صحيفة رأي

ماجد فاضل الزبون

أصبح من الصعب في عالم اليوم أن تستمر صحيفة مستقلة بالصدور، ليس بسبب الضغوطات الاقتصادية فحسب، بل لجملة عوامل من بينها كثرة الصحف والمواقع الإخبارية التي جاءت كنتاج حتمي لثورة تكنولوجيا الاتصال والإعلام، والتي أخذت بالنمو كما الفطر في العالم الافتراضي، فصارت الوسيلة الإعلامية بشتى أنواعها في جيوبنا، والخبر يصلنا ونحن في غرفة النوم، يقابل هذا الانخفاض الحاد في مقروئية الصحف الورقية الذي دفع كبريات الصحف العالمية العريقة إلى وقف إصدار نسخها الورقية لتكتفي بالالكترونية، فيما أوقفت صحف كثيرة أخرى إصدارها بشكل تام، وهذا مرتبط أيضا بانخفاض المبيعات وقلة عوائد الإعلانات.

وأمام كل هذه التحديات استمرت صحيفة الزمان بالصدور اليومي دون توقف وبذات المنهج المستقل والواضح الذي اختطته لنفسها لتبقى مع الجمهور ومطالبهم، وهذا سر بقائها وديمومتها.

نسخة محلية

وبالتأكيد إن الالتزام بقضايا الناس ونقل الحقائق والواقع كما هو في بلد كالعراق، لا يتأتى إلا بالجهد والحرفية العالية للقائمين عليها، وأقصد هنا نسختها المحلية والتي يشرف عليها أستاذنا الدكتور أحمد عبد المجيد.

والزمان ومنذ انطلاقتها صحيفة رأي بامتياز فهي لم تسعَ إلى فرض رأيها على الجمهور، بل إنها فتحت صفحاتها لتلقي ونشر رأي الجمهور الذي مدت جسور الثقة والمصداقية معه، وهي بهذا استقطبت المئات من الكتاب على اختلاف توجهاتهم، وإن تناقضت أفكارهم فهي مقبولة وصالحة للنشر طالما تصب بوحدة ومصلحة العراق.

استقلالية الزمان والتزامها الوطني بقضايا الناس والوطن فضلا عن صفحاتها المنوعة وموادها الرصينة دوافع رئيسة تحث الكثيرين على مواظبة قراءتها اليومية والمشاركة في تحريرها، لتكون صحيفة المواطن العراقي، تعيش يومياته وتجسد معاناته وتنقل مطالبه.

العمر رقم والزمان خالدة، فتحية لـ «الزمان» وللقائمين عليها بذكرى وصولها للعدد «8000» وتمنياتنا للجميع بدوام التقدم وكل عام وأنتم بالخير كله.