من المواعظ الشعرية
حسين الصدر
-1-
يعمد الكثير من العلماء والمصلحين والوعّاظ الصادقين الى إزجاء نصائحهم عبر القوافي يحملهم على ذلك إدراكهم
انّ للشعر تأثيره القويّ الذي تهتز له أوتار القلوب .
-2-
ومحمد بن عبد الله المري المعروف بابن أبي زمنين وُصِفَ بانّه (متفنن في الأدب والشعر) وله ( شعر رائق ، مع زهد ونسك ،وصدق لهجة واقبال على الطاعة ومجانبة للسلطان «
ت 399 هـ
قال مذكرا اللاهين والغارقين الى الأذقان في مشاويرهم الدنيوية بعيداً عن استذكار الآخرة ومتطلباتها :
الموتُ في كُلّ حينٍ ينشرُ الكَفَنَا
ونحنُ في غَفْلَةٍ عمّا يُراد بِنا
لا تطمئن الى الدنيا وزخرفها
وإنْ تَوَشَحْتَ مِنْ أثوابِها الحَسَنا
أين الأحبة والجيران ، ما فعلوا
أين الذين هُمُ كانوا لنا سكنا
سَقاهُمُ الدهرُ كأسا غيرَ صافيةٍ
فصيَّرتهم لأطباق الثرى رَهَنا
ولقد أوجز في رباعيته الكلام وايقظ النيام وذكّر بحقائق الأيام .
-3 –
ونحن نحتاج الى مثل هذه المواعظ لنقرع بها قلوبنا القاسية، ونبدأ بالاستعداد لحمل الزاد ليوم المعاد، فالموت هو أكبر الوّعاظ ولا ندري متى يباغتنا وينهي امكانية العمل المطلوب للنجاة من النار ؟
نساله تعالى السداد والتوفيق للتزود بالطاعات والحسنات وأنْ يتولانا بالرضوان والغفران فانّه ارحم الراحمين .
Husseinalsadr2011@yahoo.com