ذئاب مرغت وجودنا بالعدم
فيان القبطان
دخلت مدينة متخفية على أطراف العاصمة.. غير معلَّمة بلوحات دلالة ولا إشارات مرور، طليت صور مبهمة لشخصية مستهجنة، على بقايا جدران نسيها البناؤون، فتساءلت:
-جا إشصار يوم الأربعاء 9 نيسان 2003
لو جعلت هذا المقال حلماً أستيقظ منه الآن 2024 لأصبحت نهاية مستهلكة..
نتفت ريشها القصص وأفلام السينما، لكنه كابوس صحى منه العراقيون على ثلة نصَّبتهم أمريكا لتدمير مستقبل العراق، بعد أن دمر جيشها الحاضر والماضي.
ناء العراقيون طوال خمسة وثلاثين عاماً بمعتقلات وحروب وتقييد حريات وحصار.. عقوبات دولية، في ظل سلطة نقلت قناعات القرية كابوساً دبلوماسيا أحرق الأخضر واليابس، بشواظ شرار لهيب لم يبقِ ولم يذر، وعندما صحَو من الكابوس، تاهوا في مستعمرة ذئاب نهشت كل شيء ومرغت وجودنا بالعدم!
العراق الآن حلم مزعج بطعم الكابوس.. جيثوم فظيع، الصحو منه تيه في غابة تكتظ بضوارٍ متوحشة، لا تفهم ولا تستفهم ولا تصغي ولا تعرف غير السطو على الممتلكات العامة والشخصية للشعب، حتى أصبح كابوس ما قبل 2003 أرحم من الصحو في مستعمرة تحرسها ذئاب أكلت كل شيء.