الداخلية توضّح إجراءاتها والشيوعي يدعو لإنقاذ ذي قار من أزماتها

إصابات خلال تفريق إحتجاجات الناصرية بعد إعتقال ناشطي تشرين

الناصرية - الزمان

فرقت القوات الأمنية التظاهرة التي انطلقت في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية، تعبيراً عن الغضب إزاء حملات اعتقال تستهدف ناشطي تظاهرات تشرين. وقال شهود عيان أمس إن (القوات الامنية اقتحمت ساحة الحبوبي بواسطة القنابل الدخانية، حيث سقط جريحا واحدا بصفوف المتظاهرين أثناء عملية تفريقهم كحصيلة أولية). فيما نظم الناشطون في بغداد، وقفة تضامنية مع تظاهرات ساحة الحبوبي في الناصرية، وذلك احتجاجًا على الاعتقالات التي طالت ناشطي احتجاجات تشرين). وتأتي هذه التحركات في إطار تصاعد الغضب الشعبي على خلفية اعتقال عدد من النشطاء بتهم وصفها المحتجون بـ(الكيدية)، ما يعيد للأذهان أجواء احتجاجات تشرين 2019. واكد ناشطو ذي قار في وقت سابق، إن (هذه الاعتقالات تهدف إلى قمع الحريات وإسكات الأصوات المنادية بالإصلاح).

 في وقت، أكدت وزارة الداخلية العراقية، توفير الحماية للمتظاهرين في محافظة ذي قار جنوبي البلاد. وقال المتحدث باسم الداخلية وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري خلال مؤتمر مشترك في مقر قيادة شرطة ذي قار أمس أنه (سيتم توفير الحماية اللازمة لجميع المتظاهرين، لكن هناك بعض الأساليب المرفوضة والتي لن تُسمح بها إطلاقًا)، مؤكداً إن (المحافظات تشهد ازدهارًا أمنيًا وتقدمًا، بما في ذلك ذي قار، إلا أن الأخيرة تشهد حالات تختلف نوعًا ما عما هو موجود في المحافظات الأخرى، وهو ما يُعتبر مؤسفًا في الحقيقة)، مشدداً على القول أن (الوزارة لن تسمح بأي شكل من الأشكال بحرق الإطارات مرة أخرى أو قطع الطرق أو الاعتداء على المصالح العامة، مشددًا على أنه لا صوت يعلو على صوت الدولة والقانون في ذي قار)، وأوضح ميري أن (عدد المعتقلين في المحافظة بلغ 578 شخصاً)، وأشار الى ان (هؤلاء المعتقلين ليسوا من المتظاهرين)، ومضى الى القول إنه (تم احتجاز 10 أشخاص وفق المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب، و25 متهماً وفق مواد القتل العمد، بالإضافة إلى 15 معتقلاً بموجب قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، كما تم اعتقال 30 شخصاً بسبب جرائم السرقة، و4 آخرين بسبب جرائم التسليب، ومعتقل واحد بتهمة الخطف)، ولفت الى ان (هناك 20 معتقلاً بسبب جرائم أخلاقية، و30 آخرين بسبب جرائم الاحتيال، و20 معتقلاً بتهمة الشروع بالقتل، و25 شخصاً بسبب جرائم الاعتداء على الموظفين، بالإضافة إلى 25 معتقلاً بسبب الدكات العشائرية، و371 معتقلاً بتهم جنائية مختلفة). من جانبه، قال قائد شرطة ذي قار اللواء نجاح العابدي خلال المؤتمر إن (هناك وسائل مغرضة تحاول تحريف الحقيقة)، مؤكدًا ان (الشرطة مع المتظاهرين بالشكل الذي كفله الدستور والقانون)، وتابع إن (ثقة حكومة المحافظة والمواطنين بقيادة الشرطة تفرض عليهم عدم السماح بأي حرق للشارع أو تعطيل المصالح العامة). وكانت قيادة شرطة المحافظة قد اصدرت بيانا أوضحت فيه تفاصيل الأحداث التي رافقت تظاهرة خرجت في مدينة الناصرية. وقال بيان أمس أن (القوات الأمنية شرعت بأداء مهامها بتأمين الحماية الكاملة للمتظاهرين، لتمكينهم من التعبير عن مطالبهم بشكل آمن)، وأضاف إن (التظاهرة بعدها انتهائها شهدت أعمال شغب من بعض الأفراد الذين اعتدوا على قوات الشرطة المكلفة بحماية المتظاهرين، ما أسفر عن إصابة 3 ضباط و19 منتسبا من قوات الأمن، نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج)، مؤكدا (استمرار الأجهزة الأمنية في تأدية واجبها بحماية المتظاهرين وضمان استقرار المدينة).

 الى ذلك، عبرت محلية الناصرية للحزب الشيوعي العراقي عن رفضها لمصادرة حرية التعبير والتظاهر. وقالت في بيان تلقته (الزمان) أمس (نتابع بقلق بالغ تداعيات الصراع السياسي الدائر في محافظة ذي قار ،والتدافع على تقاسم السلطة والمغانم ، وآثار ذلك على مستوى انجاز الخدمات الأساسية التي مازالت لا تتناسب مع موارد المحافظة الهائلة، وعلى الوضع الاقتصادي وتدهور المستوى المعيشي للمواطنين ، والعمل على  التصدي للبطالة وإيجاد فرص عمل للشباب، كما ان للصراع السياسي أثره البالغ على توتر الأوضاع الأمنية ، بما يهدد الأمن والسلم في المحافظة)، وأضاف إن (الأوضاع متعددة  الجوانب المتردية في المحافظة، هي ما يدفع المواطنين أساسا الى التظاهر والاحتجاج ، وهو امر مشروع تماما ويكفله الدستور ولذا يتوجب توفير كل مستلزمات ممارسة هذا الحق سلميا ، كما مطلوب التوجه الجدي لمعالجة أوضاع المحافظة وتخليص المواطنين مما يعانون).