تصميم (الزمان).. نسيج متصل

سعدون فياض

الاخراج الفني هو فن عرض المادة الصحفية المكتوبة لتحقيق الغاية الجمالية والمتعة الوضيفية في آن واحد كي توصل المادة الصحفية إلى عين القارئ بطريقة سهلة وشيقة وعلى ذلك يمكن القول إن تيسير عملية القراءة وتحقيق الانسياب البصري على سطح الصحيفة المكتوبة هو جوهر عملية الإخراج .

كما يعد الاخراج الصحفي عملية فنية وصحفية لها جانبان الاول جمالي والثاني وضيفي اي شكل الصحيفة ومضمونها .

وقد دأبت الصحف على تحقيق أمرين مهمين الاول سياسة الصحيفة والمتمثل بما ينشر بها من مواد واخبار والثاني البحث عن شكل خاص للصحيفة من خلال خط اخراجي مميز لا يشبه ما تسير عليه بقية الصحف المنافسة وهو الأمر الذي بدأته صحيفة الزمان منذ إصدارها الاول ولازالت ومن خلاله استطاعت أن أن يكون لها خطأ اخراجيا واضحا وشخصية قائمة بذاتها وهو الأمر الذي ميزها من بين العديد من الصحف .

والملاحظ أن صحيفة الزمان دأبت على عدم الاسراف في استخدام الألوان في صفحاتها من ارضيات وعناوين والذي يفقدها الكثير من رزانتها الاخراجية كما ابعدت الكثير من العناصر التيبوغرافية الغير ضرورية والتي تشكل ارباكا لعين القارئ.

كما أن نشر الصورة في الصحيفة تراعي مسألة مهمة تبدو واضحة في أغلب صفحاتها فكلما كانت الصورة كبيرة استوقفت أنظار اكبر عدد من القراء فقيمة الصورة لابد أن تساوي قيمة الخبر وأهميته .

كما أن استخدام الصورة في شكلها الافقي والعامودي والذي يعد الأكثر استخداما في الصحف المميزة والابتعاد عن شكل الصورة المربع الذي يوحي بالرتابة والجمود وهو الأمر الذي أضاف لها ميزة أخرى من خلال توضيفها في عملية التصميم .

تبدو الصفحات الداخلية للزمان نسيج متصل حافظت عليه منذ صدورها وهي تشكل الشخصية الخاصة بها وان اختلفت عناوين تلك الصفحات وطبيعة المادة المنشورة بها .

كما أن تقسيم أعمدة الصفحات إلى تسعة أعمدة بدلا من ثمانية كما هو معمول في أغلب الصحف أضاف ميزة أخرى لشكل الصحيفة وتفردها الفني عن سواها مما أتاح للمصمم حرية اوسع وخيارات أكثر في تحريك المادة المنشورة .