(الزمان) .. مؤسسة ثقافية كبرى
حمدي العطار
ما أن يصل العدد من جريدة الزمان (8000) الى أيدي القراء الا وقد تحولت جريدة الزمان إلى مؤسسة ثقافية ،إذ انها حافظت على صورتها التي تمثل كيان تنشيط ثقافي ليس باكتشاف مواهب في مجالات متنوعة إذ تلك المواهب بدأت بالنشر لأول مرة في هذا المنبر المفتوح للجميع وهي جريدة مستقلة لا يتحكم فيها اي شخص الا المادة الصحفية الناضجة والتي تستحق النشر، ومن خلال تجربتي مع الزمان اؤكد انها الجريدة التي يمكن ان تسير بالكاتب والصحفي المبتدئ الى قمة الشهرة والنجاح!
مقال اقتصادي
عند عودتي من ليبيا قررت العمل في مجال الصحافة وانا اسير وفي جيبي مقالا اقتصاديا لفت نظري عنوان لجريدة (كل العراق) التي كتبت لها المقال الاقتصادي فقط! لأن كلما حاولت ان اطور هذا المقال من اقتصادي واربطه بالسياسة وعلم الاجتماع كانوا يقولون لي التزم بكتابة الامور الاقتصادية فقط! الى ان انتقلت جريدة العراق في منطقة بعيدة عن مكان سكني، وكانت محطتي الثانية جريدة الزمان ليكون لي فيها قصة مختلفة فكانت بدايتي ايضا المقال الاقتصادي ولكنني كنت احول المقال الاقتصادي الى مقال سياسي فإنتبه رئيس التحرير لذلك فقال لي د. أحمد عبد المجيد مشجعا «اكتب المقال السياسي «وكنت اتوقع ان يوبخني كما فعلوا في جريدة العراق واذا هو يحفزني لأكتب العمود السياسي/ فصرت يوميا اكتب مقال سياسي ساخر حتى اصدرت في هذا المجال ثلاثة كتب (سكين في الخاصرة- 2009 – الطلاق الطائفي – 2010- والامريكان والدجاجات الخمس2014 ) وكنت كلما اتابع الاحداث وتطوراتها واكتب مقالات عن ظاهرة او قضية اجد رئيس التحرير يقول لي سيكون هذا كتاب مهم اعمل عليه، فصدرت لي كتب ( زنكه ..زنكه 2012 مقالات عن الثورة والتغيير في ليبيا) وكتاب –الاستفتاء في كردستان دستوري ام قانوني –سنة 2018 ) وكتاب ( يوميات ساحة التحرير- مقالات عن التظاهرات في ساحة التحرير – سنة 2020) وكتاب (خليجي البصرة 25- رؤية عن الأماكن الأثرية والتراثية في البصرة في أجواء دورة خليجي 25 ) سنة 2023 .
صحفي عربي
كما دفعني رئيس التحرير ونحن نتناقش عن السفر ومشاهداتنا قال لي:» وثق الرحلات بالصور واكتب هذه الاشياء التي تتكلم بها شفهيا» ! ليكون طريقي الى ادب الرحلات ليصدر لي عدة كتب في هذا المجال « إيران في عيون صحفي عربي 2016 – مسافر زاده الخيال الفائز بالجائزة الاولى لمسابقة جواد الساعاتي 2016 صدر عام 2017- مدن عربية بعيون عراقية صدر عام 2019- اسطنبول في عيون صحفي عراقي صدر عام 2020- واستطلاعات عن روسيا وأقليم القوقاز صدر سنة 2021 – وكتاب مدن في عيون كاتب عراقي- من منشورات اتحاد الادباء سنة الاصدار 2023 ) كما توجد كتب عن ادب الرحلات قيد الانجاز كتاب عن المناطق الاثرية والتراثية والسياحية والتاريخية في العراق بعنوان (استكشاف العراق من جديد) !ولم يتوقف اثر الزمان الايجابي على تطوير اساليب الكتابة عندي في تنوع مجلات الكتابة الابداعية فكان لي سلسلة مقالات بعنوان (اعترافات سياسي أممي) و( وانا والحزب الشيوعي) ليصدر لي كتاب السيرة السياسية المذكرات بعنوان (اعترافات سياسي اممي- حقائق – توثيق- تحليل –مع حوار تاريخي مع عزيز محمد سكرتير الحزب الشيوعي من عام 1963 الى 1993 )
كما ان رئيس التحرير كان يتشر لي ما اكتبه في شهر رمضان من نقد الدراما ليصدر لي كتاب (الدراما بين منحة التأليف ومتعة المشاهدة ) سنة الاصدار 2015 ، وفي مجال الادب وصفحات (الف ياء) كانت لي مقالات في النقد للروايات والسرد القصصي ليصدر لي ثلاثة كتب في هذا المجال ( قراءات نقدية في الخطاب الروائي سنة 2019 – وقراءات نقدية في السرد لعراقي في زمن كورونا 2020 –وكتب نقدي من منشورات اتحاد الادباء والكتاب بعنوان (ملامح الشخصية في الرواية العراقية) سنة الاصدار 2022 .
كل هذا الانتاج والتجربة الابداعية يعود الفضل فيها الى جريدة الزمان لأنها الرافد الاساسي في تكوين الوعي الثقافي والادبي وهي التي هيأت امامي ولوج عالم الصحافى الساحر! والكتابة في هذه المجالات المتنوعة.
اليوم نحتفل بصدور العدد (8000) والزمان بلغت أوج مراحل التقدم،والنضج من جميع الوجوه وتزداد تألقا بثيابها ومضامينها الجديدة التي يلمسها القارئ بوضوح وجلاء في ثنايا محتوياتها وجدية الطرح المتمثل في رصانة القديم وبهائه واشراقة الجديد ونضارته.