الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كتاب‭ ‬لكرم‭ ‬نعمة‭ ‬يتناول‭ ‬تبشير‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬بخلافة‭ ‬كاظم‭ ‬الساهر‭ ‬لناظم‭ ‬الغزالي

بواسطة azzaman

كتاب‭ ‬لكرم‭ ‬نعمة‭ ‬يتناول‭ ‬تبشير‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬بخلافة‭ ‬كاظم‭ ‬الساهر‭ ‬لناظم‭ ‬الغزالي

‭ ‬الأغاني‭ ‬وثيقة‭ ‬تاريخية‭ ‬لأحوال‭ ‬المجتمع‭ ‬العراقي‭    ‬

القاهرة‭ – ‬محمد‭ ‬الحمامصي

نحن‭ ‬أمام‭ ‬كتاب‭ ‬بمثابة‭ ‬وثيقة‭ ‬تاريخية‭ ‬تثير‭ ‬الأسئلة‭ ‬الشغوفة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تثبيت‭ ‬حقائق،‭ ‬فالكاتب‭ ‬العراقي‭ ‬كرم‭ ‬نعمة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الجديد‭ ‬‭”‬أغان‭ ‬من‭ ‬فضة‭: ‬الغناء‭ ‬العراقي‭ ‬بوصفه‭ ‬مؤرخا‭” ‬الصادر‭ ‬مؤخرا‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬لندن‭ ‬للطباعة‭ ‬والنشر،‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الأغاني‭ ‬وثيقة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬أحوال‭ ‬العراق‭ ‬آنذاك‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يغفل‭ ‬علاقة‭ ‬ذلك‭ ‬بالمحيط‭ ‬العربي‭.‬

على‭ ‬مساحة‭ ‬أربعة‭ ‬فصول‭ ‬يعرض‭ ‬لنا‭ ‬المؤلف‭ ‬صورة‭ ‬تاريخية‭ ‬عما‭ ‬أسماه‭ “‬جيل‭ ‬البناء‭ ‬الصعب‭” ‬المؤسس‭ ‬للأغنية‭ ‬العراقية‭ ‬منذ‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ثم‭ “‬أغنية‭ ‬البيئات‭” ‬وهي‭ ‬مرحلة‭ ‬توهجت‭ ‬فيها‭ ‬الألحان‭ ‬والأغاني‭ ‬العراقية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ستينات‭ ‬وسبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ويخصص‭ ‬فصلا‭ ‬للفنان‭ ‬كاظم‭ ‬الساهر‭ ‬بوصفه‭ ‬جائزة‭ ‬ترضية‭ ‬لكل‭ ‬العراقيين‭ ‬وعليهم‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬كنجمة‭ ‬رابعة‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬العراق‭ ‬الوطني،‭ ‬يقدم‭ ‬فيه‭ ‬قراءات‭ ‬نقدية‭ ‬لألحانه‭ ‬وطبيعة‭ ‬أدائه،‭ ‬ويحاوره‭ ‬في‭ ‬أسئلة‭ ‬جادة‭ ‬تبدو‭ ‬غائبة‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬المادة‭ ‬التلفزيونية‭ ‬التي‭ ‬تحتفي‭ ‬بالفنان‭ ‬كاظم‭ ‬الساهر‭.‬

