إقليم كردستان والعرس الديمقراطي
فريد حسن
تسارعت الخطوات واقبلت الجماهير لتحسم امرا بالغ الاهمية وهي تتطلع الى مستقبل اكثر اشراقا حيث تزاحموا على صناديق الاقتراع ليدلوا باصواتهم في عرس انتخابي ديمقراطي بعيدا عن الضغوطات وباشراف كامل وتام من قبل المفوضية العليا للانتخابات في العراق وبحضور مراقبين دوليين ومحليين ومؤسسات معنية بالانتخابات وكان الاقبال على اشده مع بداية الساعات الأُول من العشرين من شهر تشرين الاول الجاري الذي يبقى يوما معلما وتاريخا يسجل باحرف من نور لانه اليوم الذي وضع الاقليم على السكة السليمة بعدما شهدت الانتخابات التأجيل لاسباب شتى محلية ودولية .
ان الاحزاب العاملة في الساحة السياسية للاقليم بدات ومنذ فترة ليست بالقصيرة في ترتيب اوراقها واوضاعها لمواجهة جمهورها بوجه ناصع وكما هو معلوم فان كل حزب بما لديهم فرحون ولكن فرحة عامة الناس تتجلى في ان تكون هذه الاحزاب المتنافسة موضع ثقة الناس فيما بعد الانتخابات وان لا تنسى وعودها وان تنفذ برامجها على كافة الاصعدة بحذافيرها ( فوعد الحر دين ) ومن يتخلى عن جمهوره ويضرب وعوده الحائط كما يقال فلينتظر القادم من الايام بل الانتخابات المقبلة كي يرى نفسه وحيدا فاقدا للشرعية وايلاً للسقوط الابدي ان مباديء الاحزاب ولوائح الانتخابات والوعود انما تعبير عن الاصالة ومن يخالف وعده فلا ينتظر الدعم من الناس .
في الانظمة الديمقراطية ليست العبرة في جمع الاصوات بل في ما تقدمه الاحزاب والكتل وما يقدمه حتى الافراد من برنامج يخدم الناس لان الانتخابات بوجهها ووجهتها الديمقراطية انما اساسها الشعب فالاساليب تتعدد لكن المهم الغاية وتحقيق امال الشعب في حياة كريمة وتوفير الخدمات وكذلك وضع جدول لتنظيم انسيابية للخريجين وتعيينهم بديلا عن مواقع المتقاعدين او تنظيم قانون يؤمن للخريجين ممارسة العمل في القطاع الخاص شريطة ان تكفل لهم مؤسسات الدولة ما يعينهم على ذلك ومن ذلك منحهم القروض المالية لتنفيذ برامجهم وكذلك عدم السماح لبناء العمارات السكنية التي شهدتها المحافظات ومع ذلك فان اعداد المأجرين في تزايد بل على هيئة الاستثمار ان تنظم عملها بان تسمح فقط ببناء المعامل والمصانع وفي كل المجالات وذلك للانتاج المحلي فوالله عار على الدولة وبخاصة مثل العراق صاحب الحضارة والعلم والثقافة ان تستورد المواد من خارج البلد ان بناء المعامل والمصانع ستعمل على استثمار الطاقات وتشغيل الايدي العاملة وتحمل الشاب مسؤوليته وتأمين حياته ومستقبله اضافة الى ان الشباب العاطل وحسب احصاءات وزارة التخطيط قد اجتاز الخط الاحمر ولهذا فان نسبة الجرائم في تزايد ونسبة المتعاطين للمسكرات والحبوب واصناف من المخدرات في ازدياد لان الشباب يشعرون بفراغ كما ان العوز يدفعهم الى ارتكاب الجرائم .
ان الانتخابات كل اربع سنوات وفي كل دول العالم تعبر عن الحاجة الى التغيير لان الحياة في تغيير ولابد للبرلمان القادم ان يضع برنامجا لا حشوا فيه بل افعال مقترنة بالعطاء وديمومة حياة المواطن باسعد حالاته ولابد ان تكون التشريعات متوافقة مع مطالب الناس وحين يتحقق ذلك فان البرلمان يكتسب صفة الخادم للشعب وليست سلطة مفروضة وعائقة للتطور وان البرامج والاصلاحات والقرارات غير المؤطرة بسياقات حزبية هي التي تعبر عن مطلب الجماهير .
كان عرسا وساعات اجمل قد قضاها الناس وهم يدلون باصواتهم لمن يستحق عن جدارة وعلى المستحق ان يكون عند حسن استحقاق الناس والمصوتين له .
من عمل منكم عملا فليتقنه
من عمل منكم عملا صالحا
من عمل مثقال ذرة خيرا يره