قراءة في كتاب.. إضاءات في اروقة السياسة العراقية والتركمانية
فريد حسن
في مكتبة (التفسير) في مدينة اربيل بالقرب من مركز السلطان مظفرالدين الاجتماعي والثقافي وحيث المنارة المظفرية وهي تقف شامخة تحكي تاريخا مشرقا لاربيل التي هي اليوم عاصمة اقليم كردستان فقد تجمع الادباء واهل العلم والمهتمين في صالة المكتبة التي تعد الاولى على مستوى الشرق الاوسط ليحضروا ولادة كتاب سياسي بحت يحكي شؤون التركمان ويحاكي تاريخهم وتطلعاتهم وكانت المناسبة لتوقيع الكتاب من قبل مؤلفه ( كنعان شاكر عزيز أغالي) الشخصية والمفكر التركماني والقائد السياسي وصاحب الحضوة لتأليف قلوب التركمان وجمعهم على اجماع الكلمة والموقف .
الكتاب وثنايا المعارضة
يعد كتاب اضاءات في اروقة السياسة العراقية والتركمانية لمؤلفه ( كنعان شاكر عزيز أغالي ) رئيس حركة التركمان المستقلين وهو احد ابرز القادة التركمان الذي كان ولم يزل له دوره في وحدة الصف التركماني وكان له حضوره المحلي والاقليمي والدولي وحضوره مؤتمرات المعارضة العراقية منذ عام 1999وهو رجل مطلع على تفاصيل عمل المعارضة وثناياها الى الوصول الى احتلال العراق واقامة سلطة الحاكم المدني بول بريمر واسسه الخاطئة والتي انتجت وحسب رأي الكاتب حكومات فاشلة ووفق مباديء التوافق والمحاصصة القومية والمذهبية والتي بمجملها هيأت الارضية لاشاعة الفساد والفوضى والقتل والدمار والتهجير وانعدام الخدمات .
ويؤكد الكاتب ان للتركمان حقوقا كما لسائر القوميات وعليه فقد ناضلوا من اجل استحقاقهم .
الكتاب .. وثيقة معززة بالادلة
يعد الكتاب وثيقة معززة بالصور والادلة والقرائن ويسبر اغوار ثلاثين عاما من الصراعات وتداعياتها والاجندات المحلية والاقليمية والدولية التي القت بظلالها على عمل الاحزاب والكتل السياسية وكانت نتيجتها ان دفع الشعب العراقي ضريبتها فساد الفوضى وانتشر الفساد .
(في الغابة صمدنا )
ويؤكد الكاتب بان العراق اصبح غابة ويقول رغم ذلك صمدنا وتمسكنا نحن التركمان بثوابتنا القومية والوطنية وتمثيلنا لشعبنا التركماني خير تمثيل داخل العراق وفي المحافل الدولية وعملنا من اجل نيل حقوقنا وقد تم اعتبار السابع من تشرين الاول من كل عام عيدا قوميا لتركمان العراق حيث تم انعقاد المؤتمر التركماني الاول لغرض توحيد العمل والخطاب السياسي التركماني ولايجاد المرجعية لعمل الاحزاب والتنظيمات التركمانية التي ولدتها الحاجة لتشكيل ائتلاف جامع تحت خيمة واحدة وعلى ضوء ذلك فقد تم الاعلان عن تأسيس الجبهة التركمانية العراقية في الرابع والعشرين من نيسان من عام 1995 وبعد سنتين تولدت قناعة لعقد مؤتمر عام للشعب التركماني والجبهة التركمانية لاضفاء الشرعية لمؤسسات الجبهة بانتخاب مجلس الشورى التركماني والذي بدوره يعمل على انتخاب سكرتارية المجلس ورئيس الجبهة واعضاء المجلس التنفيذي واعضاء هيئة المتابعة ولجنة الانضباط .
موقف عراقي
ويقول المؤلف : كانت هنالك اصوات تنادي بعقد المؤتمر في انقرة ولكن الغلبة كانت للاصوات التي نادت بعقد المؤتمر في اربيل وفي الحادي والثلاثين من تموز عام 1997 كانت للحركة التصحيحية لحركة التركمان المستقلين دورها وفاعليتها في عقد المؤتمر في اربيل وبمشاركة (350) مندوبا يمثلون حركة التركمان المستقلين والحزب الوطني التركماني وحزب تركمن إلي ونادي الإخاء التركماني وشخصيات سياسية تركمانية من تركيا ودول المهجر .
وتم في المؤتمر الذي حضره ضيوف وممثلو الاحزاب الكردية والعربية والاسلامية والاشورية اقرار النظام الداخلي وانتخاب اعضاء مجلس الشورى التركماني وعددهم (35) بواقع ستة اعضاء لكل حزب وانتخب ( وداد ارسلان) رئيسا للجبهة التركمانية فيما تألف المجلس التنفيذي من ( كنعان شاكر عزيز أغالي ورياض صاري كهيه ومصطفى كمال يايجلي ) وهيئة المتابعة والانضباط.
ويذكر المؤلف بان المؤتمرات توالت فكان المؤتمر الثاني في اربيل والثالث والرابع والخامس في كركوك .
ويضم الكتاب الذي يحوي على (352) صفحة من القطع الكبير على تاريخ تأسيس حركة التركمان المستقلين وانتشارع فروعها في اربيل وكركوك وكفري ونينوى في العياضية وتلعفر وناحية الشمال .
إنّا لجانحون للسلم
فيما يضم الكتاب وثائق غاية في الاهمية وصورا لنشاطات الجبهة التركمانية وحركة التركمان المستقلين واللقاءات السياسية مع الاطراف السياسية في الاقليم اضافة الى لقاءات مع سفراء والقنصليات المتواجدة في اقليم كردستان وكل ذلك لايصال صوت التركمان واستحقاقاتهم الدستورية ومنحهم حقوقهم المشروعة مشيرا الى ان التركمان وعبر العصور والازمان انما هم يجنحون الى السلام والحوار وقبول الاخر ونشر العدالة والمساواة والأمان منذ حكمهم للعراق من خلال الدول والإمارات التي اسسوها ولازالوا عنصرا للتوازن ضمن النسيج العراقي .