الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المحامي فاضل معلة ودوره السياسي في العراق

بواسطة azzaman

المحامي فاضل معلة ودوره السياسي في العراق

شخصية سياسية تنتظر دراسة أكاديمية معمّقة

 

أحمد عبد المجيد

طيلة عقود من الزمن، فقدنا كماً هائلاً من الوثائق والمعلومات الشخصية لرجالات العهود السابقة، نتيجة الاهمال واللامبالاة، ومن النادر ان نجد لدى العوائل اهتماماً جديراً بالاشادة ازاء الشخصيات البارزة التي تنتمي الى تلك العوائل، أما بسبب الظروف التي تعقب التحولات السياسية والتبديلات في الحكومات، وسط شعور بتفادي المساءلة أو الخشية من كشف الوقائع، وأما نتيجة الكسل ومغادرة الديار والمكوث في المنفى.

لكن الدكتور حسنين معلة خرج عن هذا السياق، وحرص على ترجمة أحوال وسيرة والده السياسي المعروف المحامي فاضل عباس معلة، أحد مؤسسي حزب الاستقلال في العهد الملكي عام 1946، الذي ترك بصمة في تاريخ العراق، ومثل دوراً محورياً في تاريخ مدينة النجف، حيث عاش وانتسب الى أسرة آل معلة. ويذهب المؤرخون الى ان هذه الجماعة العربية، هي التي ارشدت الخليفة العباسي هارون الرشيد الى قبر الامام علي بن ابي طالب، ابان مرور الرشيد بطريق الحج مع زوجته الى مكة المكرمة، حيث أمرت بحفر آبار للحجيج، فيما اوعز هو بضرب قبة بيضاء فوق القبر الشريف.

واعتمد معلة الأبن، على أحد المعنيين، في كتابة سيرة والده، فصدر مؤخراً، من مجمل الأوراق المتواضعة التي جمعها كتاب بعنوان (المحامي فاضل معلة ودوره السياسي في العراق 1920-1979)، وقد وصفه بأنه أحد رجالات العهد الملكي، فيما الأصح القول انه احد رجالات العراق، متخطياً طبيعة النظم السياسية وألوانها، وقد انصرف جهد الباحث بين معلومات تاريخية عن العائلة، مستلة من مصادر تتعلق، بأصل معلة وحياتهم في مدينة النجف وأبرز شخصيات الأسرة، ولاسيما تلك التي خدمت الروضة الحيدرية كجعفر علي معلة وولداه صادق وهادي وغيرهم، الذين شغلوا وظائف اخرى في الروضة. ومن جميل ما أمدنا به، ان المحامي فاضل معلة، الشخصية السياسية المرموقة الى جانب الزعيم القومي مهدي كبة وفائق السامرائي وابراهيم الرواي وخليل كنة، كتب الشعر وقرأ منه في المجالس الأدبية ونشره في الصحف المحلية.

نتاج شعري

وكان من المهم ان يمد الكتاب، القارئ ببعض نتاجه الشعري الذي لاشك انه مفعم بالقضايا الاجتماعية والهموم الوطنية، التي تتطابق مع نزوعه السياسي ومنبته الثقافي الذي قاده الى مجلس النواب للمدة 1954-1958، عن لواء الديوانية. والواضح في هذا السياق ان دوره السياسي توقف بعد ثورة 14 تموز 1958 ،واضطر الى الاكتفاء بالانتماء الى جمعية الرابطة الادبية العلمية في النجف، لحين وفاته عام 1979. وكان طبيعياً ان يستعين المؤلف بذوي القربى واصدقاء ومعارف المحامي فاضل معلة، لكن المؤسف ان ما قدموه اليه، لا يعدو ان يكون أوراقاً شحيحة تخلو من معلومات ذات قيمة تاريخية أو دلالية معرفية، فاضطر الى تكرار ما سبق ان تداوله في صفحات سابقة، عن مزاولة فاضل معلة، مهنة المحاماة في النجف واسماء بعض اصدقائه ومزامليه، ولعل أفضل ما قيل في هذا المجال خمس صفحات انتزعت من مذكرات الدكتور نزار باقر الحسني، برغم انها تنطوي على رؤية شخصية لصاحب المذكرات.

أما العنوان الاكبر للكتاب، المقصود بالدور السياسي، فجاء سطحياً لا يتجاوز صفحات قليلة جداً واقتصرت على دوره في مجلس النواب وظروف عمله السياسي ودوافعه، ما يعني ان القسم الاكبر من معلومات هذا الدور ظلت حبيسة الارشيف وخزانة الوثائق أو بطون المصادر، ما يدعونا الى مطالبة طلبة الدراسات العليا بتناول شخصية المحامي فاضل معلة واخضاع مسيرته السياسية وادائه البرلماني الى الدراسة المعمقة. وأظن ان متطلبات الحصول على الوثائق والمؤشرات والبيانات، مازالت فرص الحصول عليها قائمة بوجود نجله الدكتور حسنين معلة.

ان الكتاب رحلة سريعة في حياة شخصية عراقية قدمت أفضل ما لديها الى الوطن وحققت في مسيرتها ما يحتاجه المجتمع العراقي  في حاضره ومستقبله، وعملياً اذا راجعنا ملحق الصور الذي يشغل المساحة الاكبر من الكتاب (يبدأ من ص71 حتى نهاية الكتاب)، سنقف على اسماء وعناوين ومهن مرموقة لاسرته من الابناء والاحفاد والاسباط، تابعت الدراسة والاجتهاد والمثابرة حتى تكمل البداية التي انطلقت منها ارادة المحامي فاضل معلة وعقيلته الحقوقية نزهت باقر الحسني. انهما مثال لأسرة رفدت الطب والهندسة والعلوم بطاقات مهمة، وافادت الناس بتقديم الخدمات اللازمة لهم بهدف الحصول على حياة كريمة يتمنونها. فاليها فضل الغرس الصالح واليهم فضل الممارسة المهنية النقية والواعدة.

 

 


مشاهدات 344
أضيف 2024/10/25 - 3:23 PM
آخر تحديث 2024/10/28 - 11:39 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 249 الشهر 11872 الكلي 10041595
الوقت الآن
الإثنين 2024/10/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير