الإشتراكية الديمقراطية.. حلم الإنسانية والدواء لكل علة
ضرغام الدباغ
لماذا نحن منفعلون ومتفاعلون في التيار الاشتراكي ...؟
الفكر الاشتراكي قرأناه بتفصيل عميق، ثم شاهدناه، بل عشناه واقعياً، بل شاهدنا نماذج تطبيقية عديدة منه .. ومن المؤكد أن أن التطبيقات كانت تتفاوت في قوة المنجزات من بلد للآخر ... واليوم نقول، أن الفكر الاشتراكي لم ينته كما يظن البعض، ولم ينتكس، بل يثبت الواقع اليوم أكثر من ذي قبل الحاجة للاشتراكية، يثبت للعالم وللشعوب التي جربت النظم الاشتراكية أنها كانت تعيش في نعيم . وهناك الكثير مما يجري في البلدان لم يكن معروفاً للناس، فقط من خلال السماع ...!
من يقول ذلك، يقولها العلماء والفنانين، والرياضين، والمفكرين والمثقفين ... وكل أصحاب الموقف والرأي ... كل إنسان يفكر بالمجتمع وبالبلاد، وكل شخص له رؤية بعيدة وعميقة، كل إنسان طليعي، وكل صاحب مصلحة بالحياة الحرة الكريمة، من الفقراء والكادحين الذين يعيشون بقوت يومهم، يخاف على لقمته، وكوخه المهلهل، ورعب البطالة، والفلاح من رعب الموسم السيئ والظواهر المناخية المتراجعة، الذي يعني له الجوع والنزوح من الريف للمدينة...!
اصحاب الملايين
دفعاً للجدل البيزنطي، دعونا نتحدث عن كوبا ... الجزيرة التي كانت تمثل بلد القمار والدعارة، وشعب يعمل بأسره بخدمة أصحاب الملايين، كل المقومات الأساسية : تعليم، صحة، سكن، فقر ...منحطة بدرجة تقارب الصفر. اليوم في كوبا لا توجد بطالة، ولا أمية، والتعليم مجاني، نظام صحي راقي جداً (أرقى من الولايات المتحدة) ومجاني، سكن مجاني، لا يوجد فقر بمعنى الحاجة للمقومات الأساسية، شعب سعيد لا هموم لديه، يتقاسم ثروة البلاد بنزاهة وأمانة، ولذلك الشعب يعيش بأمان وكرامة ويتمسك بقيادته الوطنية الشريفة، ولا يهتم لدعايات الغوغاء الأمريكان، ويتحدون حصارهم .
في الاشتراكية المسألة الجوهرية هي : الأمان، الغد أفضل من اليوم، أولادي سيعيشون أفضل مني ...لأن البلاد تتقدم، ربما ببطء، ولكنها تتقدم، وأنا ألمس التقدم بنفسي، التأمين الصحي يجعلني لا أخشى شيئاً، الدولة تتكفل علاجي حتى اليوم الأخير، الدستور ينص أن لا توجد سلطة تخرج المواطن من بيته، حتى إذا لا يدفع الإيجار، أجور الكهرباء والماء والغاز سنوية مقطوعة برخص التراب .. المواصلات شبه مجانية، الدخول للمتاحف والمسارح بأثمان زهيدة جداً، المدرسة من روضة الأطفال حتى التعليم العالي : بكلوريوس، ماجستير، دكتوراه مجانية، بوسع أي مواطن أن يجلس في افخم مطعم، لا توجد قوة تستطيع إهانة الإنسان .. تعيش في الدولة الاشتراكية وأنت خال من الهموم، ولذلك يتوجه الناس للثقافة والأدب والفنون، والرياضة، والهوايات النافعة، هناك معايير محترمة، الأمانة والصدق والنزاهة، وقيم اجتماعية ووطنية يقيم الفرد بموجبها، يعلمون الأطفال السباحة إلزامياً، وفي سن معينة قيادة السيارات.
ورق الجدران
وفي المتوسطة الضرب على الآلة الطابعة، وتجديد ورق الجدران في البيت، وتصليح معدات البيت، المواطنون فخورون بدولتهم التي تساعد الدول النامية، لا تنهبها، وجيوشهم لا تقتل مواطنين دول أخرى.. لا أحد يستطيع التعرض بكلمة واحدة ضد أجنبي أو ملون ..! كل الحروب في تاريخ العالم هي حروب رأسمالية (12 ألف حرب) من أجل التوسع، الاشتراكية لم تظهر يوماً نزعة توسعية. والاشتراكية لا تنمو وتثمر إلا في حالة السلم.
في الاشتراكية فقط، حيث تختفي النفس البشرية العدوانية، لا تلمس فيها أثراً للعنصرية، ولا الطائفية، ولا الطغيان البشري ... وتصبح من المجهولات ... في الاشتراكية فقط لك الحق أن تتصور أن الغد أفضل لك، وأفضل بالتأكيد لأولادك واحفادك ...في الاشتراكية فقط، تأخذ بقدر ما تحتاج، وبقدر ما تعمل، لا تظلم أحداً، ولا أحد يظلمك ...! هذا هو أساس الاشتراكية ..!
صدعوا رؤوسنا بالاحاديث الملفقة الاشتراكية ضد الأديان، الشيوعية كفر والحاد ... وزوروا المقولات لهذا الهدف، ولكن تبين أن لا أحد ضد الدين أكثر من الرأسمالية،
في الاشتراكية فقط لك الحق أن تأمل ... في الرأسمالية ليس لك أفق ... الفضاء والافق ملك لمن يمتلك المال والسلطة .... فحسب. وأفضل القناعات تلك التي نصلها بعد التجربة ...!