إنما الأعمال بالنيات
رسالة الحسن
قد يتعرض الإنسان لإقوى إنتكاسة في حياته تتخللها صراعاته مع ظروف الحياة من جهة وبين أحقاد بعض البشر أصحاب النفوس الضعيفه ومكرهم من جهة اخرى ، وهو بذالك كالغريق الذي يقاوم وسط أمواج البحر الهائج فتراه يتقاذفه التيار يميناً وشمالاً حتى تكاد تنقطع أنفاسه فقصته بسيطة كقصة أي إنسان عادي في حياتنا مد يده لينقذ إنسان من الغرق بعد أن استجار به فما أن انقذه حتى قام برميه في البحر لتتلاقفه الامواج العاتية وبينما هو يصارع الموت لم يفقد الأمل بقدرة الله عز وجل فهو لم يعمل سوى الخير ربما عمله كان في غير موضعه ولكن ما أدراه بنفوس البشر وما تحويها من نكران للجميل ... ، ويبقى يصارع الأمواج ويقينه بالله أن يكافئه على ماقام به من خير لم ييأس لم يقنط من رحمة الله رغم شعوره بالتعب من المقاومة حد الإختناق إلا إنه ينظر إلى رب كريم واسع العطاء يعطي الإنسان على قدر نيته فإن ضاع المعروف عند البشر وقابلوه بالجحود فهو لا يضيع عند رب البشر ولا بد أن يرسل له إنسان نبيل يعرف الله ويخشاه ليمد يده وينقذه من الغرق ليكون له كطوق النجاة وينتشله مما هو فيه ... نعم مازالت الدنيا بخير ومازال هنالك أناس يحملون القيم الأصيلة ولم تبدلهم مغريات الحياة فطوبى لكل إنسان مازال يحمل في قلبه بذرة خير ومحبة لكل من حوله
حتى وأن لم يتمكن من إنقاذه فيكفي شرف المحاولة فهو بذلك كضوء مصباح في عتمة ليل شتاء قارص جاء لينير طريق من حوله .