لبيروت
شلال عنوز
مِنَ الجبالِ رفيفُ الماءٍ ينهَمِرُ
على شواطيكِ يَشدو وهوَ يفتَخِرُ
عِشقاً يُقبّلُ أنهاراً وأوديةً
على سهولكِ صَبّاً راحَ ينحدِرُ
يانجمةً من سُلافِ البحرِ لُؤلؤها
شغَفاً يُغنّي على لَألائِها السَّحَرُ
تسعى على غَنَجٍ والأرزُ يحرسُها
في موكبٍ مَهرُهُ التفّاحُ والشجرُ
عطرُ البنفسجِ مجنونٌ بفتنتِها
مُنذُ الخَليقةِ هذا العطرُ ينتشرُ
يسقي نديمُ الصَّبا بالحُبِّ سَوسَنَها
توقاً ويرقصُ جَذلاناً بها القمرُ
بيروتُ، يا ملحَ كلِّ الأرضِ، سُكَّرَها
يا أُختَ عشتارَ، يا قيثارَ مَن عَبَروا
العاشقون تغنّوا في مباهجها
لأنّها جنّةٌ في الأرضِ تَزدَهِرُ
على القلاعِ شموخٌ من حضارتهم
وفي المدائن ما شادوا وما عَمروا
فيها الكنائسُ والناقوسُ يوقِظُها
فيها المآذنُ والآياتُ والسّوَرُ
منها استفاقَ بَشيرُ الصُّبحِ مُبتَهِجاً
على الأصالةِ ثوبَ اللهِ يأتزرُ
يا توأمَ الكِبرِ تزهو في تألُّقِها
وتَرتَدي المجدَ عنواناً وتبتكرُ