تأزم الأجواء
سامر الياس سعيد
لم يعد يفصلنا الاايام معدودات عن المواجهة الاولى لمنتخبنا الوطني ضد المنتخب العماني في اطار الدور الحاسم المؤهل لمونديال 2026 حيث باتت العديد من المواقع ووسائل الاعلام تشير الى تازيم الاجواء قبل انطلاق تلك المباريات ومن بينها تبادل للتصريحات بين منتخبات مجموعتنا والكثير من حالات الشد والجذب التي تفصح عنها الكثير من النخب ولعل ابرزها قضية الجمهور .
فقد طالعت قبل بضعة ايام تصريحا لمحافظ البصرة يشير فيه الى ان العراق سيتعامل بالمثل مع الكويت في الوقت التي ستحدد فيه عدد الجماهير التي ستحضر مباراة منتخبنا في ملعب الكويت مع ان هذه القضية اصلا ليست معنية بمحافظ البصرة ولابالاتحاد العراقي بقدر تعلق الامر بالاتحاد الاسيوي الذي سيحدد هو وحده عدد الجماهير التي بامكانها حضور مباريات منتخبها كما افصح بذلك اعلامي رياضي من الدولة الشقيقة مدحضا كل الاقاويل التي تداولت في هذا الشان كما ابرز ناشط كويتي اخر عبر مقطع فيديوي تصريحا لاحد الصحفيين الرياضيين وفيه تناول امكانية تجاوز المنتخب الكويتي واعتبار اسهل الخصوم كونه تعرض لاحراج امام المنتخب الهندي ولم يتمكن من الفوز عليه في اطار الدور الاول من التصفيات .
لااعتقد ان لمثل تلك التصريحات المقتضبة او تجزئة بعض المقاطع سوى هدفها في تعكير الاجواء وتازم الاوضاع قبل انطلاق المباريات مما يعيدنا الى استخدام كلمة مستلة من احدى المسلسللات العراقية القديمة للاشارة الى ما يمثله ملعب منتخبنا الوطني في التصفيات المؤهلة والتي ينفر من تداول تلك الكلمة العديد من المشجعين الذي يحيون بكون الرياضة رسالة سامية لاحقد فيها ولاضغينة تؤجج الاجواء وتعيدنا لقرار الحظر بلا طائل كوننا اوصلنا مثل هكذا امور دون ان نصغي للغة العقل .
هذه الامور السلبية نتمنى ان يترفع عنها منتخبنا فالذاكرة ما زالت طرية اثر خسارتنا المضي في الادوار الحاسمة لبطولة امم اسيا بعد ان علت اصوات المنسف الاردني وطريقة الاحتفال بالاهداف تجاوزها لقيمة الرياضة السامية فكان الثمن باهظا ولايتناسب مع امتلاكنا لمنتخب كان قادر ان يحقق لنا البطولة الثانية لكاس الامم الاسيوية بعد ان تغلبنا على اقوى منتخبات القارة الا ان المغالاة بالاحتفالات جلبت لنا الخسارة باسرع مما نتوقع .
وكانت نتيجة الاحتفال المغالاة بالتحدي والسخرية من الموروث الذي تفتخر به الدول الاخرى فلذلك ينبغي توعية لاعبنا بالثقافة المهمة التي تجنبه جعل فريقه خاسرا لمجهوداته فينقلب الامرالى التعرض للخسارة او فقدان النقاط بشكل سريع ومفاجيء .
الامر الاجمل في موضوع المباريات التي سيخوضها منتخبنا على ملعبه هو ابراز صورة جميلة للوطن عبر طريق مجموعات سياحية تعمل على استكشاف الوطن برزت مع نسخة بطولة الخليج السابقة موظفة ما اسهم به استضافة العراق وبالاخص مدينة البصرة من مباريات لتشجيع ابناء المدن العراقية الاخرى على السفر وحضور تلك المباريات واستكشاف مغامرة جميلة عبر زيارة مدن عراقية جنوبية من جانب ابناء المدن الشمالية فلذلك ينبغي على وزارة الشباب والرياضة تشجيع مثل تلك المبادرات لما تحمله من ابراز محبة الوطن والتاخي الذي يجمع ابنائه ليشكلوا لحنة واحدة تسهم بالتشجيع النظيف الخالي من كل ما يسيء للاخر لابل يسعى للترحيب به واستضافته مثلما حققت بطولة الخليج السابقة مثل تلك الاهداف المهمة والمميزة .