سياسة البنك الدولي مع الدول النامية

محمد سليم المزوري

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 تم انشاء ثلاث منظمات دولية، وهي: الأمم المتحدة، صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، والصندوق عبارة عن جمعية تشارك فيها بلدان العالم عددها (190) دولة تجمع الاموال بحصص مختلفة كل بلد، ويقرضها الصندوق للدول المحتاجة لهُ، ولكن بشروط وسياسة وتعزيز التعاون النقدي الدولي، وتشجيع التوسع التجاري والنمو الاقتصادي، وتثبيط السياسات التي من شأنها الاضرار بالرخاء ومن أهدافه (توافر الثقة بين البلدان الاعضاء عن طريق اتاحة موارد الصندوق العامة لها بصفة مؤقتة وبضمانات كافية، ومن ثمَّ إعطائها الفرصة لتصحيح الاختلالات التي تصيب موازين مدفوعاتها من دون اللجوء الى تدابير من شأنها الاضرار بالرخاء على المستوى الوطني أو الدولي.  ومن وجه نظري أن فشل هذه القروض في أن الحلول والمعالجات الموحدة لجميع دول العالم النامية تقريباً طُلب منها نفس المعالجات الاقتصادية، وهذا يجب ان يرجع بنا الى ان هناك تناقض واختلاف في الواقع الاقتصادي لهذه الدولة أو تلك، والتي تنحصر في ازالة التعريفات الكمركية على الواردات، وفرض سياسات تقشفية ، كما ان بعض توجهات الصندوق ساهمت في تدمير الموارد والصناعات المحلية للدول المقترضة بقصد أو من دون قصد، وفي المحصلة يمكن القول: كانت سياسة النقد الدولي للدول النامية لها نتائج كارثية، والغريب ان سياسات الصندوق تترك الدول أكثر فقراً مما كانت عليه، هنا يتولد لدينا سؤال افتراضي حول ان كان هناك دور خفي يؤديه صندوق النقد الدولي لصالح الدول المسيطرة عليه وعلى الاقتصاد العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية لتكبيل اقتصادات الدول الفقيرة واغراقها في مزيد من الديون والتبعية.