لا‭ ‬يغيب‭ ‬الغناء‭ ‬العربي‭ ‬عن‭ ‬متن‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬يمتد‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬207‭ ‬صفحات‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الكبير،‭ ‬ويختار‭ ‬له‭ ‬فصلا‭ ‬يسميه‭ “‬ثقافة‭ ‬المركز‭ ‬والأطراف‭” ‬يرى‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬السطوة‭ ‬الإعلامية‭ ‬للغناء‭ ‬المصري‭ ‬حرمت‭ ‬الغناء‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المشرق‭ ‬والمغرب‭ ‬العربي،‭ ‬ويتساءل‭ ‬كم‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬حافظ‭ ‬يوجد‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مصر؟‭ ‬ويجيب‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬فمصر‭ ‬بطاقتها‭ ‬السكانية‭ ‬والابداعية‭ ‬الهائلة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الإنجاب‭ ‬والتجدد،‭ ‬لكن‭ ‬تراجع‭ ‬سطوة‭ ‬ثقافة‭ ‬المركز‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬مطربي‭ ‬مصر‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يلقون‭ ‬نفس‭ ‬التأثير‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سائدا‭ ‬منذ‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬حتى‭ ‬كسره‭ ‬مقتل‭ ‬حارس‭ ‬البوابة،‭ ‬والانفتاح‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬أغاني‭ ‬المشرق‭ ‬والمغرب‭ ‬العربي‭ ‬تصل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬على‭ ‬القاهرة،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

يقول‭ ‬كرم‭ ‬نعمة‭ ‬الذي‭ ‬يمتهن‭ ‬الصحافة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬وشغل‭ ‬إدارة‭ ‬تحرير‭ ‬صحيفتي‭ “‬الزمان‭” ‬و‭”‬العرب‭” ‬في‭ ‬لندن‭ “‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬الغناء‭ ‬أشد‭ ‬المؤرخين‭ ‬إخلاصاً‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ،‭ ‬أنه‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الأرواح‭ ‬الساكنة‭ ‬والهائمة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وعندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالتاريخ‭ ‬العراقي،‭ ‬فأن‭ ‬العراقيين‭ ‬يختلفون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬سردياته،‭ ‬لكن‭ ‬أغنية‭ ‬لناظم‭ ‬الغزالي‭ ‬تجمعهم‭ ‬معاً،‭ ‬وذلك‭ ‬يفسر‭ ‬لنا‭ ‬أيضاً‭ ‬لماذا‭ ‬تحول‭ ‬كاظم‭ ‬الساهر‭ ‬بمثابة‭ ‬الجائزة‭ ‬الكبرى‭ ‬حيال‭ ‬الخسائر‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬توالت‭ ‬على‭ ‬العراقيين‭”.‬

ويجد‭ ‬في‭ ‬الموسيقار‭ ‬العراقي‭ ‬اليهودي‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يهاجر‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬زوجته‭ ‬وأسرتها‭ ‬عام‭ ‬1951،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬راغبا‭ ‬بترك‭ ‬بلده‭ ‬وعمله‭ ‬الفني‭ ‬آنذاك‭. ‬الصانع‭ ‬التعبيري‭ ‬الأمهر‭ ‬في‭ ‬جيل‭ ‬البناء‭ ‬الصعب‭ ‬للغناء‭ ‬العراقي‭. ‬ويحصل‭ ‬مؤلف‭ ‬كتاب‭ “‬أغان‭ ‬من‭ ‬فضة‭” ‬على‭ ‬عشر‭ ‬ساعات‭ ‬صوتية‭ ‬من‭ ‬شلومو‭ ‬نجل‭ ‬الفنان‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي‭ ‬يتحدث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬سنواته‭ ‬الموسيقية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬قبل‭ ‬وفاته‭ ‬عام‭ ‬1986‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭. ‬ويعد‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬مقام‭ “‬اللامي‭” ‬العراقي‭ ‬إلى‭ ‬الأغنية‭ ‬المصرية‭ ‬عند‭ ‬زيارة‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬عام‭ ‬1932،‭ ‬حيث‭ ‬تعاون‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي‭ ‬في‭ ‬حفلات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬بغداد‭ ‬والبصرة،‭ ‬وأعجب‭ ‬جدا‭ ‬بأغنية‭ “‬ويلي‭ ‬شمصيبة‭” ‬التي‭ ‬لحنها‭ ‬صالح‭ ‬على‭ ‬مقام‭ ‬اللامي‭ ‬لصوت‭ ‬منيرة‭ ‬الهوزوز‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬الأمر‭ ‬ثم‭ ‬اشتهرت‭ ‬بالأداء‭ ‬المشترك‭ ‬لناظم‭ ‬الغزالي‭ ‬وزوجته‭ ‬سليمة‭ ‬مراد‭.‬

وعندما‭ ‬عاد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬استوحى‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬الذي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬اصوله‭ ‬الموسيقية‭ ‬الفنان‭ ‬العراقي‭ ‬محمد‭ ‬القبانجي‭” ‬في‭ ‬لحنه‭ ‬الشهير‭ ‬لأغنية‭ “‬يلي‭ ‬زرعتو‭ ‬البرتقال‭” ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬أغنية‭ ‬مصرية‭ ‬على‭ ‬مقام‭ ‬اللامي‭ ‬العراقي‭.‬

وكان‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬زار‭ ‬العراق‭ ‬وقدم‭ ‬عدة‭ ‬حفلات‭ ‬وشاركه‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي‭ ‬في‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬الكمان‭ ‬مع‭ ‬أغنية‭ “‬خدعوها‭ ‬بقولهم‭ ‬حسناء‭”.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬أعادت‭ ‬غناء‭ ‬لحن‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي‭ ‬لصوت‭ ‬سليمة‭ ‬مراد‭ “‬قلبك‭ ‬صخر‭ ‬جلمود‭” ‬عند‭ ‬زيارتها‭ ‬إلى‭ ‬بغداد‭ ‬عام‭ ‬1935‭. ‬ويؤكد‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي‭ ‬أن‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬أعادت‭ ‬أداء‭ ‬الأغنية‭ ‬نفسها‭ ‬بعد‭ ‬عودتها‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭. ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يؤكد‭ ‬اليوم‭ ‬وجود‭ ‬تسجيل‭ ‬لهذه‭ ‬الأغنية‭ ‬بصوت‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭. ‬في‭ ‬تناول‭ ‬السيرة‭ ‬اللحنية‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسميه‭ ‬مؤسس‭ ‬الغناء‭ ‬العراقي‭ ‬الحديث،‭ ‬تحضر‭ ‬سليمة‭ ‬مراد‭ ‬زوجة‭ ‬الفنان‭ ‬ناظم‭ ‬الغزالي،‭ ‬بوصفها‭ ‬المعادل‭ ‬الغنائي‭ ‬للفنانة‭ ‬المصرية‭ ‬ليلى‭ ‬مراد،‭ ‬فالفنانتان‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬واحد،‭ ‬وهما‭ ‬يهوديتان‭ ‬رفضتا‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭.‬

ينقل‭ ‬كرم‭ ‬نعمة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬عن‭ ‬شلومو‭ ‬نجل‭ ‬الفنان‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي،‭ ‬عندما‭ ‬التقاه‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬أن‭ ‬الفنانة‭ ‬سليمة‭ ‬مراد‭ ‬رفضت‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬وقالت‭ ‬له‭ “‬لمن‭ ‬أغني‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬حياتي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬مع‭ ‬جمهوري،‭ ‬ولا‭ ‬حياة‭ ‬للفنان‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬جمهوره‭”. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬ما‭ ‬يماثل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سيرة‭ ‬الفنانة‭ ‬المصرية‭ ‬ليلى‭ ‬مراد‭. ‬وتعد‭ ‬الفنانة‭ ‬العراقية‭ ‬اليهودية‭ ‬سليمة‭ ‬مراد‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬الثلاثينات‭ ‬حتى‭ ‬وفاتها‭ ‬بداية‭ ‬السبعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وغنت‭ ‬ألحان‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي‭ ‬وعباس‭ ‬جميل‭ ‬وتزوجت‭ ‬من‭ ‬الفنان‭ ‬ناظم‭ ‬الغزالي‭.‬

