الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أمين البصرة وعلاقته بالمطربة حسنية

بواسطة azzaman

أمين البصرة وعلاقته بالمطربة حسنية

جواد الرميثي

القاهرة - مصطفى عمارة

على الرغم من مرور 54 عاما على رحيل الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر إلا أن الجدل حول أسباب الرحيل لا تزال مستمرة حتى الآن، وتتجدد دائما مع اقتراب ذكراه السنوية، خاصة أن خصومه في الداخل والخارج كانوا يتربصون به وكان بعض هذه المحاولات معلنا والبعض الآخر غير معلن وكانت البداية حينما حاولت جماعة

وعندما أثيرت ضجة حول وفاة عبد الناصر بالسم من قبل انور السادات كنا قد التقينا بالسيد حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية السابق والذي لم يستبعد هذا الاحتمال خاصة أنه اشيع في تلك الفترة

ان المخابرات الأمريكية اتخذت قرارا بالتخلص من عبد الناصر بعد نكسة عام 1967. وفجر حسين الشافعي مفاجأة عندما قال إن أمريكا نجحت في تجنيد الرئيس السادات كعميل لها وبحكم قربه من عبد الناصر فإنه

فيما كشف عاطف ابو بكر العضو السابق في

وأكد د. الصاوي حبيب في تقرير له أن عبد الناصر اصيب بمرض السكري منذ سنوات ثم أصيب بأزمة قلبية بعد حرب عام 1967 وكان يرهق نفسه كثيرا حتى فأجأته الأزمة القلبية الثانية عند وداع امير الكويت وهي الأزمة التي أودت بحياته. صندوق

ولد صبري محمد ملا سلمان (صبري افندي) عام 1875م في مدينة البصرة جنوب العراق .

نشأ نشأة دينية منذ طفولته  ، وقد حفظ القرآن الكريم في الكتاتيب ، ثم تلقى علومه في ( المدرسة الرشيدية ) في البصرة ، وهي المدرسة الوحيدة حينذاك ، وتعادل الدراسة المتوسطة ، غير انها كانت تقبل التلاميذ الذين تعلموا في الكتاتيب  ، وتخرج فيها عام 1889 وعمره (14) سنة ، وكان من أذكى اصحابه واقرانه ، اذ كان ترتيبه الأول بين زملائه المتخرجين ، وحصل على درجة عالية .بعد ان وصل عمره الخامسة عشر ، عيّن في (السنيّة) بوظيفة (رفيق ثالث) في شعبة المحاسبة ، براتب شهري قدره مئتي قرش ، وبعد ثلاث سنوات أصبح مدير مال لواء البصرة ، وزيد راتبه الى أربع ليرات ، ولم تمض سنتان حتى رفع الى وظيفة  (صندوق أميني) أي أمين صندوق البصرة ، وأصبح راتبه تسع ليرات لذكائه ونشاطه في العمل ، ثم عين بوظيفة (قضاء كاتبي) اي كاتب القضاء ، بعدها عين بوظيفة (مدير سنيّة) في العمارة ، وأعيد مرة أخرى الى البصرة بوظيفة (كاتب مصارفات محاسبة لواء البصرة) ، الا ان لقب (أمين الصندوق) ، ظل ملازما له حتى الوظيفة الأخيرة ، وقد شهد له الناس جميعا من مرؤوسين وموظفين وعاملين ، بالإخلاص والنزاهة والكرم وحبه لمساعدة الآخرين ، فما طلب منه احد شيئا يستطيعه ، إلا وقدم ما استطاع من مساعدة وعون ، ومنها اقراض الموظفين العثمانيين  ، الذين يتأخر دفع رواتبهم لعدة أشهر ، والى حين ان يفرج الله عن كربتهم ، كان لدماثة خلقه الى جانب الاشياء الاخرى ما جعله معروفا بين الناس داخل البصرة وخارجها .

 عند دخول البريطانيين الى العراق ايام الحرب العالمية الاولى  (1914 – 1918) اعلن الجهاد في العراق ، وكان مجاهدي البصرة بقيادة المجاهد المرجع السيد محمد سعيد الحبوبي ، وتم تعيين صبري افندي رئيساً للمجاهدين من قبل القائد التركي (سليمان باشا)  ، المسؤول عن جبهة البصرة ، و بسبب سوء القيادة ، هُزم الاتراك  في معركة الشعيبة ، حيث انتحر ( سليمان باشا ) ، وسقطت  البصرة بيد القوات البريطانية في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1914 ،  وعاد صبري افندي مع بقايا  المجاهدين الى مدينة البصرة .

 تم تعيين صبري افندي  من قبل  الحاكم البريطاني في البصرة انذاك (السير برسي كوكس) ، قائمقاماً لقضاء (كرمة علي) ، الا انه رفض العمل عند الانكليز ، لأنه كان يعدهم أعداء العرب والمسلمين ، واتخذ نفس الموقف ، بعد تأسيس الحكومة العراقية ، لاعتقاده بأنها لم تكن حكومة وطنية ، وإنما لعبة بيد المستعمرين الانكليز ، وقرر التقاعد من الوظيفة  .ارتبط اسمه بالاغنية الشعبية  ( الافندي  ) والتي غنتها المغنية البصرية (حسنية) ،  وقصة الاغنية ،  ان والي البصرة ( دروبي باشا ) ، أمر  لجنة التجنيد ، ان تُجنِد ابن المطربة حسنية ، واسمه (وفيق) ، علما لم يبلغ السن القانونية للجندية ، انتقاما من أمه ، التي أحبها ، ورفضت ان  تبادله الحب  .لجأت الى صبري افندي ، الذي دفع بدل الجندية عن ( وفيق ) ،  فغنت له هذه الاغنية عام 1914م اكرامآ له ، علما ان الأغنية لا تحتوي على اية كلمة فيها حب او غزل ، ثم جاءت المطربة صديقة الملاية بعدها ، في أواخر العشرينات من القرن العشرين ، وغنت الأغنية ،  واشتهرت شهرة واسعة ، والتي تقول كلماتها :

احداث كثيرة

( الفندي  ... الفندي ... عيوني الأفندي ... الله يخلي صبري      صندوق أمين البصرة ) .

 واكب صبري أفندي احداثا كثيرة مرت بالبصرة ، منها عهد الفوضى المسمى عهد (الهيونطة) ، كما انه واكب عهد الوالي حسين فخري المسمى (ابو الكواني) ، اذ كان يقيد اللصوص ، ويضعهم في اكياس ، ويرميهم بنهر العشار ، اذ تأخذهم ( المدّة ) ، ويعود بهم الجزر ، حتى يهلكوا ، وذلك سنة ( 1904 ) ، كذلك اشترك في حزب الاتحاد والترقي .  توفي صبري افندي او ( صندوق امين البصرة  )  في البصرة عام 1963عن عمر ناهز  87 عاما ، ودفن في مقبرة الحسن البصري في البصرة -  منطقة الزبير  .


مشاهدات 237
الكاتب جواد الرميثي
أضيف 2024/10/12 - 12:52 AM
آخر تحديث 2024/10/16 - 12:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 62 الشهر 6449 الكلي 10036172
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير