الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل تصمد الحكومة الفرنسية الجديدة ؟

بواسطة azzaman

هل تصمد الحكومة الفرنسية الجديدة ؟

اليمين واليسار يواجهان تشكيلة برانييه

 

باريس . سعد المسعودي

بعد أنتظار أكثر من أسبوعين أعلن قصر الإليزيه الرئاسي عن تشكيلة حكومة ميشيل بارنييه الجديدة، ,وهي تعتبر أطول مدة لتشكيل حكومة في الجمهورية الخامسة، وتوالت ردود الفعل التي كانت شديدة الانتقاد من قبل اليمين المتطرف واليسار الراديكالي، وأيضا من قبل الاشتراكيين والمدافعين عن البيئة الخضر, وعمليا، يتقاسم حزب «الجمهوريون» اليميني التقليدي وحزب «النهضة» الموالي للرئيس ماكرون المناصب الوزارية في هذه الحكومة، مع الإشارة إلى أن رئيس الحكومة ميشيل برانييه ووزير الداخلية - وهي وزارة سيادية ورئيسية في فرنسا - برونو ريتايو ينتميان إلى الجمهوريين، وأن وزير الجيوش – ايضا  وزارة سيادية ورئيسية -  سيباستيان لوكورنو , ينتمي إلى حزب الرئيس ماكرون.

حكومة جديدة

ولكنه كان في حزب «الجمهوريون» قبل ذلك,عموما، يجمع المراقبون على أن الحكومة الجديدة تميل إلى اليمين بقوة مقارنة مع الحكومة السابقة، بل وتضم وزراء لهم مواقف يمينية متشددة بشأن الهجرة والاجهاض والزواج للجميع (زواج المثليين)، ولا يوجد من اليسار سوى وزير العدل ديدييه ميجو وهو اشتراكي سابق، ولكنه استقال من الحزب قبل أكثر من 14 عاما.

الحكومة الجديدة  مهددة  بحجب الثقة !

تكمن أولى التناقضات في أن حزب «الجمهوريون»، الذي يتمتع بهذا الثقل الحكومي، يأتي من حيث عدد نوابه (47 نائبا) في المرتبة الرابعة بعد جبهة اليسار (193 نائبا) والتحالف الموالي لماكرون (166 نائبا) وحزب «التجمع الوطني» اليمين المتطرف (142 نائبا) ولكن الحكومة تستند إلى كتلة من 212 نائب، وهي أغلبية نسبية في مجلس النواب (577 نائب)، وليست أغلبية مطلقة، مما يعني أنها يمكن أن تواجه حجب الثقة وتسقط في أي لحظة، إذا اتفقت المعارضة البرلمانية على ذلك تركيبة برلمانية غير مسبوقة في فرنسا,التركيبة البرلمانية سابقة الذكر التي جاءت بها الانتخابات التشريعية هي غير مسبوقة في ظل الجمهورية الخامسة، والتي تم تصميم دستورها لتجنب هذا الوضع تحديدا، وضمان أغلبية مطلقة للحزب المنتصر,وإذا كانت دول أوروبية أخرى مثل ايطاليا وألمانيا، معتادة على هذا الوضع وتتمكن من إقامة ائتلافات للحكم بسهولة، فإن ذلك غير متوفر في تقاليد الحياة السياسية الفرنسية التي تواجه حاليا حالة من الشلل.

- اليسار الممثل في «الجبهة الشعبية الجديدة» ويقوده، عمليا، حزب «فرنسا الأبية» اليساري الراديكالي، والذي أعلن زعيمه جان لوك ميلانشون انه يريد اسقاط هذه الحكومة في أول فرصة، معتبرا أن رئيس الدولة ايمانويل ماكرون لم يحترم التقاليد الديمقراطية التي تقضي بتكليف رئيس للحكومة من القوة السياسية التي جاءت في المركز الأول، أي «الجبهة الشعبية الجديدة» في هذه الانتخابات، وأن الرئيس قام بالسطو على تصويت الفرنسيين، وفقا لميلانشون، الذي يصف الحكومة الجديدة بأنها مجموعة من الفاشلين , اليمين المتطرف المتمثل في حزب التجمع الوطني لم يجزم بالتصويت لصالح حجب الثقة عن الحكومة، وتمكن، على العكس، من استثمار الموقف والمشاركة، بصورة غير مباشرة، في اختيار رئيس الحكومة.

