بيد واحدة إنتصرت..نجلة

إيناس البدران

انتصرت بنت الرافدين صاحبة الهمة العالية على كل الصعاب والمحبطات..على الارهاب الذي تسبب بفقدها لاطرافها الثلاثة ،انتصرت على الهمجية والتخلف التي تسعى باصرار مريب لطمس هويتها الناصعة المشرفة ووأد احلامها المشروعة وسحبها الى ظلمات الجهل والتخلف لتحيلها الى مجرد كم مهمل صفر..على الشمال ومحض جسد مشتهى!! بيد واحدة تحدت المستحيل،اجترحت معجزتها لتحصد البطولة الذهبية في تنس الطاولة في الباراولمبياد باريس لتصبح اول عراقية تفوز بالميدالية الذهبية بابرز منافسة رياضية عالمية بهذا المجال..هي نجلة عماد الدايني ابنة العراق التي استحقت ميدالية حب العراقيين جميعا من الشمال للجنوب وأن يعزف لها السلام الجمهوري في باريس لتكرم على اعلى المستويات عالميا. فالظروف الصعبة هي التي تبين معادن البشر الاصيلة ،وان ذوي الهمم العالية لا ترهبهم المعوقات ولا تصدهم عن الوصول لمبتغاهم السامي،.يقول انشتاين «هنالك من يجد مشكلة لكل حل» فالعبرة ليست بما يصادفنا من عقبات ومصائب بل بردود افعالنا تجاهها وفي قدرتنا على ان نصنع حلما جميلا ونسعى بجهد دؤوب لتحقيقه.وهذه البطلة على الرغم من الصعاب المركبة قد صنعت حاضرا مشرفا مبشرا بمستقبل زاهر ،ان الذين يرسمون خارطة لاحلامهم هم شموس الارض وروافدها وغدرانها..هم الدعامة الاساسية التي تستند اليها قوة الحياة في تجددها وعنفوانها فأمثالهم يشحذون الهمم ..يستدرجون العقول الغافلة للاحساس بنعم الحياة ليلظلوا كالزرع الاخضر الذي ينمو في صحارى الجدب والخذلان ..كالشعاع الذي يشقّ استار الظلام مبشرا بميلاد فجر يحمل في طياته وعدا  جديدا بالانتصار.