يذكر‭ ‬كرم‭ ‬نعمة‭ ‬تأسيسيا‭ ‬على‭ ‬التسجيلات‭ ‬التي‭ ‬بحوزته‭ ‬للفنان‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي‭ ‬المولود‭ ‬عام‭ ‬1908،‭ ‬أنه‭ ‬لحن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬أغنية‭ ‬لأصوات‭ ‬عراقية‭ ‬وعربية‭ ‬مثل‭ ‬صديقة‭ ‬الملاية‭ ‬ونرجس‭ ‬شوقي‭ ‬ومنيرة‭ ‬الهوزوز‭ ‬وزكية‭ ‬جورج‭ ‬وسليمة‭ ‬مراد‭ ‬وعفيفة‭ ‬اسكندر‭.‬

لم‭ ‬يتوقف‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي‭ ‬رغم‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬وفاته‭ ‬عام‭ ‬1986،‭ ‬عن‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬خصوصيته‭ ‬العراقية،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الحوارات‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬معه‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬انه‭ ‬خدم‭ ‬العراق‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يملك‭ ‬من‭ ‬قدرات،‭ ‬معتبرا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬واجبه‭ ‬ومعبراً‭ ‬عن‭ ‬اعتزازه‭ ‬بتلحين‭ ‬أناشيد‭ ‬وطنية‭ ‬عن‭ ‬تتويج‭ ‬ملوك‭ ‬العراق‭ ‬وتقديم‭ ‬الحفلات‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬الرسمية‭ ‬والدينية‭ ‬اليهودية‭ ‬والإسلامية‭.‬

ولقب‭ ‬الفنان‭ ‬العراقي‭ ‬بالكويتي‭ ‬من‭ ‬مصادفة‭ ‬ولادته‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الكويت‭ ‬آنذاك،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬أسرته‭ ‬من‭ ‬يهود‭ ‬مدينة‭ ‬العمارة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬العراق‭ ‬وتتنقل‭ ‬إلى‭ ‬البصرة‭ ‬والكويت‭ ‬للمتاجرة‭ ‬باللؤلؤ‭ ‬مع‭ ‬الهند‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

ونجحت‭ ‬ألحان‭ ‬صالح‭ ‬لصوت‭ ‬زكية‭ ‬جورج‭ ‬وهي‭ ‬مطربة‭ ‬سورية‭ ‬عاشت‭ ‬أروع‭ ‬مجدها‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أشهرها‭ “‬آنه‭ ‬من‭ ‬اقول‭ ‬آه‭ ‬وتذكر‭ ‬أيامي‭” ‬كما‭ ‬لحن‭ ‬لها‭ ‬قصيدة‭ ‬الشاعر‭ ‬الهندي‭ ‬طاغور‭ “‬يابلبل‭ ‬غني‭” ‬التي‭ ‬ترجمها‭ ‬جميل‭ ‬صدقي‭ ‬الزهاوي‭ ‬إلى‭ ‬العربية‭.‬

يرى‭ ‬كرم‭ ‬نعمة‭ ‬أن‭ ‬صالح‭ ‬الكويتي‭ ‬توج‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬الفريدة‭ ‬في‭ ‬الغناء‭ ‬العراقي‭ ‬عندما‭ ‬اختار‭ ‬مقام‭ “‬الصبا‭” ‬في‭ ‬أغنية‭ ‬ليس‭ ‬بمقدور‭ ‬الغناء‭ ‬العراقي‭ ‬أن‭ ‬يكررها‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬ملحنها‭ ‬صالح‭ ‬ومغنيتها‭ ‬زكية‭ “‬أنا‭ ‬من‭ ‬أقول‭ ‬آه‭ ‬وأتذكر‭ ‬أيامي‭”. ‬تلك‭ ‬فاصلة‭ ‬لامعة‭ ‬في‭ ‬الغناء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصدأ‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬مر‭ ‬عليها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانين‭ ‬عاما‭.‬

في‭ ‬قراءة‭ ‬نقدية‭ ‬مهمة‭ ‬لتجربة‭ ‬الفنان‭ ‬ناظم‭ ‬الغزالي‭ ‬يرى‭ ‬كرم‭ ‬نعمة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬رسم‭ ‬مقطع‭ ‬تاريخي‭ ‬للغزالي‭ ‬بعد‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬رحيله،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحظر‭ ‬ملحنه‭ ‬ناظم‭ ‬نعيم،‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬ستكون‭ “‬الرسمة‭ ‬التاريخية‭” ‬غير‭ ‬جديرة‭ ‬بالوفاء،‭ ‬تصل‭ ‬متأخرة‭ ‬ومكررة‭ ‬ككل‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬عن‭ ‬ناظم‭ ‬الغزالي‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬العراقية،‭ ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬نتخيل‭ ‬الصورة‭ ‬الشائعة‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الكتابات‭ ‬العربية‭.‬

ويكتب‭ “‬تبدو‭ ‬ذاكرة‭ ‬المستمع‭ ‬العربي‭ ‬أكثر‭ ‬حساسية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬عن‭ ‬الغزالي،‭ ‬لأن‭ ‬العربي‭ ‬يحبه‭ ‬كمغن‭ ‬معبّر‭ ‬ويربطه‭ ‬بالعراق‭ ‬وابن‭ ‬الحمولة‭ ‬وهدية‭ ‬العيد،‭ ‬وجسر‭ ‬المسيب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬رجل‭ ‬دين‭ ‬ليبيا‭ ‬مثلا‭ ‬كان‭ ‬يتحدث‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينات‭ ‬في‭ ‬محاضرة‭ ‬عن‭ ‬تلاوة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬لم‭ ‬يتردد‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬أداء‭ ‬ناظم‭ ‬الغزالي‭ ‬للمقامات‭ ‬يكاد‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ (‬التلاوة‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬صادق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬المقام‭ ‬العراقي‭ ‬يؤدى‭ ‬ولا‭ ‬يغنى‭. ‬واليوم‭ ‬بعد‭ ‬خمسين‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬رحيل‭ ‬السفير‭ ‬الأول‭ ‬الغناء‭ ‬العراقي،‭ ‬يبدو‭ ‬ناظم‭ ‬نعيم‭ ‬الذي‭ ‬لحن‭ ‬غالبية‭ ‬ما‭ ‬غناه‭ ‬الغزالي‭ ‬ورافقه‭ ‬في‭ ‬أسفاره،‭ ‬يبدو‭ ‬شاهدا‭ ‬بامتياز‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬هذا‭ ‬الفنان‭ ‬الذي‭ ‬يرتبط‭ ‬اسمه‭ ‬عند‭ ‬المستمعين‭ ‬العرب‭ ‬بالعراق،‭ ‬وعند‭ ‬العراقيين‭ ‬بزوجته‭ ‬الفنانة‭ ‬سليمة‭ ‬مراد‭”.‬

المساحة‭ ‬التاريخية‭ ‬لحياة‭ ‬الفنان‭ ‬ناظم‭ ‬الغزالي‭ ‬تمتد‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬42‭ ‬عاما‭ “‬1921‭ – ‬23‭ ‬أكتوبر‭ ‬1963‭” ‬وإذا‭ ‬افترضا‭ ‬أنه‭ ‬قضى‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الفن،‭ ‬فستكون‭ ‬كل‭ ‬الخلاصات‭ ‬المروية‭ ‬والمكتوبة‭ ‬قد‭ ‬أشبعت‭ ‬بالتقصي،‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬آخر‭ ‬فاق‭ ‬الإعجاب‭ ‬بغنائه‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬نقدية‭ ‬لتحليل‭ ‬أبعاد‭ ‬صوته،‭ ‬وحتى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الملحنين‭ ‬والكتاب‭ ‬الذين‭ ‬عاصروه،‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأن‭ ‬ناظم‭ ‬الغزالي‭ ‬كان‭ ‬فنانا‭ ‬إنسانيا‭ ‬خلوقاً‭ ‬محبا‭ ‬لكل‭ ‬المحيطين‭ ‬به،‭ ‬فغلبت‭ ‬سمعته‭ ‬الشخصية‭ ‬الطيبة‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬فنه،‭ ‬فهذا‭ ‬البغدادي‭ ‬الذي‭ ‬ولد‭ ‬فقيرا‭ ‬وعاش‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬عمه‭ ‬ثم‭ ‬عمته‭ ‬وخالته‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬أمه‭ ‬وعمل‭ ‬في‭ ‬معمل‭ ‬للطحين،‭ ‬لم‭ ‬تغيره‭ ‬الشهرة‭ ‬التي‭ ‬نزلت‭ ‬عليه‭ ‬بأقصى‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يحلم‭ ‬به،‭ ‬وبعدها‭ ‬زواجه‭ ‬من‭ ‬فنانة‭ ‬كانت‭ ‬شاغلة‭ ‬الطبقات‭ ‬السياسية‭ ‬والعائلات‭ ‬العراقية‭ ‬حتى‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬سليمة‭ ‬باشا‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬سليمة‭ ‬مراد‭. ‬وتحول‭ ‬بيتهما‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬السعدون‭ ‬ببغداد‭ ‬إلى‭ ‬صالون‭ ‬ثقافي‭ ‬يحضره‭ ‬الأدباء‭ ‬والشعراء‭ ‬والفنانون‭.‬

وهكذا‭ ‬يثير‭ ‬فصل‭ “‬جيل‭ ‬البناء‭ ‬الصعب‭” ‬في‭ ‬كتاب‭ “‬أغان‭ ‬من‭ ‬فضة‭” ‬الحنين‭ ‬إلى‭ ‬غناء‭ ‬عراقي‭ ‬ملتاع،‭ ‬يعرض‭ ‬فيه‭ ‬كرم‭ ‬نعمة‭ ‬لأبناء‭ ‬هذا‭ ‬الجيل،‭ ‬فالموسيقار‭ ‬سلمان‭ ‬شكر‭ (‬1921‭ – ‬2007‭) ‬من‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬جيل‭ ‬البناء‭ ‬الصعب‭ ‬في‭ ‬التأسيس‭ ‬للموسيقى‭ ‬العراقية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬طلاب‭ ‬الشريف‭ ‬محي‭ ‬الدين‭ ‬حيدر‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬تأسيسه‭ ‬الأولى‭. ‬وكان‭ ‬بمثابة‭ “‬فيلسوف‭ ‬العود‭” ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬الموروث‭ ‬الموسيقي‭ ‬العراقي،‭ ‬لذلك‭ ‬ألف‭ ‬قطعاً‭ ‬موسيقية‭ ‬باهرة‭ ‬امتازت‭ ‬بحسها‭ ‬الصوفي‭ ‬مع‭ ‬إضفاء‭ ‬مسحة‭ ‬معاصرة‭ ‬عليها،‭ ‬وبخصوصية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬عزف‭ ‬سلمان‭ ‬شكر‭ ‬وحده‭.‬

بقي‭ ‬مخلصاً‭ ‬لمدرسة‭ ‬بغداد‭ ‬للعود،‭ ‬فلم‭ ‬يصاحب‭ ‬في‭ ‬العزف‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬مطرب،‭ ‬واكتفى‭ ‬بمؤلفاته‭ ‬الموسيقية‭ ‬وعزفه‭ ‬المنفرد‭.‬

أما‭ ‬جيل‭ “‬أغنية‭ ‬البيئات‭” ‬الممتد‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬ستينات‭ ‬حتى‭ ‬ثمانيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬فكان‭ ‬بمثابة‭ ‬تجريب‭ ‬لحني‭ ‬وأدائي‭ ‬باهر،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬حظ‭ ‬تاريخ‭ ‬الغناء‭ ‬العراقي‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬نتاج‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬إلى‭ ‬المستمع‭ ‬العربي،‭ ‬بينما‭ ‬تعاد‭ ‬اليوم‭ ‬عشرات‭ ‬الأغاني‭ ‬لملحني‭ ‬جيل‭ ‬السبعينات‭ ‬بأصوات‭ ‬عراقية‭ ‬وعربية‭ ‬شابة،‭ ‬وتلك‭ ‬فضيلة‭ ‬البث‭ ‬الفضائي‭ ‬المفتوح‭.‬

يخصص‭ ‬كرم‭ ‬نعمة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬فصلا‭ ‬كاملا‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬الفنان‭ ‬كاظم‭ ‬الساهر‭ ‬كما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬الأسئلة‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مطول‭. ‬ويطالب‭ ‬العراقيين‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفنان‭ ‬الذي‭ ‬يسميه‭ ‬النموذج‭ ‬الفني‭ ‬والوطني‭ ‬الذي‭ ‬بقي‭ ‬يجمعهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فرقتهم‭ ‬التسميات‭ ‬الطائفية‭ ‬والعشائرية‭ ‬والقومية‭ ‬وجعلت‭ ‬الوطنية‭ ‬هامشا‭ ‬لها‭. ‬وينقل‭ ‬عن‭ ‬الساهر‭ ‬قوله‭ ‬إن‭ ‬الفنان‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬قدم‭ ‬له‭ ‬شكره‭ ‬بعد‭ ‬سماع‭ ‬أغنية‭ “‬ياصديقي‭” ‬واصفا‭ ‬إياه‭ ‬بخليفة‭ ‬ناظم‭ ‬الغزالي‭ ‬الحقيقي‭. ‬ويقول‭ “‬لنتعامل‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬الكامن‭ ‬في‭ ‬الساهر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نقل‭ ‬غناءه‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬وصلها‭ ‬أي‭ ‬فنان‭ ‬عراقي،‭ ‬ونحلل‭ ‬ألحانه‭ ‬إذا‭ ‬اكتنفها‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬وتراجعت‭ ‬موسيقاه‭ ‬عن‭ ‬التعبيرية،‭ ‬لنقول‭ ‬رأينا‭ ‬بإخلاص‭ ‬بشأن‭ ‬أدائه‭ ‬واختياراته‭ ‬للنصوص،‭ ‬وبدافع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬غناء‭ ‬الساهر‭ ‬الذي‭ ‬يتولّه‭ ‬به‭ ‬الملايين‭”.‬

ويكتب‭ ‬كرم‭ ‬نعمة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬حوار‭ ‬مطول‭ ‬مع‭ ‬الساهر‭ ‬يعد‭ ‬مثالا‭ ‬للتعريف‭ ‬به‭ ‬وبثقافته‭ ‬اللحنية‭ “‬بدا‭ ‬لنا‭ ‬كاظم‭ ‬الساهر‭ ‬متوهجا‭ ‬وهو‭ ‬ذلك‭ ‬النجم‭ ‬الذي‭ ‬يختزن‭ ‬في‭ ‬ذاكرته‭ ‬ووجدانه‭ ‬عشرات‭ ‬الأفكار‭ ‬والمشاريع‭ ‬التي‭ ‬تولدت‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬رحلات‭ ‬طوال‭. ‬جاب‭ ‬خلالها‭ ‬مدنا‭ ‬وأقاليم‭ ‬وأصغى‭ ‬له‭ ‬مستمعون‭ ‬ومشاهدون‭ ‬استمتعوا‭ ‬بفنه‭ ‬وأعجبوا‭ ‬به‭ ‬حد‭ ‬الدهشة،‭ ‬طربوا‭ ‬ورقصوا‭ ‬وغنوا‭ ‬معه‭ ‬ولبلده‭ ‬الكبير‭ ‬حين‭ ‬قدم‭ ‬بحس‭ ‬عراقي‭ ‬أصيل‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬روحه‭ ‬وفنه‭ ‬وموهبته‭ ‬التي‭ ‬أودعها‭ ‬الله‭ ‬فيه‭ ‬وصقلها‭ ‬الساهر‭ ‬بالمران‭ ‬والتدريب‭ ‬والإخلاص‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتي‭ ‬من‭ ‬قوة‭”.‬

‭ ‬


مشاهدات 406
أضيف 2024/10/03 - 12:44 AM
آخر تحديث 2024/11/21 - 1:59 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 24 الشهر 9148 الكلي 10052292
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير