كاميران رؤوف يؤمن أن الثقافة عماد الشعوب
معظم عروض راسم الإخراجية تتّسم بالواقعية الخيالية
السليمانية- باسل الخطيب
يؤمن بأن الثقافة هي عماد الشعوب، ويجد سعادته بالفن، وألف العديد من الأعمال الفنية، وأخرج ومثل في غيرها من الأعمال المتميزة التي حظيت بإعجاب الجمهور والنقاد، وشكل حلقة وصل بين المسرحين الكردي والعراقي، وتتسم معظــــم عروضــــــــــــــــه الإخراجيــــــــــة بالواقعيـــــــــــة الخيالية.. إنـه المؤلف والمخــرج والممثـــــل كاميران رؤوف. يقول رؤوف، إن الحركة الفنية الكردية كانت «تركز قبل 1961 على مناصرة الحركة التحررية حيث كانت النصوص متجانسة مع العمل الثوري وداعمة للبيشمركة ومركزة على الخطاب الحماسي»، ويستدرك لكنها «أهملت الجانب الجمالي من ديكور وملابس وإضاءة ربما بسبب ضعف الإمكانيات ومع ذلك كانت قاعات العرض تغص بالمشاهدين».
ويضيف أن الإقبال الجماهيري على العروض المسرحية «تراجع بعد الانتفاضة لأسباب مختلفة منها تغيير الظروف وإهمال الجانب الجمالي الذي يشكل بذرة يحتاجها الإنسان»، ويعرب عن أسفه لأن دخول الشركات والتجار والمقاولين مضمار الفن «دمر الحركة الفنية الكردستانية نتيجة التركيز على الربح المادي ودعم الأعمال الهزيلة التي تسيء للذوق العام وتـــــــــؤدي لتسطيح الوعــــي برغم أن ذلك تم بدعم الجهات الرسمية المعنية»! ويرى رؤوف، أن كردستان «تفتقر للكتاب المسرحيين أصحاب الأفق الواسع على العكس مما هو موجود في العالم حيث النصوص التي تتميز بمداها الواسع الذي يتيح استنتاج العديد من الصور الجمالية والفكرية»، ويدلل على ذلك بأن النصوص الشكسبيرية مثلاً «يمكن تنفيذها بأساليب متعددة على العكس من أعمالنا المحلية المحدودة وكأن هنالك طوقاً حول كلماتها وأفكارها»، بحسب رأيه.
اعمال مسرحية
لكنه يعترف بأن هنالك «العديد من الأعمال المسرحية الكردستانية الجيدة لاسيما في السليمانية»، ويتابع لكن المشكلة أن المسرحيين «لا يحصلون على التمويل اللازم لأعمالهم إلا بشق الأنفس بسبب عدم الاهتمام الرسمي».
ويواصل بحسرة «تصور أن مسرحية ماكبث وساحرات الملك لير التي قدمتها خلال الدورة السادسة لمهرجان المسرح العراقي الذي شاركت فيه 18 دولة عربية وأجنبية عام 2023 حصلت على أربع جوائز منها أفضل عمل مسرحي متكامل وأفضل ممثل (كاميران رؤوف) وأفضل ممثلة (هيرو جواد) برغم كونها باللغة الكردية»، ويتابع برغم أن المسرحية التي كانت من إنتاج وزارة الثقافة الكردستانية «رشحت من قبل دائرة السينما والمسرح في بغداد للمشاركة في مهرجان قرطاج التونسي إلا أن ذلك تعذر بسبب عدم وجود التمويل».
ويؤكد رؤوف، على ضرورة «الإيمان بأن الثقافة هي عماد أي شعب أو أمة وأن المسرح من الضروريات لتعليم المجتمع وتثقيفه والارتقاء بوعيه»، ويعد أن ذلك «يتطلب من الجهات المعنية الاهتمام أكثر بالثقافة الكردية ودعم الفنانين والأدباء».
وبشأن جديده، يقول الفنان الرائد، إنه يعكف حالياً على «تأليف مسلسل تلفزيوني عنوانه بيت الإخوة من 15 حلقة يتناول الحياة اليومية لأسرة كردية كل فرد من أبنائها يمثل شريحة اجتماعية وتأليف سهرة تلفزيونية كوميدية بعنوان أحلام جميلة تتناول شخص لديه عقدة من النساء يحلم كل ليلة بإمكانية تغيير عادات المجتمع»، وعن أعماله الأخرى، يذكر أنه ينوي «إخراج مسرحية دائرة الطباشير القوقازية للكاتب برتولت بريشت إذا ما توافر الدعم المناسب».
□ يذكر أن كاميران رؤوف قره داغي خريج قسم السينما بمعهد الفنون الجميلة بغداد عام 1976-1977 وقسم السينما بأكاديمية الفنون الجميلة عام 1982-1983، كما درس المونتاج السينمائي في مؤسسة (نيو لاند ميديا) الهولندية عام 2005، وقدم العديد من العروض المسرحية هناك.و عمل مع عمالقة المسرح العراقي كإبراهيم جلال، عوني كرومي، قاسم محمد، عبد المرسل الزيدي ومحسن العزاوي.. ومثل في العديد من الأعمال كمسرحية ماكبث، الخال فانيا، كورولان، جيفارا، المصيدة وبين المالك والمملوك ضاع التارك والمتروك وغيرها، وفي فلم المنفذون إخراج عبد الهادي الراوي.
و قدم للمسرح الكردي مسرحيات مهمة وناجحة، منها رحلة حسن، الملك لير، أغنية التم والمستنقع، وأن معظم عروضه تتسم باعتماد نهج المخرج المسرحي الروسي فاختانكوف (1883 -1916) الإخراجية المعروفة بالواقعية الخيالية (إيجـاد الانسـجام بيـن الشـكل والمضمـون ووسـائل التعبيـر لمنح العرض حياة أخرى على الخشـبة).