الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
 تغيّر المناخ ومناخ التغيير 

بواسطة azzaman

( لاي- فاي) الزمان (51)

 تغيّر المناخ ومناخ التغيير 

عبد الرضا سلمان حساني

 

لقد تناولتُ موضوع

تغير المناخ في أكثر من مقال منشور في صحيفة الزمان، كما كنت قد إقترحتُه كمقرر  دراسي  بمفردات منهج و قمتُ بتدريسه لطلبة الدراسات العليا في قسم الفيزياء- كلية العلوم- جامعة بغداد قبل 15 عاماً. إنّ مثل هذه المبادرات العلمية كانت مسألة مألوفة تعلّمناها من السادة الوزراء قبل العام 2003 ومابعدها في المواقع التي درسنا وعملنا فيها ولها 

داخل وخارج العراق.

والأهمية تأتي وتتصدر مصادر القلق الناجم عن تعرّض كوكبنا الى ظواهر مناخيّة وبيئيّة  فعّالة ومؤثرة على المدى البعيد.

إنّ تغيّر المناخ والإحتباس الحراري  والإحترار هي عناوين

لظاهرة إرتفاع درجة حرارة جو الكرة الأرضية والتعاظم النسبي لهذا الإرتفاع (الإحترار) على المدى البعيد. أمّا مناخ التغيير ، فهو تسمية إخترتها لتحديد وتحقيق الظزوف والشروط البيئيّة الملائمة من قبل المؤسسات العاملةلتجنيب الأرض  والبشر  والنهر ممّاهو متوقع من إنعكاسات، ربّما كارثيّة، لتغيّر المناخ. إذن، مناخ التغيير  هو إطار واجبات المؤسسات المختصة بتنقية البيئة وتأشير  العوامل الصحيّة الإيجابيّة والعاملين فيها من أجل تخفيف أو  إزالة تأثيرات  تغيّر المناخ في جميع الساحات.

دافع القلق

على مدى العقود القليلة الماضية، شهدنا صوراً وأحداثاً واقعيّة في   تغيّر المناخ في أرجاء المعمورة.  ومن هذه المؤشرات إرتفاع درجة الحرارة وإستمرار  إنخفاض مناسيب مياه الأنهار وتزايد مساحات التصحر ونشوب الحرائق في الغابات بسبب إرتفاع درجة الحرارة، وحدوث سيول في بلدان وهزّات أرضيّة في بلدان. وفي الوقت الذي سُجّلت درجات حرارة عالية غير مسبوقة في البصرة وبعض دول الخليج العربي ، شهدت دول أورپية  حالات وفيّات بسبب موجات حَر إجتاحتها لأول مرّة  ومن صور الذاكرة العموديّة،  وعلى مدى سنين دراستنا للحصول على شهادة الدكتوراه في أسكتلندا في الثمانينيّات من القن الماضي، كان تساقط الثلوج مشهداً مألوفاً في المدن الأسكتلنديّة أيّام أعيـــــــــــاد الميلاد

( نهاية شهر  12- أيام عطلة). وحينها كان الطلبة الوافدين من دول جنوب شرق آسيا يقيمون تماثيلاً  جليديّة عالية ويلتقطون صوراً معها ثم يهدموها في نهاية الليل. إنّ تماثيل الثلج تُزال  قبل أن تنطق، تماماً مثل البعض الذي يضع نفسه في خانة معينة؛ يُصنع ويصوّرونه  ثم يذوب أو يُسقطونه.

والمطلوب ، في جانب منها، تكثيف تغيير الطقس وليس الحفاظ على مفرداته الخانقة والتي تصوّر الخريف ربيعاً في ضفتي الرؤية.

ولكي تكون الإستدامة والطاقات المتجددة  واقعاً عمليّاً على الأرض وفي المؤسسات، لابدّ من

إدراك حقيقة فحواها أن الأشجار الخضراء هي مصدر أساسي لغاز الأوكسجين في الطبيعة وهو يشكّل نسبة ( أقل منعشرين بالمائة)،  أو خمسالهواء تقريباً ، ، الذي نتنفّسه وإنّ رئة الإنسان تستنشق نسبة من هذا الخمس.

