لا للمتقعرين
حسين الصدر
-1-
قال المبرد :
قال رجل لهشام بن عمرو الفوطي كم تعد ؟
قال :
من واحد الى اكثر من الف
قال :
لم أردْ هذا ،
كم لك من السن ؟
قال :
أثنان وثلاثون سنا
قال :
لم أرد هذا ،
كم لك من السنين ؟
قال :
السنين كلها لله
قال :
فما سنُّك ؟
قال :
عظم
قال :
فابن كم أنت ؟
قال :
أبن وأم
فكم أتى عليك ؟
قال :
لو أتى عليّ شيء لقتلني
قال :
فكيف أقول ؟
قال :
قل كم مضى من عمرك .
-2-
انّ السؤال لم يكن عويصاً ومن غير المحتمل، أنْ يكون هشام الفوطي قد خانه الفهم ولم يعلم ما هو المقصود بالسؤال، ولكنه أراد أنْ يُظهر للسائل براعته في الإحاطة بمعاني الألفاظ ..!!
-3 –
انّ تطويل المسافة للجواب عن سؤال واضح مسلك مذموم .
ان الترسل والانبساط والاعراض عن كل الوان التقصير والتقعر هو المطلوب منا جميعا .
-4-
نحن في زمن السرعة ، والمتشبهون بالفوطي من المتقعرين لم تعد لهم فرص تمكنهم مما يريدون، فالأولى لهم أنْ لا يحيدوا عن الوضوح والبساطة في الأخذ والردّ والاّ فليس لهم الاّ التعب والعناء .