عدوان بلاحدود.. وحشيّة الإحتلال الإسرائيلي
نجلاء قادر
منذ قيامها في عام 1948، اتسمت دولة إسرائيل بالاحتلال والعدوان المستمر على دول الجوار، خاصة فلسطين ولبنان. ومنذ ذلك الوقت، أصبح الصراع بين إسرائيل والشعب الفلسطيني ومقاوماته في لبنان، مثل حزب الله، أحد أعقد الصراعات في المنطقة، حيث يتجلى فيه اضطهاد شعب، وانتهاك حقوقه، واعتداءات ممنهجة على الأراضي العربية.
العدوان على فلسطين
تعد فلسطين القلب النابض للصراع، حيث يعاني الشعب الفلسطيني من احتلال إسرائيلي وحشي يمتد منذ عقود. فإسرائيل تستخدم كل أدواتها العسكرية والسياسية لفرض واقع استعماري، محاولًا محو الهوية الفلسطينية والتهجير القسري للسكان. من أبرز مظاهر هذا العدوان:
1. *الاستيطان*: تُعد سياسة الاستيطان التي تتبعها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية من أكبر انتهاكات القانون الدولي. تُقام المستوطنات على أراضٍ فلسطينية مصادرة، وتهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية والسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأرض. ووفقًا للقوانين الدولية، فإن بناء المستوطنات يُعتبر جريمة حرب، إلا أن إسرائيل مستمرة في التوسع الاستيطاني بلا رادع.
2. *حصار غزة*: يعاني سكان قطاع غزة من حصار خانق تفرضه إسرائيل منذ عام 2007. هذا الحصار يمنع دخول المواد الأساسية من غذاء ودواء، ويعطل إعادة الإعمار بعد كل عملية عسكرية. يعيش أكثر من مليوني إنسان في ظروف معيشية قاسية، مع معدلات فقر وبطالة مرتفعة، وأزمات إنسانية متفاقمة.
3. *التصعيد العسكري*: خلال العقود الماضية، شنت إسرائيل عدة حروب على غزة، استخدمت فيها أسلحة محرمة دوليًا، واستهدفت المدنيين والمنازل والبنية التحتية، ما أسفر عن آلاف الشهداء والجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء. هذه العمليات العسكرية تُظهر الاستخدام المفرط للقوة وعدم احترام إسرائيل للقوانين الدولية الإنسانية.
4.الاعتقال الإداري*: تستخدم إسرائيل سياسة الاعتقال الإداري لاحتجاز الآلاف من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، دون محاكمة أو تهم واضحة، مما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية.
*العدوان على لبنان: تدمير ممنهج وعنف لا يتوقف
أما لبنان، فقد تعرض للعديد من الحروب والاعتداءات الإسرائيلية التي خلفت وراءها دمارًا شاملًا وآلاف القتلى. ومن أبرز مراحل العدوان:
1. الغزو الإسرائيلي 1982حيث اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان واحتلت العاصمة بيروت لأول مرة، ما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف من المدنيين. خلال هذا العدوان، ارتُكبت مجزرة صبرا وشاتيلا، حيث قام حلفاء إسرائيل بقتل مئات من اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم، وسط صمت وتواطؤ إسرائيلي.
2. الاحتلال طويل الأمد للجنوب اللبناني استمر الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان لمدة 18 عامًا، حيث أنشأت إسرائيل ميليشيا محلية «جيش لحد» لتعزيز سيطرتها، وقامت بتدمير القرى، وتشريد السكان، وارتكاب المجازر بحق المدنيين.
3. حرب 2006 شنت إسرائيل حربًا مدمرة على لبنان في صيف 2006، مستهدفةً البنية التحتية المدنية، من الجسور والمستشفيات والمنازل. قُتل فيها أكثر من 1200 مدني، وتشرد مئات الآلاف. هذه الحرب أظهرت استهتار إسرائيل بحياة المدنيين، حيث استخدمت القنابل العنقودية والأسلحة المحرمة دوليًا.
الدوافع السياسية والاستراتيجية
من الواضح أن الدوافع الإسرائيلية تتجاوز الأهداف العسكرية البحتة؛ فهي تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية واستراتيجية، منها:
1. فرض الهيمنة تسعى إسرائيل إلى فرض هيمنتها الإقليمية وتأكيد تفوقها العسكري في المنطقة، بغرض تحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية.
2. طمس الهوية العربية تعمل إسرائيل على محو أي تواجد ثقافي أو سياسي عربي، سواء في فلسطين أو لبنان، عبر تغيير الخرائط الديموغرافية والسيطرة على الأرض.
3. استغلال الأزمات تعتمد إسرائيل على استغلال الأزمات السياسية في دول المنطقة لتمرير مشاريعها، مثل التطبيع مع بعض الأنظمة العربية، مما يزيد من عزل القضية الفلسطينية.
*الاستنتاج
العدوان الإسرائيلي المستمر على فلسطين ولبنان ليس مجرد نزاع حدودي أو صراع مؤقت، بل هو جزء من مشروع استعماري طويل الأمد يهدف إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وإخضاع دول المنطقة. هذا الاحتلال والعدوان يجب أن يتم مواجهته ليس فقط بالسلاح، ولكن أيضًا بتعزيز التضامن العربي والدولي، والعمل على فضح الممارسات الإسرائيلية في كل المحافل.
العدالة لا يمكن أن تتحقق إلا بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي، ونيل الشعوب المقهورة لحقوقها المشروعة، في فلسطين ولبنان وكل مكان تتجلى فيه وحشية هذا الكيان.