 وعلى هذا الأساس تُحدد نسب المساحات الخضراء في المناطق السكنيّة والتي تصل الى أربعة أضعاف مساحات البناء في دول عديدة مثل أميركا. وثمّة حقيقة ثانية وهي معرفة الغازات التي تحيط بسطح كوكبنا والتي تسبب الإحترار مثل غاز ثنائي أوكسيد الكربون( وهو الأكثر فعالية) وغاز الميثان وسادس فلوريد الكبريت ومركّبات غازيّة أُخرى تُحسب تأثيراتها بدلالةبصمة عنصر الكربون وغاز ثنائي أوكسيد الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية كالوقود  المستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية والمصانع العاملة  والتغذية البشرية وغيرها.

وفي حسابات أجريتها ومنشورة في مقال سابق في ( الزمان )، تبيّن وجوب  وجود شجرة خضراء في مسافة كل 66 متراً في منطقة ذات كثافة سكّانية معينة، إعتماداً على معطيات مقدار الأوكسجين المُستنشق وما تبعثه الشجرة من هذا الغاز.  تعقد الأمم المتحدة مؤتمرها السنوي القادم لتغير المناخ في مدينة ( باكو) عاصمة آذربيجان،  للفترة 1-22 تشرين الثاني-نوڤمبر- من هذا العام 2024.  ويحمل هذا المؤتمر التسلسل 29 منذ أول مؤتمر عقدته في برلين في العام 1995. وتُعقد جميع هذه المؤتمرات بإسم مؤتمر الشركاء بحضور ممثلي دول العالم من المختصين لمتابعة وتحليل صورة  واقع تغير المناخ في كوكبنا وماتقوم به مؤسساتها من أجل الحد من تفاقم المخاطر المناخيّة التي تحدق بالكوكب وإبعادها أو تخفيفها في بلدانهم.

تغير المناخ

ويُعتبر  المؤتمر 21 المنعقد في العام 2015، أو مايُسمى بمؤتمر پاريس لتغير المناخ،  توجهاً مغايراً للمؤتمرات التي سبقته من حيث الواجبات الملقاة على الدول ومؤسساتها وآلية التنفيذ وتقديم البيانات المطلوبة.

بقي أن نرى أنّ من الضروي أن تكون إجراءات مؤسساتنا سديدة وواضحة فيما يتعلّق بمطالب هذه المؤتمرات وأن لاتكون الإستدامة فقط على الورق أو قي الخطابات والصور. فالطاقة المستديمة والبيئة الصحيّة النقيّة هي إرث للأجيال القادمة مثلما هي المبادىء  السامية في العمل الصحيح. وهنا أفترض أنّ لدى المعنيين بهذه المؤتمرات أرقاماً  تفصيليّة دقيقة عن عوامل الإنبعاث الكربوني وغازات الإحترار  في أجواء مدن العراق كافة لتحديد نسب  المساحات الخضراء فيها.

سطور الختام

تكلّمي

لاتسكتي

أهواكِ أن تتكلّمي

الصمت في عشق

الكبار هواية

إنشودة مهراقة

في خوف شفتيكِ تحتمي 

قريب منكِ يهمس حزني مرّة

ومرّةً  أبعد عنكِ

والشوق الى لون عينيكِ ينتمي!

وأخيراً،

ونحن نتحدّث عن البيئة، نتذكر بيئة وحقل عمل المهندسين والعاملين في مكاتب الإنترنت، وأذكر سرعة إستجابة وأداء كفوء للعاملين وفريق الــــــــــصيانة في مكتب إنترنت  مجمّع بسماية السكني.

 

  پروفسور  فيزياء الپلازما- عضو معهد الفيزياء في المملكة المتحدة

 

 


مشاهدات 125
الكاتب عبد الرضا سلمان حساني
أضيف 2024/10/09 - 11:45 PM
آخر تحديث 2024/10/16 - 11:58 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 262 الشهر 6649 الكلي 10036372
الوقت الآن
الأربعاء 2024/10/16 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير