حكاية للنبلاء …تمس الواقع ولاتبتعد عن الجمال ..