فاتح عبد السلام
المفروض انّ تكون زيارة وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن الى الشرق الأوسط نوعية في هذه المرة الحادية عشرة، كون ان حربا جديدة وكبيرة في لبنان انضافت الى حرب قطاع غزة، لكن الرجل عاد الى واشنطن من دون ان تظهر علامات انفراج حقيقية في غزة او لبنان.
المسؤول الأمريكي بدا مهتما بوقف حرب غزة التي طالت كثيرا ، وانّ اهتمامه الأكبر انصب على اليوم التالي بعد انتهاء تلك الحرب ، فيما ان وضع لبنان من حيث المخاض السياسي او الحربي في الجبهات لم يرتق الى مستوى ؛ الاستنفار الدولي لوضع حد لحرب تتسارع كلفتها المادية والبشرية والمعنوية بالساعات وليس بالأيام، ويبدو انّ شهرا من حرب لبنان لا يعد رقما كبيرا أمام اكثر من سنة من حرب قطاع غزة وما فعلته من أمواج عاتية في الأوضاع السياسية الدولية.
فرز الملفات يظهر جلياً من خلال الاهتمام الفرنسي الكبير بالوضع اللبناني، غير ان العقبات التي تتمحور حول التوافق لتطبيق قرار مجلس الامن المرقم 1701 ستضع الولايات المتحدة في واجهة الحدث اللبناني، فواشنطن الداعم الأكبر لإسرائيل التي ظهرت بصورة عدم الرضا على القرار الدولي وتطالب بتفسير عملي لتطبيقه من خلال الوضع في الميدان بعد اندلاه الحرب على سعتها في بيروت وجنوب لبنان.
كأنّ الكلام الامريكي مؤجل لما بعد ان تتم الضربات الإسرائيلية الانتقامية على ايران، كما انّ السبب الآخر والكبير هو دخول الوضع الأمريكي كله في ربع الساعة الأخير من السباق الانتخابي الرئاسي.
كل يوم من عمر الحرب يضيف عبئاً على الشعوب الواقعة تحت النيران والهائمة على وجوهها أمام كارثة النزوح والتدمير والمستقبل المجهول.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية