تحذيرات دولية من التهاون في إيجاد حلول لمواجهة تحدّيات المناخ
خبير لـ (الزمان): العراق يحتاج إلى معالجات فاعلة لتجنب تمدّد الإحتباس الحراري
بغداد - ابتهال العربي
اكد خبير البيئة، عدنان الطائي، ان حدة التصحر وقلة المياه احد اهم عوامل ارتفاع درجات الحرارة في العراق بحلول 2050 .
وقال الطائي لـ (الزمان) امس ان (العراق يواجه تحديات مناخية كبيرة بسبب زحف الصحراء وانكماش الغطاء النباتي، وقلة المسطحات المائية والبحار، التي تؤدي الى ضعف ظاهرة نسيم البر والبحر)، مبيناً ان (استخدام الوقود السيئ للمركبات وحرق النفايات، يؤثر بورة مباشرة على على البيئة)، وأضاف الطائي ان (يحتاج العراق الى مواجهة هذه الازمة بخطوات فاعلة وجادة، للتصدي الى زيادة الاحتباس الاحراري، والتخفيف من التصحر، عبر تكثيف الغطاء النباتي، وسد النقص الحاصل بمناسيب المياه والاهوار، وغيرها من العوامل الفاعلة). وأفاد تقرير صادر عن مختبر المناخ التابع لصندوق النقد الدولي، بأن العراق سيكون البلد الأكثر حرارة في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا، بحلول عام 2050. واشار باحثون ومختصون في وقت سابق الى (تأثيرات التغير المناخي على منطقة الخليج تحديداً، محذرين من تداعيات هذه المشكلة)، وكان تقرير أممي، قد صدر عن اللجنة الحكومية الدولية لشؤون التغير المناخي آي بي سي سي، نهاية العام الماضي، اكد ان (المناطق المحيطة بالخليج وبحر العرب والبحر الأحمر، هي الأكثر عرضة للتضرر من تحديات المناخ).
ازمة تصحر
وذكرت بي بي سي، ان (الدراسات الحديثة كشفت عن فترات الجفاف الطويلة ويباس التربة، وانبعاثات الغبار، التي زادت بنسبة تصل إلى 70 في المئة، بكل من السعودية والعراق وسوريا خلال السنوات العشرين الماضية).
على صعيد متصل، أظهرت احصائية للمركز الاستراتيجي لحقوق الانسان، ان العراق يخسر 100 الف دونم سنوياً، بسبب ازمة التصحر وانعدام الغطاء النباتي، داعياً الى اطلاق حملة لزراعة 12 الف شجرة لمقاومة تحديات المناخ. وقال رئيس المركز، فاضل الغراوي، في تصريح امس ان (العراق يخسر 100 الف دونم سنوياً من أرضية نتيجة تأثيرات التغييرات المناخية والجفاف).
مبيناً ان (مساحة الأراضي المتصحرة في العراق بلغت نحو 27 مليون دونم، أي ما يعادل تقريباً 15 بالمئة من مساحة العراق)، وأضاف الغراوي ان (نسبة الغطاء النباتي في العراق انخفضت من 50 الى 17 بالمئة)، ووفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة الفاو، التابعة للأمم المتحدة، فإن (مساحات الغابات في العراق لا تشكل سوى 8250 كيلومتراً مربعاً، أي 2 بالمئة من إجمالي العراق)، بحسب المركز، مؤكداً ان (الطقس المتطرف والتغييرات المناخية، والعواصف الرملية وشح الأمطار، وأزمة الاحتباس الحراري ساهمت بانخفاض الغطاء النباتي في العراق، كما ساهمت قلة الغطاء النباتي بارتفاع معدلات التلوث وتأثيراته المباشرة على صحة الانسان وتهديده المباشر للامن الغذائي)، وطالب الغراوي، الحكومة والمؤسسات والمواطنين (بإطلاق حملة لزراعة 15 مليار شجرة من الأنواع المعمرة والمقاومة للظروف المناخية، خلال العشر سنوات المقبلة لتعويض النقص الحاد في الغطاء النباتي). وتتجه امانة بغداد، الى اطلاق حملة وصفتها بالكبرى، للزراعة والتشجير في عدد من المدن والاحياء، ضمن حدود القضاء، لتلحد من التصحر.
وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (ملاكات مديرية المحمدودية التابعة للامانة، باشرت بتجهيز 20 موقع للاستزراع بهدف مقاومة التصحر في مناطق المحمودية)، موضحاً ان (الأعمال شملت رفع (الحشائش والادغال والاشواك والانقاض، الى جانب اعمال التسوية والتعديل والانارة، وإصلاح المرشات، وتهيئة المشاتل التابعة لمحافظة بغداد)، وذكرت مدير البلدية، فاطمة الخفاجي، ان (الحملة تطلق بعد اعمال التسوية والتهيئة، حسب توجيهات رئيس الوزراء،محمد شياع السوداني، وبالتعاون مع محافظة بغداد)، مبينة ان (عدد الشتلات التي سيتم زراعتها تصل الى 10 الاف شتلة)، واشارت الخـــــــــــــفاجي الى (الاستعدادات للبدء بالحملة التي تطلق مطــــــــــلع الشهر المقبل). وتمضي امانة بغداد، بتهيئة ورشة عمل بحثية بشأن الغابات الحضرية، بإستخدام مياه الصرف الصحي، والتي تنظمها دائرة المنتزهات والتشجير التابعة للامانة، بمشاركة عدد المؤسسات الحكومية، والجامعات، بمتابعة امين بغداد، عمار موسى.
وقال البيان ان (الدائرة تستعد لتقديم عدد من الاوراق البحثية من قبل اساتذة من جامعتي بغداد والقاسم الخضراء، ومديرية مجاري بغداد، ودائرة المخلفات الصلبة والبيئة، وقسم ادارة الجودة الشاملة والتطوير المؤسسي).
مساحات خضراء
مشيراً الى (الخروج بعدد من التوصيات تم الاتفاق على رفعها إلى امين بغداد، لاستحصال الموافقات الأصولية، وادخالها حيز التنفيذ). وباشرت امانة بغداد، بإضافة أكثر من 24 حديقة، خلال الأسابيع الماضية، مشيرة الى المضي بتحويل جميع المناطق الفارغة إلى مساحات خضراء، في اطار مواجهة التغيرات المناخية والحد من التصحر. ولفت البيان الى (تحديد خطة للانطلاق بمشاريعها الخدمية، ضمنها تنفيذ حملة كبرى لزيادة المساحات الخضراء)، بدوره شدد رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، على ضرورة مواجهة التغيرات المناخية.مؤكداً انها احد اهم التحديات التي تواجه الإنسان في العصر الراهن، لكونها تؤثر بشـــــــــــــكل مباشر على الأمن الصحي للشعوب، واستقرار الدول والمجتمعات، وتشكل ضرراً بيئياً، بحسب وصـــــــــــفه.
وقال رشيد في كلمة خلال فعاليات المؤتمر الدولي الأول للتغيرات المناخية، وأثرها على الأمن الصحي، امس ان (العراق ملتزم بالتعاون مع شركائه في المجتمع الدولي، للبحث عن حلول مستدامة وفعالة لمواجهة هذه التحديات)، مبيناً ان (المؤتمر يأتي ليكون منصة لتبادل الخبرات وتطوير الاستراتيجيات، التي من شأنها المساهمة في تعزيز الأمن الصحي).
واكد رئيس الجمهوية (دعم كل الجهود المبذولة لتحقيق نتائج حقيقية وفعالية في الحد من التغير المناخي)، معرباً عن أمله في ان (تخدم النتائج والتوصيات خلال المؤتمر في بناء سياسات صحية وبيئية متكاملة، تعزز الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة).