الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
(الزمان) وقمر الموصل

بواسطة azzaman

(الزمان) وقمر الموصل

 

ناجحة كاظم

في الموصل الحدباء اقمار عدة بزغت في مجالات علمية فكرية ومعرفية مختلفة، وكان لها قصب السبق منذ تأسيس مكتبة آشور بانببال قبل نحو اربعة الاف عام، لكن قمرها الأكثر توهجاَ وسطوعاً منذ اواخر القرن العشرين وحتى اليوم، هو البزاز الطيب الذي تربع على عرش الاعلام ليكون قائده اللامع الذي وضع الجميع خلفه باشواط.

البزاز الذي رأى النور في بيت موصلي اصيل في 18 أبريل/ نيسان 1952 بدأ كتابة الشعر مبكراً، فامتلك ناصية اللغة.. لغة فائقة الجمال وقدرة على استذام مفردات متداولة في مواضع ربما لم يفكر بها الآخرون، بالاضافة الى قدرة فائقة على اشتقاق مفردات جديدة لم تكن متداولة في الوسط الثقافي او الصحفي.

قرن ماض

وبالرغم من ان البزاز ازداد سطوعاً ابان ترؤسه دائرة الاذاعة والتلفزيون، اواخر الثمانينات من القرن الماضي من خلال استثمار التقنيات والكرافيك لاول مرة في العراق، الا ان تجربته الصحفية ظهرت ميزاتها عندما تولى منصب مدير عام وكالة الانباء العراقية.

لكن تجربة رئاسة تحرير الجمهورية اواخر عام 1990 تمثل علامة فارقة ومميزة في تاريخ الصحافة العراقية التي مضى 155 عاماً على نشأتها. فالبزاز فاجئ العراقيين الذين كانوا قد خرجوا للتو من حرب الثماني سنوات مع ايران، بخطوات أثبتت رؤيته الخاصة للعمل الصحفي والتاطي مع القارئ عربياً ومحلياً

مافعله البزاز في الايام الاولى لاستلامه رئاسة تحرير الجمهورية اكد ان البزاز مقدم على خطوة مهمة تتعلق باجراء سلسلة من التغييرات قد تبدأ باعتماد نهج اعلامي جديد يغادر مرحلة التعبئة والتحشيد الى مرحلة الاعلام الحر وبطريقة تجعل من الجمهورية في مصاف الصحف العربية.

ولم يكد يمضي شهر واحد على تسلم البزاز، حتى بدأت خططه تؤتي ثمارها، اذ احدث تغييرات مهمة على صعيد الوعي السائد لدى الصحفي والمتلقي معاً اذ ان من الصعب ان تقنع المتلقي ان الأخبار المنوعة والفنية ستكون على الصفحة ماقبل الأخيرة، بينما تكون الصفحة الاخيرة للتقارير والأخبار المحلية، وهذا أمر صعب على القارئ العراقي تقبله وهو الذي اعتاد ان يبدأ بقراءة الصحيفة من الصفحة الأخيرة.

هذه التجربة التي وأدها حاسدون ومبغضون وربما فاشلون ايضاً، اعتقد هي من اسست لصدور صحيفة الزمان في نيسان من عام 1997 ومن ثم قناة الشرقية منتصف شهر مايو/ آيار عام 2004، لتكونا برؤية البزاز وطريقة تفكيره في قمة المشهد الاعلامي عربياً وعراقياً.وبرغم سوء حالتي الصحية والتعب الذي يسببه تأخري في العلاج الاسبوعي لاسباب شتى، الا انني لا استطيع ان اتخلف عن استذكار صدور العدد 8000 من صحيفة الزمان ، فالزمان بالنسبة لي ليست صحيفة فقط، بل حياة يومية يعيشها كادرها الذي نهل، على مدى هذه السنوات، من خبرات احد ابرز اعلام العراق في مجال الصحافة، الذي لا يمكن منافسته مهما حاول الآخرون. وهي ايضاً ستكون يوماً ما وثيقة مهمة ومحايدة يمكن لقارئ المستقبل ان يعود اليها اذا ما اراد معرفة ماكان يجري. فبين زمان (السمعاني) وزمان (البزاز) عقوداً من الزمن، لكن كلا الفارسين ينتميان لمدينة واحدة هي نينوى، وكلاهما سبقا اترابهما من الكتاب والصحفيين، سواء بالاسلوب الرشيق او طريقة التفكير خارج الصندوق .ولم تكن (الزمان) سواء في طبعتها الدولية او طبعة العراق، تسير بخطى متشابهة ، بل كان هناك من يسير بها على الجمر تارة، أو يلقيها في ذات اليوم في القطب المتجمد معانداً بذلك مهنة العمل في بلاط صاحبة الجلالة. واذ كانت الزمان، كما يقول الاستاذ سعد البزاز انها “اختارت مسلكاً وعراً وسط التيارات السائدة في الإعلام العربي آنذاك الذي كانت هيمنة الحكومات عليه شبه مطلقة عدا استثناءات محدودة»، الا انها عمدت منذ يومها الأول في طبعة العراق، الى تشجيع قيام الدولة المدنية التي تنتمي الى الحاضنة العربية وزخمها الثقافي، برسالة مدنية، من دون ان تغلق الطريق امام الاسلام الحقيقي، لتكون منبراً للاعتدال والمدنية، وهو مايحتاجه العراق في هذه الظروف، نظراً لتنوعه.

صحيفة مهنية

من هنا فأن صحيفة الزمان تعتبر واحدة من أهم الصحف العراقية التي تتميز بكونها صحيفة مهنية رصينة ذات رسالة إعلامية تؤكد على الهوية العراقية الوطنية فكرياً وسياسياً، سواء في طروحاتها ومضامينها.. أو تميزها بالسبق الصحفي لإيصال كل ماهو جديد ومهم إلى القارئ العراقي وتزويده بكل المستجدات على الساحة العراقية وبمختلف الحقول والعناوين. فالزمان بحق صحيفة مكتنزة بالوعي السياسي والرؤى الأبداعية والفكرية، بما يجعلها صحيفة واجبة القراءة والمتابعة..

تحية للزمان التي تحتفل بعددها الـ 8000 والف الف تحية لمن جعل منها حقيقة الاستاذ سعد البزاز والصديق العزيز د. احمد عبد المجيد وكل الزملاء العاملين في هذا الصرح الاعلامي الكبير.

 

 

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 94
الكاتب ناجحة كاظم
أضيف 2024/09/30 - 11:59 PM
آخر تحديث 2024/10/18 - 9:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 165 الشهر 7370 الكلي 10037093
الوقت الآن
الجمعة 2024/10/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير