ماكرون يقر بمقتل المجاهد إبن مهيدي على يد القوات الفرنسية
باريس - سعد المسعودي
أعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن القيادي في جبهة التحرير الوطني الجزائرية العربي بن مهيدي، قتله عسكريون فرنسيون تحت قيادة الجنرال بول أوساريس، ويأتي اعتراف ماكرون في وقت يخيم توتر شديد على العلاقة بين فرنسا والجزائر، ولا سيما بعد زيارة قام بها ماكرون للمغرب. وقال بيان أصدره قصر الإليزيه أمس ان (الاعتراف بعملية القتل، يثبت أن العمل على الحقيقة التاريخية الذي باشره ماكرون مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون سيتواصل)، مشيرا إلى أن (هدف ماكرون هو التوصل إلى تشكيل ذاكرة هادئة ومتقاسمة بين البلدين).
وأعلنت باريس في نهاية تموز الماضي، دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية المتنازع عليها، في حين تدعم الجزائر جبهة البوليساريو المطالبة باستقلال هذه المنطقة عن المغرب. وابن مهيدي، هو أحد قادة جبهة التحرير الوطني الستة الذين أطلقوا ثورة الأول من تشرين الثاني 1954. وكان يلقب بقاهر جنرالات فرنسا كما لقب بحكيم الثورة الجزائرية. وهو الذي قاد مع رفاقه الثورة الجزائرية على مسار التحرير وكان من أهم من وضعوا استراتيجيات لمسار الثورة. ولد عام 1923 في إحدى قرى مدينة عين مليلة شرق الجزائر، ولم يمض وقت طويل حين بدأ ابن مهيدي برفض التمييز والعنصرية التي كانت تمارس على الطلاب العرب في المدارس الفرنسية وحرمانهم من تعلم اللغة العربية وفي العام 1941، انضم إلى الكشافة الإسلامية التي اكتسبت فيما بعد شعبية كبيرة بين الجزائريين، والتحق بأول مدرسة للتربية والتعليم في الجزائر، كما كان من أوائل الجزائريين الذين نشطوا في مجال المسرح في ظل الاستعمار الفرنسي للجزائر، وشكل فرقة مسرحية وقدم اعمالا مسرحية وطنية تنقل بها بين القرى والارياف والمدن الجزائرية. وفي عام 1944 انضم ابن مهيدي إلى حركة البيان والحرية ببسكرة، وشارك في تظاهرات عام 1945 بعد المجازر ضد السكان حين قتل 45 ألف جزائري، متقدماً الصفوف ورافعاً العلم الجزائري إلى ان اعتقلته الشرطة بصفته أحد أعضاء قسم بسكرة، وواحدا من أبرز مناضلي حركة أحباب البيان والحرية، كما انضم إلى حركة انتصار الحريات وكان عضواً فعالاً في جماعة 22 التاريخية التي ضمت كبار قادة الثورة، وسار على مبدأ جملته الشهيرة (ألقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب).
وفي عام 1957، تمكن الفرنسيون من اعتقال ابن مهيدي، وخضع للتحقيق على أيدي كبار جنرالات الجيش الفرنسي للحصول على معلومات عن الثورة وعن زملائه فيها، لكنه لم يبح بأي معلومة عن الثورة والثوار ورفض خيانة رفاقه.
وقدم الجنرال الفرنسي بول أوسارس في عام 2001،اعترافات لصحيفة لوموند قائلا خلالها بأنه (هو من قتل ابن مهيدي شنقا بيده).