موقع المعارض

المؤكد أن أعين مارين لوبن معلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2027، وتعتقد أنها في وضع مثالي، في موقع المعارض وبعيدا عن أزمات الحكم، وهو وضع سيؤدي، في حال استمراره، إلى انتصارها في الرئاسيات المقبلة

أزمة ميشيل بارنييه في أنه لا يستطيع أن يطمأن تماما لمواقف أنصار ماكرون، لأنهم منقسمون بين أطراف يسارية ويمينية، لا يستطيع ماكرون نفسه السيطرة عليها، لأنها فترته الرئاسية الأخيرة، وهو فقد السلطة بالتالي، خصوصا بعد قراره بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، أدت لخسارة الكثير من نواب الحزب لمقاعدهم، وأثارت غضبا داخل صفوف حزبه، يجسده رئيس الحكومة السابق غابيريال آتال، الذي لم يستشيره الرئيس في قرار حل البرلمان، والذي يعتقد أنه كان خيارا سيئا,كما أن آتال وعددا من وزراء ماكرون السابقين ينظرون، بدورهم، إلى الانتخابات الرئاسية في 2027، وكل منهم يرى نفسه في قصر الإليزيه خليفة لماكرون كل هذه الأطراف لن تسهل عمل رئيس الحكومة الجديد في البرلمان أن حساباتهم هي خارج إطار العمل البرلماني

أخطر الانعكاسات لتشكيلة الحكومة الجديدة وتأتي من الرأي العام الفرنسي، حتى أن رجل الشارع يردد منذ أكثر من أسبوعين القول بأن ما يحدث لا يعبر عن أصواتهم في صناديق الاقتراع ,ذلك إن الناخبين الفرنسيين التزموا بقواعد اللعبة هذه المرة، وذهبوا بأعداد كبيرة لصناديق الاقتراع، ووضعوا جبهة اليسار في المقدمة كما اختار قسم كبير آخر منهم اليمين المتطرف، ونتيجة الانتخابات عموما كانت تكشف عن رغبة واضحة في التغيير والقطيعة مع سياسات الرئيس، وهم يقولون، اليوم، «أرسلنا رسالة واضحة في الانتخابات» وما يحدث الآن هو عكس رسالتنا خبراء العلوم السياسية يحذرون بشدة من انتشار هذه المشاعر، ومن فقدان ثقة النــــاخب بجدوى اللعبة الديمقراطية، والتي يمكن أن تؤدي، عندئذ، إلى كوارث حقيقية.

فيما انتقد زعيما اليسار المتطرف واليمين المتطرف في فرنسا الحكومة اليمينية لرئيس الوزراء ميشال بارنييه، والتي أعلنت تشكيلتها السبت بعد انتظار استمر أسابيع إثر عدم حصد أي قوة سياسية غالبية في الجمعية الوطنية.ودعا زعيم حزب «فرنسا الأبية» اليساري جان-لوك ميلانشون الى «التخلص في أسرع وقت ممكن» من هـــــذه الحكومة، بينما اعتبر زعيم «التجمع الوطني» اليميني جوردان بارديلا أن الحكومة «تؤشر الى عودة الماكرونية» (نسبة للرئيس إيمانويل ماكرون)، و»لا مستقبل و خرج جزء من اليسار للتظاهر مجددا السبت للتنديد بالتوجهات السياسية للحكومة المقبلة. ويعتزم حزب «فرنسا الأبية»، «زيادة الضغط الشعبي» بعد مظاهرات في 7 أيلول/سبتمبر  في كل أنحاء فرنسا ضمت بين 110 آلاف شخص بحسب الشرطة، و300 ألف وفق المنظمين.


مشاهدات 99
أضيف 2024/09/25 - 10:44 PM
آخر تحديث 2024/09/27 - 6:51 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1014 الشهر 39571 الكلي 10028193
الوقت الآن
الجمعة 2024/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير